السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

بعد خسارته في العراق وسوريا.. هل سيعود "داعش" لضرب أوروبا؟

بعد خسارته في العراق
بعد خسارته في العراق وسوريا.. هل سيعود "داعش" لضرب أوروبا؟
كتب - مصطفى سيف

أصبح انتشار الإرهاب في أوروبا خصيصًا كانتشار النار في الهشيم؛ فلا يستطع أحد أن يجزم الآن أنَّه بمنأى عن ضربات الإرهابيين الذين يعودون إلى أوروبا عبر "بوابة بروكسل".

في تقرير لـ"دويتشه فيله" تحت عنوان "بلجيكا مركز الإرهاب" قالت القناة الألمانية "إن تقريبًا كل آثار القتلة من هجمات باريس تقود إلى بلجيكيا؛ وعلى ما يبدو فإن التحضير لهجمات باريس تم في حي مولينبيك في بروكسيل، المعروف بكونه معقل للمتطرفين".

وأضافت القناة إن "السياسيين يجادلون عن المسؤول عن عدم إدماج أطفال المهاجرين في المجتمع، وفي الشوارع يقوم الجيش بدوريات في نهاية عام 2015، فيما يتساءل الرأي العام حول ما إذا كانت هذه الدوريات قادرة على حماية الناس من الجهاديين".

ففي اعتداءات فرنسا الأكثر دموية على الإطلاق منذ نهاية الحرب العالمية الثانية يقول الادعاء الفرنسي: "إن المطلوب صلاح عبد السلام، المولود في بلجيكا عام 1989، استأجر إحدى السيارتين من بلجيكا وكان موجودًا في السيارة التي كانت تقل أخاه إبراهيم أثناء إطلاقه الرصاص إلى أن أوصله إلى شارع فولتير حيث فجر إبراهيم نفسه".

برلين ولندن شهدتا هجمات ذات خلفية إرهابية بحسب تقرير للواشنطن بوست؛ وخارج أوروبا؛ فإن روسيا كانت أكثر معاناة، إذ لقي المئات مصرعهم في الهجوم خلال إسقاط طائرة للركاب الروس فوق سيناء، في هجمات "يُعتقد أنها من تدبير متطرفين".

ويقول الكاتب الصحفي، مصطفى زين، في مقال له بجريدة الحياة إنه "في الأيام الأولى للكارثة السورية زار السيناتور "المسالم" جون ماكين وضباط أمريكيون وفرنسيون الحدود اللبنانية - السورية لتشجيع المسلحين والوقوف إلى جانبهم والإطلاع على طرق إمدادهم".

وأضاف: "هذه السياسة مسؤولة عن تفشي ظاهرة الإرهاب في الشرق الأوسط وانتقالها إلى أوروبا، سياسة رافقتها، وما زالت ترافقها، حرب إعلامية تستخدم كل ترسانة المفاهيم العنصرية والاستعمارية لشيطنة شعوب بأكملها"، مؤكدًا أن "الإرهاب القادم إلى عواصم الغرب مسؤولية عربية - أوروبية مشتركة. هو نتاج التحالف التاريخي بين الاستعمار والاستبداد".

ومنذ يوليو 2016 إلى أغسطس 2017 فإن عدد العمليات الإرهابية بلغ 8 عمليات في كل من فرنسا وبريطانيا، و6 عمليات في ألمانيا، فضلًا عن عمليات أخرى في بلجيكا وبروكسل، بحسب مجلة السياسة الدولية.

وبحسب السياسة الدولية فإن "تزامن انتشار الهجمات الإرهابية في الداخل الأوروبي مع انحسار التنظيم، وتراجع نفوذه في سوريا والعراق، خاصة بعد الخروج من "الموصل" و"تلعفر"، وقبلها من "حلب" السورية، وخروجه من "الرقة"، ورغبته فى تعويض تلك الخسائر عبر شن هجمات إرهابية خارجية، عبر مناصريه ومؤيديه، وهم ما يطلق عليهم "الذئاب الداعشية المنفردة".

