مظاهرات إيران تدخل أسبوعها الثاني وتسقط هيبة الملالي
الرياض- صبحى شبانة
تواصلت الاحتجاجات الشعبية التي شملت أكثر من ٨٠ مدينة ايرانية بعد ان دخلت أسبوعها الثاني وسط تصعيد شعبي، ودعم دولي، وبوادر قلق في موقف النظام الايراني الذي بدأ يشعر بالخطر الماثل الذي احدثته ثورات الربيع العربي في سوريا وليبيا واليمن.
ويرى عدد من المحللين المتابعين للشأن الايراني انه لايزال الوقت مبكرا لتوقع نتائج المظاهرات التي اندلعت بسبب الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة الايرانية قبل ان تتحول الاحتجاجات إلى المطالبة باقتلاع النظام الايراني بشخوصه وادواته وهياكله شأنها في ذلك شأن معظم المظاهرات التي تحولت إلى ثورات واقتلعت انظمة واطاحت بحكوماتها.
وأكدوا على أنه سواء توقفت الاحتجاجات أم استمرت، فإن إيران ما بعد التظاهرات الشعبية الغاضبة لن تكون كما قبلها، خصوصا بعد سقوط هيبة الملالي الذين تمتعوا بقداسة استمرت لاربعة عقود، وحتى لو خمدت المظاهرات أو نجحت الحكومة في إسكاتها الا ان الشارع تجرأ على التابوهات التي حاولت المراجع الايرانية ترسيخها منذ الثورة الايرانية التي قام بها آية الله الخوميني والتي نجحت في الاطاحة بالنظام الامبراطوري الشاهنشاهي عام ١٩٧٩.
وشددوا، على أنه يصعب توقع ان الاحتجاجات في ايران ستتحول إلى ثورة شعبية ستتسبب في إسقاط النظام، لكن الأهم انها كشفت النظام الايراني المعتم من الداخل وكشفت حجم الغضب الشعبي من تدخل ايران في عدد من الدول العربية المجاورة وتهديد أمنها الداخلي، كما ان المظاهرات وضعت النظام الايراني تحت ضغط كبير سيجبره على مراجعة سياساته سواء في الداخل أو في الخارج.
وقلل المحللون من تأثير تغريدات ترامب على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، لافتين ان النظام الايراني يستخدمها للدلالة على التدخل الخارجي في الداخل الايراني وزيادة تأجيج الاحتجاجات، وهو ما دعا ايران بالتقدم بشكوي إلى الامم المتحدة تتهم فيها الولايات المتحدة بالتدخل في شؤونها الداخلية بعد تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعمه للاحتجاجات ضد الحكومة.
وقالت ايران في الشكوى التي قدمها مندوبها في الأمم المتحدة، غلام علي، إن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي زادت خلال الأيام الأخيرة من تدخلاتها الفاضحة في الشؤون الداخلية لإيران بذريعة تقديم دعم لتظاهرات متفرقة.
واتهم على الولايات المتحدة بانتهاك القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ودعا إلى إدانة تصريحات واشنطن.
هذا وقد اطلق قائد الحرس الثوري الجنرال محمد على جعفري تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني للحرس الثوري أن عددا كبيرا من مثيري الاضطرابات تم اعتقالهم وستتخذ بحقهم تدابير صارمة، وأن آلافا منهم يقيمون في الخارج وتدربوا على أيدي الولايات المتحدة، وان عدد المتظاهرين الذين تجمعوا في مكان واحد لا يزيد عن1500 شخص، ولم يتجاوز عدد مثيري الاضطرابات 15 ألفا في كل أنحاء ايران.
من جانبها دعت الحائزة على جائزة نوبل للسلام الايرانية شيرين عبادي، الشعب الإيراني للعصيان المدني، ومواصلة الاحتجاجات حتى سقوط النظام.
وطالبت عبادي الإيرانيين إلى التوقف عن دفع فواتير المياه والغاز والكهرباء والضرائب وسحب الأرصدة من البنوك الحكومية للضغط اقتصاديا على الحكومة وإجبارها على الكف عن العنف وتلبية مطالبهم.



