دينا حبيب باول.. أسرار خاصة عن مستشارة ترامب وحقيقة استقالتها "صور"
من واشنطن - حنان البدري
لن تكون الجولة التي تقوم بها دينا باول هذا الأسبوع للمنطقة برفقة نائب الرئيس الأمريكي بنس هي المهمة الرسمية الأخيرة التي تقوم بها، بعد إعلان اعتزامها مغادرة منصبها كنائب مستشار مجلس الأمن القومي الأمريكي بعد أسابيع، إذ إنها ستستمر في القيام بأعمال الاستشارة للرئيس ترامب ومجلس الأمن القومي الأمريكي.
.jpg)
أما عن أسباب مغادرتها فهي مغايرة تماما لما تردد خاصة في بعض وسائل الإعلام العربي والتي ربطت بين مغادرتها وبين قرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل. وهو الإعلان الذي تسرب أثناء حضورها مناسبة في فيلادلفيا قبل أكثر من أسبوع مع عدد من المسؤولين الأمريكيين ومنهم رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية مايك بومبيو والمرشح لخلافة ركس تيلرسون وزير الخارجية، يومها تسربت أخبار مصدرها بعض مسؤولي البيت الأبيض حول اعتزامها مغادرة منصبها، وهو الأمر الذي أثار لغطا كثيرا بعد أن ربطه كثيرون بحدث اعتراف الرئيس ترامب الزاعق بالقدس كعاصمة لإسرائيل قبلها بيومين فقط.
دينا كعادتها لم تعلق على الأمر إلا أن السبب المختلف والذي يعرفه المحيطون بها أنه ومنذ ومنذ اللحظة الأولى لقبولها العمل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغته وفريقه أنها ستعمل لمدة عام واحد، بعدها ستعود إلى نيويورك، لذا لم تحرص على الانتقال إلى منزل دائم بواشنطن بل كانت معظم الوقت تفضل إقامة فندقية بواشنطن بينما تخصص عطلة نهاية الأسبوع لابنتها - 11 عاما و16 عاما بمنزلها بـمانهاتن بنيويورك واللتين استمرتا في نفس المدرسة لاسيما وأن ابنتها الكبرى في العام النهائي بالمدرسة الثانوية أي عام الاستعداد للالتحاق بالجامعة.
.jpg)
دينا أنسي حبيب باول والفخورة جدا بمصريتها، كانت على رأس قائمة المرشحين منذ عدة أشهر لتولي منصب كبير موظفي البيت الأبيض وكان الرئيس الأمريكي من المتحمسين لهذا الطرح، وحسب علمي فإن دينا سوف تغادر منصبها في أوائل العام الجديد ولكنها لن تغادر مهامها التي توصف بالقومية فهي ستستمر في تقديم المشورة لإدارة ترامب وربما أكثر من ذلك خاصة فيما يتعلق بـالملفات المهمة لا يمكن الاستغناء عنه وتحديدا ملف الشرق الأوسط برمته والملف الاقتصادي، إلى جانب عملها المقبل وحيث ستحسم دينا خياراتها ضمن عدد من العروض التي تدرسها الآن لعل أهمها عرض من إحدى كبريات المؤسسات الاقتصادية على مستوى العالم والمتخصصة في مجال تجاري واسع! ذلك ناهيك عن كونها شريكا في مؤسسة جولدمان ساكس المالية المعروفة.
