أبو الغيط يتهم إسرائيل بمحاولة إفشال وقف النار

أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن إسرائيل ما زالت تمارس تصعيدًا عسكريًا متعمدًا في قطاع غزة بهدف تقويض اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى استمرار القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات الإنسانية والمواد الحيوية اللازمة لتعافي القطاع، وعلى رأسها مستلزمات النظام الصحي.

وخلال كلمته أمام المنتدى الإقليمي العاشر للاتحاد من أجل المتوسط، شدد أبو الغيط على أن الفلسطينيين واجهوا خلال العامين الماضيين حربًا هي الأشد منذ نكبة 1948، واصفًا ما جرى بأنه مقتلة حقيقية استهدفت الأرض والشعب معًا. وأوضح أن أكثر من 67 ألف شهيد سقطوا في الحرب، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن تدمير شبه كامل للبنية الأساسية ومؤسسات المجتمع.

وأشار الأمين العام إلى أن الاحتلال أثبت أنه غير قابل للاستمرار، وأنه مصدر دائم للعنف وانعدام الاستقرار وتدمير أي مسار للسلام. وأضاف أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكونة من عشرين نقطة، وما تلاها من قرار مجلس الأمن 2803، وضعت إطارًا دوليًا لمعالجة أوضاع غزة، إلا أن إسرائيل لا ترغب – حسب قوله – في السماح للفلسطينيين باستعادة حياتهم.

وأشاد أبو الغيط بمواقف أوروبية وصفها بالبناءة والإنسانية خلال العامين الماضيين، معتبرًا أن حركة الاعتراف بالدولة الفلسطينية ساهمت في إعادة القضية إلى صدارة الأجندة الدولية. ودعا إلى التركيز على الهدف النهائي المتمثل في تحقيق تسوية دائمة لا تقتصر على وقف إطلاق النار.

وفي سياق متصل، تطرق أبو الغيط إلى تطورات السودان، مؤكدًا أن البلاد تواجه أكبر كارثة إنسانية في العالم وفق تقديرات الأمم المتحدة، مع وجود نحو 9 ملايين نازح وأكثر من 3.5 مليون لاجئ. ودعا إلى هدنة إنسانية تمهيدًا لتسوية سياسية تحافظ على وحدة السودان ومؤسساته.

كما رحب بخارطة الطريق الأممية في ليبيا، معتبرًا أنها المسار الوحيد لإنهاء المراحل الانتقالية، مشيرًا إلى أن توقيع اتفاق البرنامج التنموي الموحد خطوة إيجابية نحو توحيد المؤسسات.

وشدد الأمين العام على أن مواجهة تحديات المناخ والطاقة والهجرة والأمن الغذائي تتطلب تعاونًا عربيًا أوروبيًا وثيقًا، مؤكدًا التزام الجامعة العربية بدعم الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، والتطلع إلى القمة العربية الأوروبية المقبلة بوصفها محطة مهمة لتعزيز الاستقرار والازدهار في فضاء المتوسط.