الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

د.علي جمعة: دار الإفتاء المصرية فضاء علمي هادف يسعى لتحقيق مقاصد الشرع

فضيلة الأستاذ الدكتور
فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة

أكد فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال كلمته في احتفالية دار الإفتاء المصرية بمناسبة مرور 130 عامًا على تأسيسها، أن دار الإفتاء ليست مجرد مؤسسة إدارية، بل فضاء علمي هادف يسعى لتحقيق مقاصد الشرع في عمارة الأرض وخدمة المجتمع.

وأشار د. علي جمعة إلى أن الاحتفال بهذه المناسبة يمثل قراءة واعية لمسيرة أجيال من العلماء وموروث الفتوى في مصر، مؤكدًا أن دار الإفتاء جمعت كنوز الاجتهاد وأرست منهجًا واضحًا للتعامل مع النصوص الشرعية قائمًا على الفهم المقاصدي والالتزام بالقواعد العلمية، مع مراعاة متطلبات الواقع.

وأوضح مفتي الجمهورية الأسبق أن العلماء المؤسسين للدار جسّدوا الانحياز للحق والالتزام بالمنهج العلمي، بدءًا من الشيخ محمد أمين المهدي الذي لم يستنكف عن طلب مزيد من العلم رغم توليه منصب الإفتاء في شبابه، وصدر عنه مجموعته الشهيرة "الفتاوى المهدية"، مرورًا بالشيخ محمد البنا والشيخ بخيت المطيعي، الذين تركوا إرثًا علميًا وثقافيًا زاخرًا بالفتاوى الدقيقة والاجتهاد الرصين.

وأضاف فضيلته أن دار الإفتاء لم تكن يومًا بعيدة عن قضايا الأمة، بل كانت دائمًا في قلب الأحداث، تُسهم في مواجهة الفكر المنحرف وتبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم، مقدمة اجتهاداتها في إطار منضبط يوازن بين مقاصد الشريعة ومتطلبات الواقع المتجدد.

وأكد د. علي جمعة أن الاحتفال بالذكرى الـ130 يمثل تجسيدًا للترابط بين الماضي والحاضر والمستقبل، مشيرًا إلى أن العمل في الإفتاء يبدأ من الإنسان قبل البنيان، ويرتكز على منهج أصيل وعقل منضبط يجعل العلم سبيلًا إلى خشية الله تعالى.

واختتم مفتي الجمهورية الأسبق كلمته بالتأكيد على أن فضل الله تعالى هو الأصل في كل ما تحقق، وأن دار الإفتاء ستظل منارة للهداية وبصيرة وعلم، حاملة رسالة الحق وراعية للوسطية، تعمل من أجل رفعة الوطن وخدمة الناس وتحقيق مقاصد الشريعة الغراء.

تم نسخ الرابط