صفقة القرن خارج مناقشات زيارة نائب ترامب
كتب - مصطفى سيف
نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، يبدأ غدًا زيارته لثلاث دول بالشرق الأوسط، على رأسها مصر، والتي تُعَّد الزيارة الأولى لمسئول أمريكي بعد قرار دونالد ترامب اعتبار القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني.
بنس كان قد أجّل زيارته التي كانت مقررة في العشرين من ديسمبر الماضي بعد موجة الاحتجاجات التي اجتاحت المنطقة العربية، وخاصة فلسطين رفضًا للقرار الأمريكي، وبعد رفض السلطة الفلسطينية والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وشيخ الأزهر، أحمد الطيب، لقاءه خلال زيارته.
البعض يرى أنَّ زيارة "بنس" تهدف لتثبيت واقع القدس بعد إعلان ترامب، ومحاولة من الإدارة الأمريكية لجسّ نبض الدول المعنية بالأزمة خصيصًا وعلى رأسها مصر والأردن.
فيما رفض البعض الآخر طرح فكرة أن تكون "صفقة القرن" هي محور الحديث خلال زيارة "بنس"، هذه الصفقة تعقد على بلورتها الإدارة الأمريكية لتسوية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، الذي توقفت مفاوضاته منذ أبريل 2014.
يشير رفض المسؤولين الفلسطينيين الدخول في عملية سلام بقيادة الولايات المتحدة، إلى أنَّ زيارة بنس لن تحقق أي تقدمًا ملموسًا بشأن المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإعاقة أي تقدم "قد" تحرزه هذه الزيارة.
ومن المتوّقع خلال الزيارة؛ أن يعمد "بنس" خلال لقاءاته مع القيادات المصرية والأردنية للكشف عن الخطوط العريضة لخطة حل النزاع، ومعرفة الآراء التي قد تحقق تقدمًا لهذه الخطة أو تعيقها.
ولم تكن زيارة نائب "بنس" تشمل الأردن، حينما أعلن عنها الشهر الماضي حيث تم حصر الزيارة في مصر وإسرائيل، بعد رفض السلطة الفلسطينية؛ إلا أنَّ التطورات التي حدثت بعد قرار ترامب دفعت بنس لملاقاة "العاهل الأردني" للتخفيض من حدة التوتر بعد قرار ترامب، في ظل زعم إدارة "ترامب" أنَّ حل الدولتين لا زال قائمًا، إلا أنَّ المجتمع الدولي يرى قراره بمثابة "تقويض لحل الدولتين".
وكانت واشنطن قد جمّدت الثلاثاء منحا بقيمة 65 مليون دولار من المساعدات المقررة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، ما يمثل أكثر من نصف الدعم الأميركي للوكالة.
ويرجح مراقبون أن ما تحمله زيارة بنس إلى الأردن ومصر لن يكون من السهل هضمه، في ظل قلق لدى عمان والقاهرة بأن يستخدم الجانب الأمريكي سلاح المساعدات الاقتصادية والعسكرية للضغط عليهما، للقبول بخطة السلام المثيرة للجدل حتى قبل إطلاقها، والضغط على الفلسطينيين بخصوصها.
جولة بنس ولن تشمل الأراضي الفلسطينية، بينما كانت ضمن جولته قبل تأجيلها تحت وطأة الغضب من قرار القدس، الأمر الذي يراه البعض أن "الأردن" سيحل محل فلسطين في الاستماع لوجهة نظر ترامب بشأن السلام.
وكان بنس قد سعى قبل أيام في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، لتبني طرح مطمئن نسبيًّا، حيث قال إن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس يتطلب سنوات، مؤكدًا أن جولته بالمنطقة هي للتأكيد على أن الإدارة الأمريكية ملتزمة بعملية السلام.
واعتمدت جامعة الدول العربية في قمتها بيروت عام 2002 مبادرة للسلام مع تل أبيب تنص على أن تطبع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل، مقابل انسحاب الأخيرة من الأراضي العربية المحتلة عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين. ودأبت إسرائيل على رفض هذه المبادرة.



