الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

حول دور الثقافة في صناعة الوعي

"واحات الفن والإبداع" في الملتقى الثقافي للشباب بالوادي الجديد

بوستر الملتقى
بوستر الملتقى

في مشهد ثقافي بالغ الدلالة، يؤكد على أن الإبداع لا يعرف حدود الجغرافيا، وأن الثقافة قادرة على أن تصل إلى عمق الصحراء لتصنع الحياة والمعنى، ينظم المجلس الأعلى للثقافة، الإدارة المركزية للشؤون الأدبية والمسابقات، وبالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة وبيت الشعر بالأقصر، الملتقى الثقافي للشباب بمحافظة الوادي الجديد تحت عنوان "واحات الفن والإبداع"، وذلك خلال الفترة من 21 إلى 24 ديسمبر 2025.

يأتي الملتقى تحت رعاية الأستاذ الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة، واللواء أركان حرب الدكتور محمد سلمان الزملوط، محافظ الوادي الجديد، والأستاذ الدكتور أشرف العزازي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، في إطار رؤية ثقافية تستهدف تحقيق العدالة الثقافية، ودمج المحافظات الحدودية في خريطة الفعل الإبداعي الوطني، مع إعلاء قيمة الموهبة الشابة ودعمها مؤسسيًا.

ويتوجه الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة والوفد المرافق إلى مدينتي الخارجة والداخلة، لتنفيذ برنامج ثقافي وفني متكامل، بمشاركة الحاصلين على منح التفرغ من وزارة الثقافة، إلى جانب المواهب الإبداعية من أبناء الواحات، في تجربة تفاعلية تجمع بين الخبرة الإبداعية والخصوصية الثقافية للمكان.

ويشارك في الملتقى 18 شاعرًا وشاعرة، و24 فنانًا تشكيليًا وفنانة من أبناء واحات الخارجة والداخلة، حيث تتنوع الفعاليات بين أمسيات شعرية تعكس تنوع التجارب واللغات الإبداعية، ومعارض للفنون التشكيلية، إلى جانب الفنون التراثية والمشغولات اليدوية التي تمثل الذاكرة البصرية والوجدانية للواحات، فضلًا عن عروض فنية تستلهم الموروث الشعبي وتعيد تقديمه بروح معاصرة.

وتقام الفعاليات بالتعاون مع فرع ثقافة الوادي الجديد بإدارة ابتسام عبد المريد أحمد، في عدد من المواقع ذات القيمة الحضارية والثقافية، من بينها منطقة هيبس الأثرية بمدينة الخارجة، بما تحمله من رمزية تاريخية تعكس عمق الحضارة المصرية، إضافة إلى قاعات الهيئة العامة لقصور الثقافة، في تزاوج لافت بين المكان الأثري والفعل الثقافي الحديث.

ولا يقتصر الملتقى على العروض والفعاليات فقط، بل يشمل أيضًا افتتاح معرض لأهم إصدارات المجلس الأعلى للثقافة، تُهدى إلى أبناء محافظة الوادي الجديد، تأكيدًا على دور المعرفة في بناء الوعي، وتعزيز العلاقة بين المواطن والكتاب، وإتاحة المنتج الثقافي للمجتمعات البعيدة عن المركز.

ويمثل ملتقى «واحات الفن والإبداع» نموذجًا عمليًا لدور الثقافة كأداة تنموية، ومساحة لاكتشاف الطاقات الشابة، ومنبرًا للحوار بين الأجيال والتجارب، ورسالة واضحة بأن الإبداع المصري متجذر في كل ربوع الوطن، وأن الصحراء – حين تُنصت إليها الثقافة– قادرة على أن تُنبت شعرًا وفنًا وحياة.

تم نسخ الرابط