السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

وداعًا سمية الألفي.. سيدة الأدوار الهادئة تغادر المشهد بعد رحلة عطاء وصبر

سمية الألفي
سمية الألفي

رحلت عن عالمنا، اليوم السبت الموافق 20 ديسمبر 2025، الفنانة سمية الألفي، داخل أحد مستشفيات المهندسين، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز 72 عامًا، لتطوي صفحة فنية وإنسانية تركت خلالها بصمة واضحة في تاريخ الفن العربي، وأعمالًا ما زالت حاضرة في وجدان الجمهور.

 

 محطات في حياة فنية ممتدة

وُلدت سمية الألفي في 23 يوليو 1953 بمحافظة الشرقية، وحصلت على ليسانس الآداب قسم الاجتماع، قبل أن تخطو أولى خطواتها الفنية عام 1978 من خلال مسلسل أفواه وأرانب، لتبدأ رحلة شاقة امتدت لعقود، نجحت خلالها في فرض حضورها بهدوء وثبات حتى وصلت إلى مكانة خاصة بين نجمات جيلها.

 تنوع الأدوار وبصمة خاصة

تميزت سمية الألفي بقدرتها على التنقل بسلاسة بين الكوميديا والدراما، وقدمت شخصيات واقعية قريبة من الناس، جعلتها واحدة من الوجوه المحببة على الشاشة. شاركت في عشرات الأعمال التي شكلت علامات فارقة، من بينها ليالي الحلمية، بوابة الحلواني، دماء بعد منتصف الليل، الراية البيضاء، العطار والسبع بنات، وغيرها، ليتجاوز رصيدها الفني أكثر من 100 عمل تنوعت بين السينما والمسرح والدراما التلفزيونية.

 رحلة صعبة مع المرض

منذ عام 2017، دخلت سمية الألفي واحدة من أصعب محطات حياتها بعد إصابتها بالسرطان، لتبدأ رحلة علاج طويلة شملت جلسات كيماوي امتدت لنحو ست سنوات، ابتعدت خلالها عن الساحة الفنية، واكتفت بالظهور في صور عائلية كان يشاركها نجلها الفنان أحمد الفيشاوي.

وخلال تلك السنوات، خضعت لسبع عمليات جراحية في ألمانيا وأمريكا وسويسرا، بعد تشخيص إصابتها بسرطان الثدي والغدد اللمفاوية، إضافة إلى معاناتها من حالة نادرة تسببت في آلام حادة بالظهر أعاقت قدرتها على المشي، قبل اكتشاف أكياس خلف الرحم والحوض وعلى العمود الفقري.

 إعلان التعافي ثم الرحيل

في عام 2022، كشفت عن خضوعها لعمليات استئصال الأورام الخبيثة، واستمرارها في العلاج الكيماوي والإشعاعي، مؤكدة إصابتها بورم نادر. وبعد عام واحد، أعلنت تعافيها، مشيرة إلى أن الفحوصات جاءت مطمئنة، وأن الأطباء أكدوا انتهاء مرحلة السرطان، مع تقليل جرعات العلاج تدريجيًا.

ورغم ذلك، ظلت تعاني من تبعات سنوات المرض والعلاج، حتى أسدل الستار اليوم على رحلة طويلة من الصبر والكفاح، برحيل فنانة قدمت فنًا راقيًا، وعاشت حياتها في هدوء يشبه أدوارها، تاركة إرثًا فنيًا سيبقى شاهدًا على مشوارها الإنساني والفني.
 

تم نسخ الرابط