السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"القاهرة السينمائي"ً يُكرم النقاد والصناع الراحلون

القاهرة السينمائيً
"القاهرة السينمائي"ً يُكرم النقاد والصناع الراحلون
كتبت - هبة جلال
كتبت - إسراء النجمي

كمال رمزي: سطوت على أحد أعمال محمد كمال القليوبي.

حسين القلا: على الرغم من خلافاتي مع سمير فريد إلا أننا حققنا جزء كبير من طموحاتنا.

هشام النحاس: أحمد الحضري هو رائد الثقافة السينمائية المصرية دون مُنازع.

رامي كمال القليوبي: السينما أتاحت للبشر تشكيل الزمن الماضي في الحاضر

 

عُقدت اليوم ندوة بعنوان "تحية لمن فقدناهم"، بـ "قاعة الحضارة1" بدار الأوبرا المصرية، وذلك ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 39، وشملت الندوة تكريم أسماء عدد من الراحلين من رموز وصناع السينما المصرية والعالمية، من بينهم "الناقد سمير فريد، المخرج محمد كمال القليوبي، المؤرخ والناقد السينمائي يعقوب وهبي، الناقد السينمائي مصطفى درويش، والناقد الفني فوزي سليمان"، حضر الندوة الناقد السينمائي كمال رمزي، المنتج حسين القلا، الناقد هشام النحاس، ورامي القليوبي نجل الراحل محمد كمال القليوبي وزوجته، ونجل الراحل فوزي سليمان، وأدار الندوة أستاذ محمود عبد الشكور

الناقد السينمائي كمال رمزي

قال كمال رمزي – الناقد السينمائي- خلال كلمته في الندوة، إن ": "محمد كمال الأيوبي كان مخرج مهم جداً، وكان من أكثر المخرجين إنخراطاً بالعمل العام، وكان يمتلك مسحه نضالية في كتاباته، كما أنه كان عضو فعال في سينما الغد، له أعمال تعد علامات في تاريخ السينما المصرية، كما أنه ناطق له أسلوب بالغ في التميز، وكان من أكثر النقاد سماحة ورحابة،حيث كان لي قصة لن أنساها معه حيث أنني أعترفت له بأني سطوت على أحد أعماله من قبل، ولم يغضب ولكنه رحب بذلك بأسلوب راقي، العمل كان قصة قد كتبها، أعحبت بها كثيراً وقمت بإستخدامها في أحد أعمالي ، وكانت عن هارون الرشيد عندما أتى له أحد الموهوبين وقال له أنني أملك مهارة وعرض عليه موهبته وكانت مجموعة من الإبر فكان يلقي كل أبرة فوق الأخرى لتخترق فتحة الإبرة التي قبلها حتى يكونوا عمود من الإبر، فأمر هارون أن يصرف له كيسين ذهب وأن يجلد 40 جلدة، فالذهب لمهارته والجلد لأنه سخر مهارته فيما لا يفيد، وهكذا كان أسلوب القليوبي في النقد، بأن هناك أفلام بها مهارات ولكن يتم تسخيرها فيما لا يفيد.

وقال كمال رمزي عن الناقد مصطفي درويش: "كان لدرويش طريقة خاصة في تذوق كل كلمة يكتبها، فكان له أسلوب كتابة خاصة به، وكان يحاول أن يكون منصف ولكن علاقاته بالوسط الفني والثقافي كانت مرتبكه لكونه كاتب ساخر، وسخريته كانت جارحة للكثير، فأتذكر أن يوسف شاهين كان يرفض مصافحته في أي مكان يلتقي به فيه، وذلك بعدما كتب درويش مقاله عن منع فيلم شاهين "العصفور" في منتصف السبعينات، قال فيها "إنه أعجمي ولا يعرف كيف يتحدث العربية"، ولكن تلك المواقف لا تلغي قيمة درويش كناقد كبير.

وعن الناقد الفني سمير فريد قال كمال: "يصعب علي التحدث عن سمير فريد، كان أكثر النقاد حماساً، وكان يدخل المشروع بكل عنفوان ولكن الظروف كانت أقوى منه دائماً في عدم إكتمال مشروعه، أنشأ أكثر من مجلة وجريدة، أهمهم جريدة "السينما والفنون" وصدر منها 60 عدد، ومجلة "السينما والتاريخ".

وكان ناصراً للتحرر والإنسان العادي، ويمتلك مسحة نضالية عالية.

واختتم حديثه بجملة: "هؤلاء النقاد لم يغيبوا لحظة ولكنهم موجودين بيننا دائماً وفي ذهننا".

 المنتج حسين القلا

قال حسين القلا، المنتج السينمائي، خلال كلمته في الندوه، إن الشركة التي كان يملكها كان سبب نجاحها هو الناقد الراحل سمير فريد.

وتابع قائلا: "إذا الشركة العالمية تركت علامة في السينما والتليفزيون، فهي لسمير فريد وليس لي، وعلى الرغم من خلافاتنا الكثيرة، إلا أن اللقاء بيننا مكان بالقلب والعقل، وكنا أكثر من مجرد صاحب شركة ومدير شركة، فقد حققنا قسم كبير من طموحاتنا".

