السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

وزراء ورّطوا نتنياهو.. التصريحات "الفوضوية" عرض مستمر

وزراء ورّطوا نتنياهو..
وزراء ورّطوا نتنياهو.. التصريحات "الفوضوية" عرض مستمر
كتب - مصطفى سيف

مسلسل التصريحات الفوضوية من جانب الكيان الصهيوني لإحراج الدول العربية عرض مستمر في محاولة من جانب الكيان المحتل إظهار هذه الدول بمظهر غير المبالية بـ"القضية الفلسطينية"، رغم كل التضحيات التي قدّمتها الدول العربية وعلى رأسها مصر لأجل القضية.

قبل قرار ترامب الذي يقضي باعتبار القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني شيء، وبعده، شيء آخر؛ فربما جعل القرار "الموتورين" في الكيان الصهيوني يتفوهون بتصريحات "فوضوية" ورّطت "نتنياهو"، رئيس حكومة الاحتلال، في أزمة جعلته لا يُحسد عليها.

التصريحات التي يطلقها المسؤولون الحكوميون سواء علانية؛ أو حتى تحت أسماء "مصادر" تنشرها الصحافة الإسرائيلية، ليس الهدف منها إلا النيل من الدولة المصرية، على الرغم من أنَّ هناك اتفاقيات موقعة بين البلدين، كاتفاقية السلام المبرمة إبان عهد الرئيس الراحل أنور السادات.

ما بين القول علنًا بأنّ السعودية لم توقع اتفاقية ترسيم الحدود بين القاهرة والرياض إلا بعد أن اتخذتْ رأي الكيان الصهيوني، وبين الادعاء "زورًا" بأنَّ القاهرة سمحت لتل أبيب بضرب بؤر إجرامية داخل شبه جزيرة سيناء بحسب تقارير صحفية صهيونية، يعكس ذلك الفوضى على المستوى السياسي الذي ينتهجه الكيان الصهيوني.

وعلى الرغم من أنَّ الرد المصري جاء سريعًا على الادعاء الأخير؛ إلا أنَّ إسرائيل تتعمد تشويه الحقائق كسلسلة من التشويهات التي تمارسها ليس ضد الفلسطينيين فقط، ولكن ضد العرب أيضا، بتصريحات استفزازية تمثل خروجًا عن النص في الأعراف الدبلوماسية.

والكيان الصهيوني على علم جيّد أن مصر لا تحتاج له ولا لغيره؛ خاصة أنَّ مصر مسموح لها وفقًا للاتفاقيات باستخدام كافة الآليات العسكرية في سيناء باتفاق مع إسرائيل، والتقرير الذي بثته بعض المواقع العبرية ليس إلا للتحريض وإثارة الرأي العام- الرافض للتطبيع مع الكيان- ضد السيسي خاصة مع قرب موعد الانتخابات.

ويرى البعض أنَّ وجود سيناء في وضع أمني معين لا يعني أنها خارج سيطرة القوات المسلحة المصرية، فالوضع الأمني في سيناء بات مستقرًا عن ذي قبل؛ فالتصريحات الإسرائيلية المتواترة عن الوضع في سيناء لها أهداف أخرى.

وربما يثبت صحة الكلام المذكور آنفًا خشية إسرائيل من امتلاك أسلحة ثقيلة حديثة ألمانية وهو ما عبَّر عنه ضابط إسرائيلي رفيع المستوى بقوله: "إن الغواصة الجديدة التي استلمها سلاح البحرية المصري ليس في مصلحة إسرائيل أبدًا رغم عدم وجود حالة من العداء أو الحرب لكن هذا الأمر لا يمكن أن يتم تجاهله".

ونفى المتحدث باسم الجيش العقيد تامر الرفاعي، صحة الأنباء التي ترددت عن أن الجيش الإسرائيلي يشن ضربات جوية ضد إرهابيين في سيناء، بموافقة السلطات المصرية، مؤكدًا أنَّ الجيش المصري فقط هو من يحارب الإرهابيين في سيناء ولا صحة للخبر الخاص بأن إسرائيل تشارك بعمليات في سيناء ضد إرهابيين".

ولكن النفي الرسمي لم تشير إليه صحيفة "نيويورك تايمز"، التي بثَّت الخبر وتناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية التي بدورها أيضا لم تنشر النفي الرسمي للدولة المصرية، وهو ما يشي بأنَّ التصريحات ممنهجة وخارجة من مسؤول إسرائيلي تهدف لزعزعة الرأي العام المصري.

حتى رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قال ذات مرةٍ وهو ما يورِّطه ويكشف عدم أهليته للتعامل مع السياسة بعُرفها المعهود بين الدول؛ فقال: إن التعاون مع الدول العربية وصل لـ"مرحلة غير مسبوقة" في تاريخ إسرائيل، ولكنه لم يبلغ مرحلة "الظهور علنًا بعد"، مضيفًا: "الأمور الحاصلة بصورة غير معلنة أوسع نطاقًا إلى حد كبير من أي حقبة مضت على تاريخ إسرائيل".

وكثيرًا ما تتناول وسائل الإعلام الإسرائيلية تصريحات ومعلومات لا ينبغي الكشف عنها لأنها تمثل أمنًا قوميًّا بالنسبة للكيان الصهيوني من جهة، وبالنسبة للدول العربية من جهة أخرى، وهو ما يؤكد أنَّ التصريحات تستهدف أمرًا ما غير معلن من الجانب الصهيوني.

 

 

تم نسخ الرابط