هذا؛ إضافة إلى حرص "داعش" منذ ظهوره على استقطاب مقاتلين أجانب، وتحقيقًا لفكرة الأممية؛ لذا فإنّه من المحتمل أن يقوم عدد من هؤلاء العائدين بشن هجمات إرهابية، عقب عودتهم إلى بلادهم، خاصة فى ظل وجود العديد من المقاتلين الأوروبيين فى صفوف "داعش"، لا سيما أنهم سيعودون وهم محملون بالأفكار المتطرفة والعنيفة.

وقال د. شملان العيسي، الكاتب الكويتي، في مقال له بصحيفة "الشرق الأوسط"، إن الهجمات الإرهابية التي شهدتها دول أوروبية عدة فنلندا وألمانيا وروسيا وعملية الدهس في برشلونة بإسبانيا نفذّها ما يسمون بـ"الإرهابيين الجدد" الذين ليس لهم علاقة بالطائفية أو التزمت الديني لكنهم من الشباب العربي المسلم المليء بالحقد والكراهية للدول الغربية لأنها شاركت في عمليات التحالف الدولي ضد الإرهاب، على حد تعبيره.

وأرجع "العيسي" أسباب تفشي الإرهابيين الجدد في أوروبا؛ لتزايد الضغط والتصفيات الجسدية لقواعد "داعش" في العراق وضرب قواعدهم جوًا في سوريا وملاحقة الإرهابيين في ليبيا واليمن.

وفي تقرير للمفوضية الأوروبية في عام 2016 تحدثّت فيه عن 4 آلاف مقاتل أوروبي سافروا إلى العراق وسوريا منذ ظهور تنظيم "داعش" في البلدين.

وأكَّد المركز الأوروبي لدراسة مكافحة الإرهاب والاستخبارات أن الإرهاب لا يزال يمثل تهديدًا كبيرًا لأوروبا؛ على الرغم من الإجراءات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب.

وقال الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن داعش صنيعة استخباراتية بحتة، وبقايا نظام صدام حسين العراقي.

وشدد في تصريحات خاصة لـ"بوابة روزاليوسف" على أن أوروبا من حقها أن تفعل أي شيء لحماية نفسها من اللاجئين، موضحًا أن الولايات المتحدة نفسها تريد أن تبني سورًا بينها وبين المكسيك لحمايتها.

وعن التقارير التي تدّعي بأن بروكسل هي معقل الإرهابيين الذين ينفذون هجمات إلى أوروبا؛ أكَّد "حسين" أن بروكسل هي عاصمة الاتحاد الأوروبي، وهي آمنة بما فيه الكفاية.

وأوضح أن بروكسل بها إجراءات أمنية مشددة جدًا؛ وأن عاصمة الاتحاد الأوروبي لن تسمح أن يُطلق عليها هذا الوصف خاصة أنَّها تتعامل مع العرب بشدة.

أمَّا السفير ناجي الغطريفي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، فقد قال: إن داعش وغيره لا يستطيعون سوى التحدث باسم الدين، وتنفيذ عملياتهم الإرهابية باسم الدين.

وأكَّد في تصريحات خاصة لـ"بوابة روزاليوسف" أنّه من الوارد جدًا أن تدفع خسائر التنظيم لمناطق في سوريا والعراق لتنفيذ عمليات إرهابية في أوروبا، ليوهم العالم بأنّه ما زال قادرًا على الصمود.وشدد على أن الإجراءات الأمنية الأوروبية لن تستطيع حماية أوروبا من الهجمات الإرهابية؛ نظرًا لأنها لم تستهدف جذور الإرهاب من منبعه.

وأوضح أن ما دفع الأجانب للانضمام إلى صفوف داعش هو شعورهم بالقهر والتهميش في بلادهم؛ وشعوره بأن وجوده مثل عدمه؛ مشيرًا إلى أن أوروبا ستفحص جميع من يعود إليها من سوريا أو العراق بعد خسارة التنظيم لمناطق له في سوريا والعراق.

تم نسخ الرابط