السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

د. الضويني: الأزهر حصن الفتوى الرشيدة في مواجهة فوضى العصر

بوابة روز اليوسف

أكد د. محمد الضويني وكيل الأزهر أن الأزهر الشريف يقوم بدورٍ محوري في ضبط مسار الفتوى، عبر خطاب إفتائي يجمع بين ضوابط الشريعة الإسلامية وواقع العصر، بما يضمن بقاء الفتوى أداة هداية وبناء واستقرار. وأوضح أن هذا الدور يتجلى في معالجة قضايا التعايش الإنساني، والتطورات التقنية المتسارعة، من خلال فتاوى مؤسسية منضبطة توازن بين النص والمصلحة، وبين الحكم الشرعي وتعقيدات الواقع الإنساني.

وشدد على أن الأزهر يواجه الفتاوى المنفلتة التي تصدر خارج الأطر العلمية الرصينة، مؤكدًا أن صوت الفتوى في الأزهر سيظل صوت وسطية ورحمة، وحائط صد أمام الغلو والتشدد، بما يجعل من الفتوى عنصرًا أساسيًا في حماية المجتمع وتعزيز استقراره.

جاء ذلك خلال كلمته في ندوة دار الإفتاء المصرية الدولية الثانية للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، والتي تنعقد برعاية كريمة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، تحت عنوان: «الفتوى وقضايا الواقع الإنساني: نحو اجتهاد رشيد يواكب التحديات المعاصرة».

وأوضح وكيل الأزهر أن الفتوى في عصر العولمة أصبحت خط دفاع عن الهوية الدينية والثقافية، في ظل ما يشهده العالم من غزو ثقافي يسعى لاختراق العادات والتقاليد وزعزعة الثوابت، مؤكدًا أن الحاجة باتت ملحة لفتوى واعية بأحكام الشرع، مدركة لأدوات العصر، تعمق الارتباط بالثوابت، وتربط المسلم بمرجعيته الدينية في زمن اختلت فيه الموازين.

وأشار إلى أن الفتوى لا تنفصل عن التطور الرقمي، بل تواكبه وتستوعب آلياته، بما يمكنها من مواجهة الانحرافات الفكرية والسلوكية الناتجة عن الانفتاح الرقمي غير المنضبط.

وتناول وكيل الأزهر القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الفتوى فيها تمثل بيانًا شرعيًا واضحًا يقوم على تحريم الظلم والاعتداء، وتجريم سفك الدماء بغير حق، ووجوب إظهار الحق وكشف الباطل، مشددًا على أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات هو جريمة محرمة شرعًا لا يجوز تحت أي ذريعة تبريرها أو التغاضي عنها.

وأكد أن للفتوى دورًا محوريًا في قضايا النزاعات المسلحة، باعتبارها أداة لحماية الإنسان من الانزلاق إلى العنف والفوضى، لافتًا إلى أن الأطر الشرعية الحاكمة لهذه القضايا تقوم على حفظ النفس، وعدم استباحة المدنيين، وصون دور العبادة، وهو ما يكشف زيف الجماعات المتطرفة المسلحة التي تستبيح الدماء باسم الدين.

واختتم بالتأكيد على أن الفتوى حين تصدر عن فقهٍ واعٍ وفهمٍ دقيق للواقع، فإنها تعزز القيم والاستقرار، وتحصن المجتمع من العنف والفساد، لا سيما في عصر الانفتاح الرقمي، مشددًا على أن الاجتهاد الرشيد يقتضي العمل المؤسسي وعدم الانفراد بالرأي، وهو ما يتجلى في دور الأزهر الشريف، ودار الإفتاء، والمجامع الفقهية المعتمدة في إصدار فتاوى رصينة تخدم قضايا الواقع الإنساني.

تم نسخ الرابط