ترحيب عربي بمشاركة مصر في إعادة إعمار العراق وسوريا
كتب - مصطفى سيف
تشارك مصر اليوم في مؤتمر إعادة إعمار العراق الذي يُعقد في الكويت بمشاركة 70 دولة من بينهم مصر، فضلًا عن البنك الدولي، لبحث فرص مساعدة العراق في عملية إعادة إعمار مناطقه التي دمرتها الحرب على تنظيم داعش، بتكلفة تصل إلى 100 مليار دولار.
بغداد أعدت مجموعة من العروض وصفتها بأنها "فرص استثمارية"، ستعرض على الشركات الدولية في الكويت على أمل التوقيع معها، وتبلغ عدد المشروعات التي قدّمها العراق 43 مشروعًا، من بينهم 13 مشروعًا في المناطق المنكوبة من بعد "داعش".
وتتضمن المرحلة الأولى قيام مصر بإعادة إعمار العراق من خلال مشاركة 15 شركة مصرية في المقاولات والبنية التحتية، أمَّا المرحلة الثانية تتضمن إبرام شركات بترول مصرية عقود استثمار مع الشركات العراقية للتنقيب عن البترول في العراق؛ في حين أنّض المرحلة الثالثة تعتمد على وجود تنسيق عسكري بين مصر والعراق يكون الهدف منه تأهيل الجيش العراقي مرة أخرى.
وفي شهر يناير الماضي التقى المهندس إبراهيم محلب، مساعد الرئيس عبد الفتاح السيسي للمشروعات القومية والاستراتيجية، رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، والذي بدوره أكَّد أن مشاركة مصر في إعادة إعمار العراق "ضرورة" لا بد منها.
وقد أعاد هذا اللقاء إلى الأذهان إعلان سفير العراق في القاهرة حبيب الصدر في سبتمبر الماضي، أنّ مصر تشارك بقوّة في أعمال إعادة إعمار العراق، إضافة لإعلان الملحق التجاري للسفارة العراقيّة بالقاهرة، حيدر نوري، عن 76 فرصة استثماريّة لرجال الأعمال المصريّين لإعادة تشغيل عدد من المصانع العراقيّة سواء بنظام المشاركة أم التأهيل أم التطوير.
وعلى المستوى الرسمي، يذكر أنّ وزير التجارة والصناعة طارق قابيل، التقى وزير التجارة والتخطيط العراقي سلمان الجميلي في 24 أغسطس 2017، وناقشا كيفيّة تيسير التجارة بين البلدين.
ويرى البعض أنَّ المشاركة المصريّة في إعادة إعمار سوريا والعراق أمر طبيعيّ، فهذا دور مصر تجاه الدول والشعوب العربيّة، والتي ستكون على قسمين الأول استثماري من خلال مشاركة رجال الأعمال، والثاني تجاريّ من خلال فتح أسواق مصرية في سوريا والعراق.
قائمة بالشركات المشاركة في الإعمار
وقال المهندس حسن عبدالعزيز، رئيس الاتحاد المصري لمقاولي التشييد والبناء، إن المسئولين العراقيين أشادوا بالتجربة المصرية وبما حققته مصر بالفعل خلال الفترة الماضية من إنجازات على كل الأصعدة، مؤكدين رغبتهم في الاستفادة الكاملة من التجربة المصرية وتطبيقها على عملية إعادة إعمار العراق.
وأضاف "عبدالعزيز" في تصريحات صحفية أن مصر ستشارك بـ"نصيب الأسد" في عملية إعادة إعمار العراق، بعدما أبدى المسئولون العراقيون ترحيبهم بالمشاركة المصرية، وضرورة نقل التجربة المصرية الرائدة إلى بلادهم.
وأوضح أن شركات مصرية كبرى مثل المقاولون العرب وبتروجيت وأوراسكوم بدأت بالفعل التجهيز للبدء في مشروعات تنمية العراق وإعادة إعماره.
سوريا
أمَّا بخصوص سوريا فإن موقع "المونيتور" الأمريكي قد كشف عن أهمية الدور المصري في إعادة إعمار سوريا بعد سبع سنوات من الحرب، وسط تقديرات متضاربة لتكلفة إعادة إعمار تتراوح بين 250 و500 وحتى 900 مليار دولار.
وذكر "المونيتور" أن وزارة التجارة والصناعة المصرية أطلقت دعوات واسعة النطاق للشركات المصرية للمشاركة في إعادة إعمار سوريا، خاصة بعد طرد تنظيم "داعش"، مشيرًا إلى أنَّ القاهرة تسعى للمشاركة في خطط إعادة الإعمار في سوريا، على عكس ما حدث في العراق في التسعينات من القرن الماضي عندما تم استبعادها من العملية.
وكانت سوريا طلبت رسميا مساعدة المنظمات الدولية لإعادة بناء المدارس، في نوفمبر الماضي، وتم إطلاق معرض "إعادة بناء سوريا 2017" في سبتمبر في دمشق، تحت رعاية وزارة الأشغال العامة والإسكان السورية بمشاركة 162 شركة و24 دولة.
دور نقابة المهندسين في إعادة إعمار سوريا
وقال طارق النبراوي، رئيس نقابة المهندسين في تصريحات لـ"المونيتور": "إن نقابة المهندسين تلعب دورًا مهمًا في إعادة إعمار سوريا، حيث زار وفد نقابي مصري سوريا في مطلع عام 2017، والتقى مع الرئيس السوري بشار الأسد لمناقشة التنسيق الهندسي مع النقابة في سوريا لتلبية متطلبات المرحلة المقبلة، ومناقشة دور النقابة في مساعدة الشعب السوري بعد الحرب".
وأشار النبراوي، إلى أن مصر ستكون حاضرة في سوريا لإفساح الطريق أمام المهندسين المصريين والشركات الهندسية وشركات المقاولات لإعادة بناء البلاد، متوقعًا أن يشهد عام 2018 ازدهارا ودورا مؤثرا لشركات البناء المصرية في سوريا، وفتح الباب أمام شركات أخرى في مجالات أخرى.