الناقد هشام النحاس

بدأ النحاس كلامه عن سمير فريد قائلاً: "سمير فريد كان رائداً في كتابة النقد الصحفي واستطاع أن يحافظ على ذلك منذ عام 1967 لأخر أيامه، وقد قدم نموذج فريد غير مسبوق، ويعتبر مثال للشباب في مجال النقد الفني، ولم يقتصر على النقد ولكنه كان باحثاً أيضاً وناشط سينمائي في مصر والوطن العربي.

وقال النحاس عن محمد كمال القليوبي: " رغم إتساع معرفة القليوبي في أكثر من مجال، ولكن أهم مجال أتقنه كان في البحث وظهر ذلك في أكثر من مجال وخصوصاً في تاريخ السينما المصرية، فكان يمتلك نظرة خاصة أهم وأعمق بكثير من النظرة العامة، وكان أيضاً مدرس سينما ومخرج وكاتب، فهو الذي إكتشف مقالاتي القديمة وجمعها في كتاب وقمنا بنشره، وبدونه لم تنشر كتاباتي.

وعن الناقد أحمد الحضري قال النحاس: "الحضري هو رائد الثقافة المصرية السينمائية دون منازع، له كتب عديدة ولكن من أهم الكتب التي قام بتأليفها "كتاب تاريخ السينما المصرية"، كما كان رائداً أيضاً في الترجمة والكتابة وتلخيص تاريخ الكتابة السينمائية".

بينما قال النحاس عن الناقد فوزي سليمان: "سليمان كان أنشط شخص في خلق العلاقات بين المثقفين وبعضهم، وكان أفضل سفير ثقافي لنا في ألمانيا بما قام به من نشاط في هذا الإتجاه، ودفع هذه العلاقة في عمل أفلام مصرية من إنتاج ألمانيا مثل فيلم "خالد الحضر"، وأكثر ما يميز سليمان بالعمل الإجتماعي السينمائي.

وتحدث نحاس عن الناقد محمد عبد الفتاح قائلاً: "قدم لنا كتب بها إكتشافات لم تكن موجودة سابقاً".

فيما ذكر الناقد مصطفى درويش بذوقه الرفيع قائلاً: "درويش الناقد صاحب الذوق الرفيع وصاحب اللغة العربية والدقة والثقافة السينمائية الواسعة، وكان ساخراً وكتاباته كلها كانت مُركزة قدمت نموذج فريد من النقد السينمائي".

وختم حديثه بذكره الناقد يعقوب وهبي قائلاً: يعقوب الرجل المنسي، كان متواضع جداً ويشاركه في ذلك التواضع محمد عبد الفتاح، فهما الإثنان بعيدين عن الظهور والأضواء وكان ويعقوب يقدم أعماله في هدوء، وكان أيضاً من الباحثيين الذين غطوا كل نواحي وجوانب لم يتطرق لها الأخرون".

وأخيراً هؤلاء النقاد كانوا يمثلون جيل كامل، وتركونا بعد أن قاموا بواجبهم ودورهم نحو الوطن والثقافة.

رامي كامل القليوبي:

 قال رامي كامل القليوبي، في كلمته على هامش ندوة تكريم صناع السينما الراحلون "تحية لمن فقدناهم" أنه لن يكشف جديد وأنه قال في أكثر من مناسبة بأن الصلة مع الأجيال السابقة لا تنقطع برحيلهم للعالم الأخبر ولكن تتغير شكل العلاقة،فلو نظرنا بشكل عام لأخر خمسة الألاف سنة بالتاريخ سنجدها تختلف في حصول تواصل بين الأجيال بدء بالكتابة وصولا التصوير الفوتغرافي مرورا بالسينما والفيديو والأقمار الصناعية والعالم الرقمي وكل ذلك قضي علي المسافات وأصبحت المعلومات متوفرة بالعالم أجمع .

وأضاف "القليوبي" أن الشخص الغائب عن عالمنا أصبح غير موجود جسديا  ولكننا نستمر بالتعلم منه ومن كتاباته وأعماله،فماذا يعلمنا هؤلاء الراحلون الذين تحدثنا عنهم اليوم فأعتقد بالدرجة الأولي يعلمون مفهوم شخصية المثقف ففي الأشهر الأولي بعد الرحيل كنت أقضي وقت طويل في مكتبة الدكتور القليوبي وعندما أطلعت علي مكتبته فهمت أن الشخص المثقف هو الذي عنده علم في مجال خارج تخصصه .

فيما أشار الي أن المثقفين يعلمون أنه ليس من الشطارة أن تكون شاطر في مجال تخصصك ولكنها تكون بتوسع تخصصك ولديك علم بكافة المجالات ، وحفظ التراث السينمائي والنقدي هي بالدرجة الأولي مسؤلية الأبناء والأسرة ثم التلاميذ.

وعن وجود مذاكرت لوالده قال أنه جاري بحث ذلك وبيتم فرز حتي يتم معرفة ما هو الذي يحفظ للاسرة وما يصلح للنشر حيث أنها كثيرة جدا وتأخذ مكانا كبيرا بمكتبته ومازلنا ندرس عرض أخر أفلامه .

واختتم كلمته باقتباس مقولة من مقولات والدة"السينما أتاحت للبشر تشكيل الزمن الماضي في الزمن المضارع".

 

تم نسخ الرابط