السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

ننشر كلمة البابا تواضروس بمؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس (فيديو)

ننشر كلمة البابا
ننشر كلمة البابا تواضروس بمؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس (
كتب - رفيدة عوضين

قال البابا تواضروس، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكنيسة المرقسية، إنه من الجميل أن يلتقي الجميع اليوم بقلب واحد وفكر واحد من أجل قضية مصيرية مهمة وهي قضية مدينة القدس، مضيفًا أن القدس ليست مجرد مكان به معالم أثرية وله تاريخ، ولكنها تمثل قيمة خاصة في إيماننا وتطلعاتنا وذاكرتنا وآلامنا، مؤكدًا أنها رمزًا للتلاقي والسلام للشعوب بأسرها.

وأضاف تواضروس، خلال كلمته في مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس، أنه على أرضها حدث الالتقاء بين السماء والأرض، لافتًا إلى أنها لها مكانة كبيرة في قلب كل مسيحي، فقد عاش فيها السيد المسيح وصنع معجزاته، متابعًا أن كل شبر وطأته أقدام السيد المسيح له قدسية خاصة.

وأوضح تواضروس، أن المسلمين أيضا يخصون القدس بقدسية خاصة، لوجود قبة الصخرة والمسجد الأقصى وغيرها من الأماكن الإسلامية المقدسة، مشيرًا إلى أنها إذا كانت تمثل رصيدًا تاريخيًا للشعب اليهودي، فهي تمثل تاريخًا حيًا وذكريات حاضرة بقوة في وعي ووجدان المسيحين والمسلمين على حد سواء، متابعًا أنه من المؤسف أن تكون هذه المدينة المقدسة مسرحًا للصراع عبر الأزمنة.

وأكد البابا تواضروس، أن السلام خيار لا بديل لنا عنه، فالسلام وثيق الصلة بالدعوة المسيحية، موضحًا أن السلام الدائم لا يأتي إلا باحترام الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وكل شعوب المنطقة، لافتًا إلى أن السلام الحقيقي لن يصبح واقعًا ما لم يتوقف العنف ولغة التهديد وتلك الوعود، التي قدمت بلا أي مراعاة لمشاعر ملايين المسلمين والمسيحيين فيه عبر العالم وعبر منطقة الشرق الأوسط.

واستطرد تواضروس، أنه على يقين بأن شعوب المنطقة جميعًا تتطلع نحو مستقبل أفضل وأكثر عدلًا وإنصافًا، لكي تحيا فيه في تعايش مشترك، وذلك وفقًا لمبادئ المحبة والسلام واحترام الحقوق.

وتابع أنه للقدس وضعها المميز كمدينة مقدسة مؤهلة لتصبح واحة سلام، ترتفه منه القلوب نحو السماء ملتمسة المعونة الإلهية، مشيرًا إلى أنه على الجميع أن يدرك أن القضية الفلسطينية وقضية القدس كانت ولازالت حاضرة في ضمير الكنيسة المصرية، مؤكدًا أن موقف الكنيسة ثابت وراسخ في هذه القضية، ونابع من التزامها بمتطلبات العيش المشترك والمصير الواحد الذي يجمعنا سويًا، ولذلك أعلنا مؤخرًا رفضنا لما أقدمت عليه الإدارية الأمريكية بنقل سفارتهم إلى القدس، موضحًا أن هذا القرار يؤسس لتهويد القدس ويطمس الطبيعة التعددية للمدينة المقدسة، مؤكدًا أن هذا الأمر مرفوض كليًا.

ولفت تواضروس، إلى أن الكنيسة لم ولن تعادي أي كيان أو دين، ولكنها ترفض التعصب الذي يؤدي للحروب والاضطرابات، رافضًا العدوان والقهر والعدوان، مستنكرًا استغلال الدين وتوظيفه لأهداف بعيدة عن مقاصده.

وأوضح أنه يرفض التفسيرات التوراتية المتشددة التي تنفي الآخرين وجوديًا ومعنويًا وتجور على حقوقهم، لافتًا إلى أن القضية لها أبعاد تاريخية وثقافية واقتصادية، مشيرًا إلى أن اختصارها في البعد الديني فقط ينذر بكارثة.

وأكد تواضروس، التزامه بحقوق المقهورين والمضطهدين والمنفيين، موضحًا أننا نقف دائمًا بجانب كفاح من يناضلون من أجل حريتهم والاعتراض بكرامتهم الإنسانية وإسقاط كل أساليب القهر والعنف.

وقال تواضروس، إننا يجب أن نفكر جيدًا في كيفية استعادة الشعب الفلسطيني لتاريخه الطويل وحضارته الأصيلة، وكيف يتعامل مع العقول التي تفكر دون أن تراعي مشاعر الملايين من المسلمين والمسيحيين.

ودعا تواضروس، إلى دراسة وضع القدس، ليس من ناحية التراث الروحي فقط ولكن من ناحية الوضع الإنساني المأسوي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني حتى اليوم، والذي مازال يناضل في سبيل حقوقه المشروعة.

ولفت تواضروس، إلى أنه طالما ارتضى المجتمع الدولي حل الدولتين المتجاورتين، فإن وجود القدس عاصمة تخدم كل الأطراف المعنية سيكون أمرًا فاصلًا على أن تكون القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين التي اعترف بها العالم.

وأضاف تواضروس، أن مشكلة القدس تعود اليوم لتنادي ضمير العالم، مؤكدًا أنه لا يمكن تجاعل مشاعر الملايين في كافة بقاع الأرض، مخاطبًا كل القوى الفاعلة والهيئات الدولية، والضمير الإنساني، لينظر للزوايا الإنسانية للقضية الفلسطينية، وذلك لإنهاء هذه المعاناة بإقرار السلام الشامل والعادل، الذي يمنح حق تقرير المصير وإقامة هذه الدولة وتكون عاصمتها القدس، والتي يعيش على أرضها الفلسطينيون سواء مسلمين أو مسيحيين.

وأكد تواضروس حق كل الشعوب في العيش الكريم والحرية والسلام، آملًا أن يكون هذا المؤتمر خطوة للأمام على طريق استعادة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، والسلام الكامل للجميع.

 

 

 

تم نسخ الرابط