إصرار مستشار الأمن القومي الأمريكي أتش آر ماكماستر على استمرار دينا باول في التعاطي عن قرب بملف الشرق الأوسط كان له أسبابه وأهمها خبرتها بالعلاقات الخارجية، لذا طلب ماكماستر في أعقاب إعفاء الجنرال فللين من منصبه على خلفية اتهامات وجهت للأخير بالكذب في القضية المعروفة بقضية موسكو في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، طلب انضمام دينا باول وكانت دينا قد تسلمت لتوها منصب مستشار أول للرئيس لريادة الأعمال والنمو الاقتصادي وتمكين المرأة ذلك بترشيح من الرئيس وابنته إيفانكا ترامب وعلى عكس ما أشيع عن صداقتها المسبقة مع دينا فيدينا باول لم تكن على علاقة مع الرئيس ترامب أو عائلته إلا بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية حين تلقت مكالمة هاتفية من إيفانكا ترامب والأخيرة كانت معجبة أصلا بجهد دينا في مجالات تمكين المرأة ومشروع تمكين عشرة آلاف امرأة حول العالم الذي بدأت به فور التحاقها بمؤسسة جولدمان ساكس وكان هذا النجاح نافذتها لتولي مشروع خيري لدعم المجتمعات المحلية لدعم المجتمعات المحلية في جميع أنحاء العالم وذلك في عام 2007، ووصلت ميزانيته إلى 4 مليارات دولار.
وتواصلت نجاحات دينا كذا علاقاتها في أنحاء عالم السياسة والاقتصاد لاسيما في سوق المال -الوول ستريت - وتلاها انضمامها إلى مجلس أمناء مبادرة المؤسسة الاجتماعية في جامعة هارفارد للأعمال ومركز التنمية العالمية، كما حصلت على عضوية في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، كل هذه النجاحات وجدت طريقها إلى الرئيس الأمريكي وهو أصلا من أهل مانهاتن، فكانت مكالمة ترامب وأعقبها زيارة دينا باول بصحبة مقدمة البرامج ميكا برجنسكي ابنة زبجنيو برجنسكي إلى برج ترامب لتبدأ عاما كاملا من العمل مع الإدارة الجديدة، وسرعان ما أصبحت دينا باول من أكثر الشخصيات التي يثق فيها الرئيس بعد أن أثبتت نجاحات متتالية مكنتها من الإشراف على وضع كل رحلات ولقاءات الرئيس ترامب سواء إلى أوروبا أو إلى الشرق الأوسط.
لقد أراد مستشار مجلس الأمن القومي ماكماستر أن تنضم دينا المصرية الأصل والملمة باللغة العربية كنائب لتشرف على وضع الاستراتيجيات والتنسيق بين مختلف الإدارات الأمريكية وبالتالي أصبحت تتعاون بشكل وثيق وشبه يومي مع وزراء الدفاع والمالية ورئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية وفي نهاية ديسمبر الحالي سيتم الإعلان عن التقرير الإستراتيجي الأمريكي وهو التقرير الذي تودع به خطة الولايات المتحدة وتوجهاتها على مدى السنوات القادمة، وهو التقرير الذي شاركت دينا في وضعه.
فقد كانت دينا المهندس الرئيسي لرحلة ترامب للرياض في مايو الماضي، كما كانت من بين كبار المسؤولين الذين يرافقون الرئيس ترامب في أول رحلة خارجية له، وكانت المرأة الوحيدة في جلسات مفاوضات أطراف الشرق الأوسط، لذا اعتبر كثيرون بواشنطن خروجها خسارة كبيرة لإدارة ترامب.
وكان واضحا للجميع في واشنطن أن ترامب استفاد من خبرة دينا السابقة خلال عملها كبير مساعدي الرئيس بوش الابن ثم كمساعدة لوزير الخارجية بعد سنوات خبرة طويلة في الكونجرس والحزب الجمهوري حين تولت لسنوات وظيفة مسؤول الاتصال بين قيادات الحزب الجمهوري وأعضاء الكونجرس من الجمهوريين، ويؤكد مسؤولو البيت الأبيض أن لهذا التراكم من خبرات دينا إضافة لاتصالاتها القوية بالعالم العربي دورا رئيسيا في نجاح إدارة ترامب في سنة حكمه الأولى.
