الملياردير العالمي يطالب بضرائب أكبر على الأثرياء لصالح الفقراء
كتبت - نهاد مهينة
بيل جيتس: مشروع الضرائب الجديد للولايات المتحدة رجعي وعلى الأثرياء تحمل المزيد لصالح العدالة الاجتماعية
ناشد الملياردير "بيل جيتس" بضرورة أن يدفع الأثرياء مثله ضريبة أكبر مما تفرضه الحكومة الأمريكية بالفعل وقال "بيل جيتس" في تصريحاته مع محطة "سي إن إن" "أمس الأحد" "يجب أن أدفع ضرائب أكثر، لقد سددت ضرائب بقيمة تتجاوز 10 مليارات دولار، لكن الحكومة يجب أن تطالب الأثرياء مثلي بضريبة أكثر بكثير".
وواصل بيل جيتس حواره مشيرا إلى أزمة التفاوت في الدخل داخل المجتمعات والاحتياج إلى وجود تدبير من جانب الدول الكبرى بالعالم.
وبأسلوب شديد اللهجة هاجم الملياردير قانون الإصلاح الضريبي الأخير بأمريكا واصفا إياه بأنه "رجعي وغير تقدمي" مؤكدا "انه يخدم فقط الأثرياء وليس الطبقة العاملة"، حيث أصدرت الحكومة الأمريكية مؤخرا قانونا ضريبيا يقضي بخفض الضرائب على الشركات والأفراد.
وتأتي قوة وتأثير تصريحات بيل جيتس التي أثارت الاهتمام منذ البارحة من ثقل هذا الشخص فوفقا لقائمة "بلومبرج" للأثرياء يحتل "المرتبة الثانية من قائمة أثرياء العالم بصافي ثروة يبلغ 90 مليار دولار.
تأخذنا تصريحات بيل جيتس إلى التطرق لظاهرة خطيرة جدا ألا وهي سيطرة فئة قليلة على الجزء الأكبر من ثروات العالم وما سببه ذلك من تفاوت كبير في الدخول واختفاء للطبقات الوسطى في بقاع كثيرة من العالم، فوفقا للتقارير الأخيرة يعد العام الماضي هو العام التاريخي للمليارديرات، ووفقا لـ"إكسفوم" شهد العام الماضي زيادة تاريخية بنسبة المليارديرات حول العالم، إذ بلغ عددهم بنهاية العام الماضي 2043 مليارديرا.
ويمتلك أغنى 1% من سكان العالم ثروات تتجاوز ما يمتلكه باقي سكان العالم أجمع،
وعلى سبيل المثال في الولايات المتحدة الأمريكية مثلا تساوي ثروة أغنى 3 أشخاص مقدار ما يملكه أفقر 50% من عدد سكان العالم!
ومن الحالات التي تبرز الآثار السلبية لهذه الظاهرة الخطيرة من تفاوت الدخول فاذا نظرنا نحو نيجيريا فنجد انه "بلغت الفوائد على ثروة أغنى شخص في العالم ما يكفي لإنهاء الفقر المدقع لنحو 2 مليون شخص!
وهذا يرجعنا إلى مناشدات بيل جيتس الذي لفت بحسه المجتمعي وليس فقط الاقتصادي إلى ضرورة التدخل من قبل كبار الديمقراطيات في العالم لأجل إعادة توزيع الثروات وإنهاء معاناة الشعوب من خلال فرض ضرائب تصاعدية تختلف وفقا لاختلاف ثروة الشخص وبدا بنفسه مطالبا بزيادة الضرائب المفروضة عليه لتتناسب مع حجم ثروته.
بيل جيتس يقدم لنا قدوة فهل من مزيد ؟!
تدفعنا تصريحات بيل جيتس إلى طرح تساؤل: "ماذا لو بادر مليارديرات العالم بأنفسهم وكانوا على استعداد لقص جزء صغير جدا من أرباح ثرواتهم وليس ثرواتهم أنفسها، ماذا لو تبنى كل منهم قضية مجتمعية وجعلها ضمن خطته السنوية؟!
نطرح هذه التساؤلات معكم وفي باطنها مناشدة وترجٍ لرواد الأعمال وأصحاب قصص النجاح الاقتصادي المبهرة الذين نكن لهم كل معاني الاحترام والتقدير لجهودهم، نقترح عليهم فتح ميدان جديد للتنافس ولتكن تسميته "ميدان الفخر" ميدان تخلد فيه أسماؤهم وأسماء مؤسساتهم إلى الأبد.
نقترح عليهم تبني كل مؤسسة لمشروع يخدم المجتمع وان يتم تجميع هذه الأعمال وعرضها بنهاية كل عام من خلال مؤتمر نباهي به ونبرز إنجازاتهم التي ستبقى وتعيش وتخلد أسماؤهم لأنهم فعلوها من اجل مجتمعهم وبلادهم ومثل هذه الأعمال "غير قابلة للنسيان مهما طال الزمان"
هل من الممكن أن نرى هذا يوما في مجتمعاتنا التي تعاني من فجوة الثروات واندثار الطبقات الوسطى؟



