"سمر" أول ميكانيكي نقل ثقيل بمؤهل عالٍ
الدقهلية- مي الكناني
مضايقات عدة نالتها، وتعنتات ذكورية حاولت أن تثنيها عن هدفها، إلا أنها لم تكترث، وقررت استكمال مشوارها والوصول لحلمها، والعمل في مجال ميكانيكا السيارات، متحدية عادات المجتمع.
سمر محمد النصيري فتاة عشرينية تخرجت في كلية الآداب، وأصبحت أول ميكانيكي سيارات نقل ثقيل بمؤهل عالٍ، لتثبت أن المرأة قادرة على العمل في أي مجال.
نشأت سمر داخل أسرة بسيطة بمدينة كفر الزيات، محافظة الغربية، فوالدها يعمل سائق مقطورة، وكان دائمًا ما يشجعها على تعلم مجال الميكانيكا، ويفيدها من خبرته، حتى زرع داخلها حب المهنة.
التحقت النصيري بعدة ورش تصليح سيارات بمدينتها، لتخطي أولى خطواتها في المشوار الذي طالما حلمت به، لكن طريقها لم يكن سهلا، فدائما ما كان شغفها يقابل بالسخرية، كونها فتاة أرادت اختراق مجالًا سطر الرجال قواعده، واحتكروا أركانه بالكامل.
وهربًا من الملاحقات التي كانت تنتهك سمعتها، تركت العمل في محيط سكنها، والتحقت بإحدى الورش على طريق المنصورة - جمصة، وذاع صيتها، وأصبح لها زبائها الذين لا يثقون إلا في "الأسطى سمر".
تقول سمر، إن أبويها دائما ما كانا يشجعونها على استكمال طريقها، ولم يغريهما الشهادة العليا التي حصلت عليها، فهي خريجة كلية الآداب قسم لغة إنجليزية، وحصلت على دبلومة في الترجمة، وكانا السند الأول لها، أما شقيقها في بداية عملها، فكان ممن حاولوا إثنائها عن تلك المهنة الشاقة، التي تقتصر على الرجال (من وجهة نظره)، لكنه اقتنع بنجاحها.
لم يقتصر حب الفتاة لمجال ميكانيكا السيارات على الممارسة فقط، بل وصل شغفها للدراسة، والالتحاق بدورات تدريبية، وحسبما قالت لـ "بوابة روزاليوسف"، استطاعت الحصول على شهادة خبرة من القوى العاملة، حينما كان عمرها 22 عامًا، واستخرجت كل الأوراق التي تثبت عملها، وأضافت مهنتها لبطاقتها الشخصية.
بحر كبير انطلقت فيه الفتاة الصغير، لم تصل لنهايته بعد، ومهنة شاق قررت من خلالها التمرد على الذكورية التي تسيطر على المجتمع، لتضرب مثلا رائعا في قدرة المرأة على العمل في أي مجال، بل والتميز فيه.
وفي اليوم العالمي للمرأة، دعت سمر كل الفتيات أن يحذوا حذوها، ويتمسكن بحلمهن حتى لو كان صعبًا.



