السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"طاهر وبيبو".. أشرس المعارك في تاريخ انتخابات الأهلي

طاهر وبيبو.. أشرس
"طاهر وبيبو".. أشرس المعارك في تاريخ انتخابات الأهلي
كتب - شريف كمال

يعيش النادي الأهلي، أحد أعرق الأندية وأكبرها في إفريقيا، معركة فاصلة في تاريخه، انتخابات مجلس إدارته الأشرس منذ إنشائه 1907، صراع المال والشعبية، صراع اشتعل بين قائمتي المهندس محمود طاهر رئيس النادي الحالي، والكابتن محمود الخطيب أسطورة الفريق في السبعينيات والثمانينيات.

بدأت الاشتباكات بين مساندي حملات الطرفين تبالغ في استعراض الإمكانيات، وأخذت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الصراع إلى صدارة اهتمامات الشارع بحكم شعبية الأهلي.

حرب الأغاني

لم تشهد انتخابات أي نادٍ في البلاد، على مر التاريخ دعاية انتخابية تقدر بملايين الجنيهات مثل التي صنعها محمود طاهر، متمثلة في إعلانات تليفزيونية تعدد إنجازاته وأغانٍ حماسية ولافتات في الطرق المؤدية لأفرع النادي، وبنرات تطوق مقرات القلعة الحمراء، فيما لا تستطيع قائمة الخطيب مجاراة دعاية رجل الأعمال محمود طاهر الانتخابية، فالأمر اقتصر على عدد من اللافتات وأغنية تروج لتاريخ الخطيب.

ردح إعلامي

كل قائمة تعدد أخطاء وكوارث الأخرى، سواء محمود طاهر خلال فترته الجارية، أو محمود الخطيب خلال توليه منصب أمين الصندوق بالمجلس السابق برئاسة حسن حمدي، الأمر وصل لاتهامات بالفشل الإداري وعدم تطوير النادي للخطيب، وإهدار هوية الأهلي وعدم الحفاظ على مبادئه لمحمود طاهر.

تصريحات الداعمين للطرفين نارية، هشام سليم، نجل رئيس النادي الراحل صالح سليم، يهاجم محمود الخطيب، مشككًا في ذمته المالية، وعدلي القيعي مدير لجنة التسويق السابق بالأهلي يتهم طاهر بتعمد اختراق النادي من عناصر منتمية لأندية منافسة.

دفاتر قديمة

الانشقاق بين صفي المرشحين هذه المرة هو الأبرز، وهذا طبيعي لاختلاف المدرستين، فلم يعاصر منتمٍ للنادي الأهلي انتخابات بهذه القوة، فقد كان رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي لفترة ما يتولى مهمته بالتعيين أو الترشيح من قبل مجلس الإدارة حتى عام 1944 وتحديدًا بعد وفاة جعفر والي باشا الذي اختير للولاية الثانية بعد عزيز عزت باشا وعبد الخالق ثروت، ثم حل بدلا منه أحمد فؤاد أنور قبل عودة والي مرة أخرى.

في 1944 تم انتخاب أحمد حسنين باشا، لكن ولايته انتهت بشكل مأساوي عقب مقتله في 1946 في حادث على كوبري قصر النيل، تولى بعدها أحمد عبود باشا رئاسة النادي بالتزكية، في فبراير 1947 حتى 1961.

خلفه صلاح الدين دسوقي حتى عام 1965، ليأتي بعده الفريق عبد المحسن كامل مرتجى بالتعيين، بعد تدخل القيادة السياسية بسبب سوء نتائج الفريق، خلال المدة من 15 ديسمبر 1965 حتى يوليو 1967 عندما تم استدعاء الفريق مرتجى بسبب اندلاع حرب 1967، ليتم إسناد رئاسة الأهلي بشكل مؤقت إلى د. إبراهيم الوكيل حتى 1971 حيث عاد مرتجى إلى رئاسة الأهلي.

في 1972 شهدت انتخابات الأهلي معركة قوية عندما واجه صالح سليم الفريق مرتجى، ونجح الأخير في الفوز بالانتخابات، حيث حصل على نسبة 55% من الأصوات مقابل 45% لسليم، صالح لم يستسلم وترشح مرة أخرى في 1980، ونجح في الفوز بكرسي الرئاسة بعد اكتساح منافسه والحصول على 1988 صوتًا مقابل 575 صوتا للفريق مرتجى.

المعركة التي شهدت مساندة نجوم النادي الأهلي في ذلك الوقت مثل محمود الخطيب، مصطفى يونس، ثابت البطل، مجدي عبد الغني والكثير من الأعضاء الذين زاد عددهم بصورة كبيرة للمايسترو صالح سليم، واستمر في رئاسة الأهلي حتى 1988.

ثم قرر صالح سليم الابتعاد عن انتخابات الأهلي بعد قضاء ثماني سنوات في منصبه، وترشح كمال حافظ ومحمد عبده صالح الوحش، وحسمها الأخير بسهولة.

بسبب تدهور النتائج أيضا تم سحب الثقة من مجلس عبده صالح الوحش في فبراير 1992 وأجريت انتخابات اكتسحها صالح سليم من جديد، حيث حصل على 2038 صوتًا مقابل 878 صوتاً لمحمد عبده صالح الوحش.

واستطاع سليم الفوز بالدورتين المتتاليتين عامي 1996، و2000، وظل رئيسًا للأهلي حتى وفاته في عام 2002، ليتولى حسن حمدي- نائب الرئيس وقتها- زمام الأمور بالتزكية حتى اكتمال الدورة الانتخابية عام 2004.

وواصل حمدي مشواره حتى 2014 رئيسًا للأهلي، فائزًا باكتساح على منافسيه، وتم إقصاؤه من المنصب ببند الثماني سنوات، حيث نجح في حسم انتخابات 2004، بمجموع أصوات 10059 صوتًا مقابل 4438 لمنافسه حسام بدراوي.

وواصل حمدي اكتساحه في انتخابات 2008 بحصوله على 16878 صوتًا من إجمالي 19780 صوتًا صحيحًا.

وفي الانتخابات الأخيرة، التي فاز بها محمود طاهر بكامل قائمته، لم يبذل مجهودًا كالمبذول اليوم للحصول على 12845 من أصوات الناخبين وعددهم 17986، بينما حصل منافسه إبراهيم المعلم على 4980 صوتًا.

واليوم يقود كل من طاهر والخطيب قائمته لمواصلة مشوار من سبقوهما، بانتخابات شرسة تشهد العديد من المشاهد التي ربما نعهدها لأول مرة، كما تشير كل التوقعات إلى تقارب نتائجها والابتعاد عن ترجيح كفة لأخرى كما حدث في أكثر من مناسبة.

وفي نهاية المطاف يحافظ جميع المشاركين في العرس الانتخابي على هوية وكيان النادي الأهلي، الحرص التام على أن يكون الاحترام المتبادل هو النغمة السائدة بالرغم من شراسة المعركة.

تم نسخ الرابط