.jpg)
دينا كانت حاضرة في اجتماع الرئيس ترامب وولي العهد ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان للإشراف على صفقة الـ 200 مليار دولار الأمريكية السعودية، ووجودها كان أساسيا في فريق العمل الأمريكي الذي يضم صهر الرئيس جاريد كوشنر في المحاولات الأمريكية الأخيرة للتوصل لاتفاق تسوية إسرائيلي عربي والمعروف بـ"صفقة القرن".
.jpg)
علي أي حال فمن المرجح أن تستمر دينا باول في المشاركة بالمشورة لإدارة ترامب والفريق الأمريكي! لذا فالمتوقع أن تتأخر مغادرة دينا للبيت الأبيض لعدة أسابيع.
فمن هي دينا باول حقيقة؟ وكيف تخفي هذه الملامح الفرعونية الناعمة والابتسامة الهادئة تلك الشخصية المؤثرة والقوية أو كما يطلقون عليها هنا المرأة "العالمية"؟
أستطيع القول ومن واقع معرفتي بها وبأسرتها على مدى 16 عاما منذ أن قابلتها للمرة الأولى لدي أصدقاء على عشاء عائلي مع زوجها وابنتها الرضيعة - وقتها - ومن يومها وهي تفاجئني باستمرار بجانب جديد من تلك الشخصية، لكن بالتأكيد فإن أهم ما يسجل لها اعتزازها الكبير بأصلها وإقبالها على مساعدة الآخرين مهما كانت أفكارهم وربما كان ذلك سببا في تقدير الديمقراطيين قبل الجمهوريين لها.
وقد ذكر لي أحدهم كيف أن أسلوبها في إظهار تقديرها وتأكيد احترامها للآخرين حتى لو كانت تقابلهم للمرة الأولى يخلق جوا من التآلف والثقة، وأذكر جيدا كيف تساءل أندرو كارد كبير موظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس بوش الابن في حوار أجرته النيويورك تايمز يوم تعيين دينا كمساعد لوزير الخارجية كيف كان أول سؤال لصحفية مصرية جاءت لتجري معه حوارا بالبيت الأبيض في وقت عصيب - أيام غزو العراق - عن دينا باول! طبعا كان يقصدني، وكنت ساعتها أحاول أن أستشرف عن قرب كيف ينظرون داخل البيت الأبيض لأصغر كبير مساعدي الرئيس وأول امرأة تتولي هذه المهمة الصعبة والمسؤولة عن اختيار المرشحين لتولي حقائب الوزارات الأمريكية، وكان لافتا إلى جانب التقدير المهني احترامهم لفخرها الملموس بأصلها المصري، وأذكر هنا كيف دعت الدكتور زاهي حواس لإلقاء محاضرة عن التاريخ الفرعوني في أكبر قاعة بالبيت الأبيض دعت إليه معظم موظفي البيت الأبيض!
وأذكر أيضا كيف ساعدتني في الحصول على لقاءين مع الرئيس الأمريكي جورج بوش لي ولنقيب الصحفيين إبراهيم نافع - انتهى الامر بحصوله على الوقت المخصص لي أيضا! -
صحيح أن هناك الكثير من المواقف والأحداث التي قد لا استطيع سردها الآن إلا أن اللغط المثار حول هوية دينا باول لدرجة أن البعض زعم أنها إيرانية يهودية.
يجعل من المهم أن نوضح الحقائق حول دينا باول الوحيدة التي تخرج من البيت الأبيض بإرادتها منذ تولي دونالد ترامب، صاحبة الثقة والتي تجعل المرء يتوقف عند من خلقوا فيها هذه الثقة، عند أهلها.
وأعني أسرتها وفي دالاس تحديدا التي لاتزال الأسرة تقيم بها وحيث كانت " روزا اليوسف " في ضيافتهم مرارا.
