مرصد الأزهر: بوكو حرام تسعى لتصدّر المشهد الدّموي بعد سقوط داعش
دعا مرصد الأزهر لمكافحة التطرف إلى ضرورة تكاتف العالم أجمع حكومات وهيئات وشعوبًا للوقوف صفًّا واحدًا في وجه وباء الإرهاب، إنقاذًا للبشرية وتحقيقًا للسّلام العالمي.
وأكد مرصد الأزهر أنّ مساعي بوكو حرام وأمثالها من جماعات الإرهاب والإجرام لتقديم أوراق اعتمادها لخلافة تنظيم داعش المتداعي قد تتكرّر خلال الفترة المقبلة، ما يستوجب تشديدًا للمواجهة الأمنية والفكرية على حد سواء عملًا على إنقاذ العالم من سباق دمويّ تتسلّح فيها جماعات الدّم بدعاوى زائفة وادعاءات باطلة وتتستّر خلف ستار الدّين والدّين منها ومن جرائمها براء.
وذكر المرصد في بيانه أنه لم يكد العالم يتنفّس الصّعداء وما كاد يفيق من كابوس تنظيم داعش وجرائمه الوحشية، حتى أطلّت علينا جماعة بوكو حرام بوجهها الخبيث وإجرامها الوحشي مكثّفةً من عملياتها الإرهابية بين هجمات على المدنيين واستهداف لمقار حكومية ومراكز للشرطة ومعسكرات للجيش وبين عمليات الاختطاف التي اشتهرت بها تلك الجماعة التي يؤكد كثير من المراقبين أنّها أكبر مصادر الإجرام والإرهاب بعد سقوط عصابة داعش.
وأضاف: في خضمّ تلك الأحداث المتسارعة من جرائم ترتكبها هذه الجماعة التي تسعى لإثبات أحقيتها بخلافة داعش وجهود مضنية تبذلها الحكومة النيجيرية لرفع، يتابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرّف الجرائم المتتابعة التي ترتكبها هذه الجماعة بزعم إقامة دولة إسلامية، فأي دولة تلك التي يبتغون إقامتها على أشلاء الأبرياء؟! وأي إسلام هذا الذي يتشدقون بالدّفاع عنه من خلال التخريب والتفخيخ؟! فما هي إلا تحركات إجرامية ومخططات خبيثة تنال أول ما تنال من المسلمين أنفسهم.
وقد شهد الأسبوع الفائت قيام جماعة بوكو حرام بعدد من العمليات الإجرامية بهدف الإعلان عن قدرتها على خلافة تنظيم داعش في تصدير الخوف والإرهاب للعالم؛ إذ قامت الجماعة باقتحام إحدى القرى بشمال شرق نيجيريا؛ وقامت بإشعال النار في منازل سكّانها، ولم تكتف بذلك بل قام عناصر من الجماعة بحرق شخصين حتى الموت في مشهد تقشعر منه الأبدان؛ فيما ذكر شهود عيان أن تلك الجماعة دخلت القرية تحت وابل من النيران وقذائف "آر بي جي"، وقامت بسرقة الماشية.
وتابع: من حرق الأحياء لمحاربة حقول العلم واختطاف الفتيات تنتقل بنا جماعة بوكو حرام إلى جريمة جديدة مستهدفةً مدرسةً داخليةً للمرحلة الثانوية للبنات بقرية دابتشي بولاية يوبي شمال شرق نيجيريا، فقد هاجم عناصر من الجماعة المدرسة وفتحوا نيران أسلحتهم على الطلاب والأساتذة، ما أسفر عن حدوث حالة من الذعر داخل المدرسة، قبل أن يتمكن إرهابيو بوكو حرام من اختطاف نحو 110 طالبات تحت تهديد السلاح، في جريمة وحشية تضاف لسجلّ جرائم هذه الجماعة المتطرّفة، الأمر الذي يراه مرصد الأزهر انتهاكًا صارخًا لمبادئ الإسلام الحنيف وتعاليمه السّمحة، فما كان للدين الذي بدأ وحيه الكريم بالدعوة إلى العلم أن يبيح انتهاك حقول العلم بهذه الصورة الهمجية، أو أن يعلن الحرب على صفوف الدّرس بحجة اتباع المناهج الغربية الكافرة– حسب زعم بوكو حرام- كما أنه لا يقبل بحال من الأحوال أن يتذرّع هؤلاء بدعاوى محاربة التعاليم الغربية ويسوّغوا لأنفسهم اختطاف فتيات أبرياء واستعبادهنّ وتحويلهنّ سبايا في معسكرات الجماعة؛ حيث يلاقين شتى ألوان المهانة والإذلال والاستغلال.
من جانبها تكثّف الحكومة النيجيرية من جهودها لمحاصرة مارد بوكو حرام، والحدّ من خطورتها، وذلك من خلال تشديد القبضة الأمنية على المناطق التي تشهد انتشار مقاتلي بوكو حرام، وكذا محاولة تجفيف منابع تمويل الجماعة بالمال والسّلاح. وتعليقًا على هجوم مدرسة دابتشي أكدت السلطات النيجيرية الهجوم وأعلنت أن إجمالي الفتيات المختطفات بلغ 110 فتيات بحسب تصريحات أدلى بها وزير الإعلام النيجيري لاي محمد. وفي السياق ذاته أعلنت الحكومة النيجيرية أنّها تكثّف من عمليات التمشيط والبحث لملاحقة الجناة وإنقاذ الفتيات المختطفات من قبضة بوكو حرام، وذلك باستخدام طائرات حربية، وبدء عملية واسعة للتعرّف على مكان الفتيات وإنقاذهنّ. فيما وصف الرئيس النيجيري محمد بخاري الحادث بالكارثة.



