خبراء: مصر تحاصر "الأغا" في شرق المتوسط
كتب - مصطفى سيف
تحاول مصر من خلال القمة الثلاثية مع قبرص واليونان في العاصمة القبرصية نيقوسيا تحجيم الدور التركي في شرق المتوسط، وهذا ما أكده خبيران لـ"بوابة روزاليوسف".
أكد خبراء أن التحركات المصرية في منطقة شرق المتوسط، تهدف لتحجيم الدور التركي، وهو الأمر الذي ترجمته القيادة المصرية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، في 5 قمم مع زعماء دولتي "قبرص واليونان"، كانت آخرها زيارة "السيسي" لدولة قبرص.
قمة "قبرص الأخيرة، بحث خلالها الرئيس السيسي مع نظيريه القبرصي واليوناني، زيادة التعاون الاستثماري بين البلدان الثلاثة.
التحركات المصرية في منطقة شرق المتوسط أزعجت "تركيا" التي لم تخف شعورها بالقلق مع كل قمة، لأنها تخشى تطوير التعاون بين الدول الثلاث بما يصل إلى مستوى يهددها بشكل مباشر، خاصة أن التحالف المصري- اليوناني- القبرصي هو سياسي في المقام الأول قد ينتج عنه نتائج أمنية واقتصادية تضر بتركيا بشكل مباشر.
ويقول محمد عبد القادر، المختص بالشأن التركي والباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية: إن الرئيس "السيسي" يحاول تنويع أنماط التحالفات مع كل الأطراف، مشيرًا إلى أن هناك تطورا في العلاقات بين مصر واليونان وقبرص.
وأضاف عبد القادر لـ"روزاليوسف" إن "مصر تسعى لتحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، خاصة أن الرئيس يتحرك في دوائر مختلفة، والدائرة الأوروبية مهمة لمصر مهمة وبوابة مصر للعبور إلى أوروبا هي قبرص واليونان".
وتابع: "البعض يربط بين تحسن العلاقات وتطورها مع اليونان وقبرص، وتدهور العلاقات مع تركيا، خاصة أن العلاقات تحولت من أطرها الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية وبات لها أبعادًا عسكرية، خصوصًا مع المناورات الأخيرة بين مصر واليونان".
أمَّا الموقف بالنسبة لتركيا فقد أكّد "عبد القادر" أنَّه "سيكون هناك بعض التداعيات السلبية بالنسبة لها لأنها لم ترض عن التحركات المصرية في مناطق الجوار التركي، لأن ذلك سيؤثر عليها سلبًا لأنها تتخذ مواقف سلبية تجاه قبرص واليونان".
"بينما قضية ترسيم الحدود هي قضية معقدة وترتبط بعدم اعتراف تركيا بقبرص الجنوبية، وعدم اعتراف قبرص الجنوبية بقبرص الشمالية، وهي قضايا تحتاج إلى جهود دبلوماسية، ومصر معنية فقط بما يخص أمنها القومي"، حسبما يقول الباحث بالشأن التركي.
ومن جانبه قال عبد الرؤوف الريدي: إن العلاقات بين مصر واليونان لها شكل خاص، لافتا إلى أنه لا يوجد دليل مباشر على وجود تكتل ضد تركيا في القمة الثلاثية؛ إلا أنَه لفت إلى تركيا لا زالت تقف ضد مصالح مصر وتسبب لها مشكلات كثيرة.
وأضاف: "بالتأكيد تحالف مصر واليونان وقبرص يثير حفيظتها ويجعلها متوجسة من أي تقارب استراتيجي بين أضلاع هذا المثلث".
وأكد إسلام نجم الدين، المختص بالعلاقات الدولية بالمركز العربي الإفريقي، أن المناورات العسكرية بين مصر واليونان الأسبوع الماضي أثارت حفيظة تركيا.
وقال نجم: "استمرار المناورة المصرية ثم تلتها الزيارة الرسمية المصرية لقبرص والقمة المصرية القبرصية اليونانية- تبعث برسالة مصرية لتركيا مفادها أن القاهرة ترى تحركات أنقرة في شرق المتوسط".
وكشف "نجم الدين" عن استمرار مصر تسييل وتصدير الغاز الخام اليوناني والقبرصي في منشآتها واستخدام جزء منه في صناعات البتروكيماويات ما يعزز من العوائد الاقتصادية بين الشركاء.
وأوضح أن القمة الثلاثية أكَّدت التعاون المصري- القبرصي- اليوناني في مكافحة الإرهاب من خلال السيطرة على الخط الملاحي المتجه لليبيا ومقاومة كل محاولات تهريب السلاح أو العناصر الإرهابية من سوريا أو تركيا لليبيا".
وتابع: "والعمل أيضًا على مكافحة خطوط تهريب المخدرات والجريمة المنظمة"، مشيرًا إلى أن مصر وقبرص واليونان قادرون على كسر أي تدخل أو رعونة تركية في القضايا الخاصة بالدول الثلاث.