.jpg)
ولدت دينا بالقاهرة بمصر الجديدة في 12 يونيو 1973 والدتها دكتورة هدى سليمان خريجة الجامعة الأمريكية والأب هو الكيميائي أنسي حبيب ضابط "الدفعة 29" خريج كيمياء حيوية علوم عين شمس وكلية ضابط احتياط 1970. وهو فخور حتى اللحظة بوسام إصابة بقدمه اليسرى عاد بها من الجبهة وبصور يحتفظ بها بعناية شديدة له على الجبهة وبذكرياته مع زملائه بالكتيبة 29 وهي الصور التي خص "روزا اليوسف" ببعضها، وكيف كان اللواء أبو الوفا مروان فخورا بمساعد الكتيبة انسي حبيب الذي قام بتطوير معدات سوفيتية الصنع هذه الإصابة والتي عرفت عنها أول مرة حين كنا في جمع على العشاء في بيفرلي هيلز بدعوة من الفنان الراحل عمر الشريف ودخل الأخير في مناوشة سياسية حامية مع الفنان الراحل جاءت فيها ذكر حرب أكتوبر!
.jpg)
وكانت دينا قد ولدت قبل اندلاع الحرب بـ 4 أشهر ولدت دينا، ساعتها وحسبما روى لنا والدها كيف اختاروا لها اسما، قال " قمنا بـإضاءة 3 شمعات كل شمعة تحمل اسما انطفأت كلها ماعدا الشمعة التي تحمل اسم دينا فكان اسمها المختار".
ويكمل " في العام 75 صدر الأمر بالتسريح من الجيش فبدأت دراساتي العليا، مع انشغالي بمزرعة دواجن كنت أملكها بالخانكة.
.jpg)
وفي العام 1977 وكنا قد رزقنا بابنتنا الثانية داليا، سافرنا جميعا للولايات المتحدة لزيارة والدي زوجتي المقيمين بأمريكا. وهناك جاء قرار استكمال الدراسة في الخارج وبالبقاء في دالاس والدة دينا على الدكتوراه في علم النفس وأنا أيضا بدأت دراستي العليا بعدها قررت العمل مستقلا فتاجرت في الملابس الجاهزة والسلع ثم بدأت العمل بالاستثمارات العقارية. وفي تكساس رزقنا بالابنه الثالثة "دنيس".
وحيث عكفنا على تربيتهن تربية مصرية فكنَّ يتحدثن في المنزل بالعربي ويأكلن أكلا مصريا.
طالما حكت لي دينا ضاحكة كيف كانت تأخذ معها إلى المدرسة "غداءها المصري" ورق عنب وفلافل بينما زميلاتها يحملن معهن سندوتشات زبدة الفول السوداني.
.jpg)
والد دينا يضيف: بينما تطل صورة دينا في "وسام الاحترام" الذي منحته "روزا اليوسف" لدينا منذ أكثر من 13 عاما من على الحائط في ركنه المفضل بالمنزل بأنه كان حريصا على ان تكون مصر حاضرة بداية من اللغة وحتى الأفلام والمسرحيات والموسيقى أما والدتها فقد كانت بدورها تحرص على الأمر ذاته،
.jpg)
وقد كان حفل زفاف دينا من ريتشارد باول بالكنيسة المصرية الأرثوذكية تكريسا لهذا النهج كذلك شقيقتاها فجميعهن تخرجن في جامعة تكساس، بدالاس ودينا في جامعة UT بعاصمة تكساس أوستن - من أفضل الجامعات الأمريكية - أما داليا فهي أستاذة بجامعة بوسطن وأستاذ زار بهارفارد بينما دينيس تعمل بواحدة من أكبر شركات الاستثمار العقاري واليكس الأخ الصغير فتخصص في تكنولوجيا المعلومات.
وحاليا يحرص الجد أنسي والذي اسس شركة بنكية للتمويل العقاري على اصطحاب الأحفاد جميعهم في الأعياد لمنزل اشتراه لهم بإحدى جزر الكاريبي.
والجميع أبناء وأحفاد يجتمعون في الأعياد والعطلات مهما كانت مشاغلهم.
.jpg)



