الأربعاء 31 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

خريجة بعكاز...قصة تنمر انتهت بحكم قضائي يهز جدران جامعة بني سويف

بوابة روز اليوسف

داخل أروقة جامعة بني سويف  يفترض أن تكون بيتًا للعلم والأمان، وقفت خريجة من ذوي الهمم تستند إلى عكازها الطبي بخطوات مترددة، تحمل حلمًا بسيطًا: استكمال دراستها في الدبلومة التربوية، وصناعة مستقبل تستحقه رغم كل التحديات، لم تكن تعلم أن ما ينتظرها لم يكن سؤالًا علميًا أو اختبارًا لقدراتها.. بل جرحًا نفسيًا سيظل صداه يطاردها طويلًا.

في تلك المقابلة، خرجت الكلمات كسهام؛ عبارات تحمل سخرية ولمزًا وانتقاصًا من كرامتها، ليس من زميل أو عابر طريق، بل من أستاذ جامعي يفترض أن يكون قدوة، لحظات قصيرة كانت كافية لتطفئ نورًا في عينيها، ولتزرع في قلبها خوفًا من مكان كان حلمها أن تنتمي إليه.

خرجت الخريجة تبكي، لكن دموعها لم تكن هزيمة، بل بداية لخطوة أشجع تقدمت ببلاغ، لتتحول قصتها من ألم شخصي إلى قضية رأي عام. تحركت التحقيقات، ووقفت المحكمة أمام الواقعة، لترى ما وراء الكلمات: تنمر مكتمل الأركان، إساءة تمس الكرامة الإنسانية، واستغلال لمكانة يفترض أن تُحترم.

وجاء الحكم: حبس سنة وتغريم 100 ألف جنيه للأستاذ المتهم، ردًا لاعتبار فتاة لم تمتلك إلا عكازًا وإصرارًا، ودفاعًا عن كرامة كل طالب وطالبة داخل المؤسسة التعليمية.

لم يكن الحكم مجرد عقوبة.. بل رسالة أن الإنسان أكبر من أي إعاقة، وأن التنمر جريمة لا يمكن التهاون معها، وأن من يتصدر العلم يجب أن يستحق مكانه قبل كرسيه.

اليوم، تعود الخريجة إلى بيتها مرفوعة الرأس، لا تحمل انتصارًا قضائيًا فقط، بل انتصارًا لحقها في أن تُعامل كإنسانة أولًا.. قبل أن تكون طالبة أو خريجة أو من ذوي الهمم.

وقضت محكمة جنح بني سويف بمعاقبة أستاذ بجامعة بني سويف بالحبس لمدة سنة، وتغريمه مبلغ 100 ألف جنيه، بعد إدانته في قضية تنمر على خريجة من ذوي الهمم، في واقعة أثارت جدلا واسعا داخل الأوساط الجامعية والحقوقية، لما تضمنته من إساءة تمس الكرامة الإنسانية داخل مؤسسة تعليمية يفترض أن تقوم على المساواة واحترام الحقوق. وأوضحت المحكمة في حيثيات حكمها أن المتهم، بصفته أستاذا جامعيا وعضوا بهيئة التدريس، ارتكب أفعالا تشكل جريمة تنمر مكتملة الأركان بحق المجني عليها م م ص م، وهي من ذوي الإعاقة، من خلال أقوال وإشارات حملت سخرية وانتقاصا من كرامتها، إلى جانب استعراض القوة والتعدي اللفظي، وهو ما تسبب في إلحاق أضرار نفسية ومعنوية جسيمة بها.

 

 وأكدت المحكمة أن ما بدر عن المتهم يمثل إساءة بالغة لا تتفق مع القيم الأخلاقية والإنسانية، ولا مع الرسالة السامية للعمل الأكاديمي، مشددة على أن المكانة العلمية والوظيفية تفرض على شاغليها الالتزام بمعايير الاحترام والقدوة الحسنة، والحفاظ على حقوق الطلاب والخريجين دون تمييز، وبصفة خاصة الفئات الأولى بالرعاية وذوي الهمم.

 

 وأضافت المحكمة أن الأفعال المنسوبة للمتهم تشكل جرائم معاقب عليها وفقا لنصوص قانون العقوبات وقانون مكافحة التنمر، الأمر الذي استوجب توقيع العقوبة المقررة قانونا، تحقيقا للردع العام والخاص، وحماية لكرامة الأفراد داخل المؤسسات التعليمية، وضمانا لعدم تكرار مثل هذه الوقائع. 

 

تعود تفاصيل الواقعة إلى شهر سبتمبر الماضي، عندما تقدمت خريجة من ذوي الهمم بكلية الحقوق جامعة بني سويف ببلاغ تتهم فيه أستاذا بكلية التربية بالتنمر عليها أثناء خضوعها للمقابلة الشخصية للالتحاق بالدبلومة التربوية بكلية التربية، بسبب اعتمادها على عكاز طبي.

 

تم نسخ الرابط