الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

كلمة قداسة البابا في صلاة جناز الأنبا بقطر أسقف الوادي الجديد

كلمة قداسة البابا
كلمة قداسة البابا في صلاة جناز الأنبا بقطر أسقف الوادي الجدي

قام قداسة البابا تواضروس الثاني، بإلقاء كلمة تعزية وذلك خلال الصلاة على جثمان المتنيح الأنبا بقطر أسقف الوادي الجديد.

وبدأ قائلا: على رجاء القيامة نودع هذا الحبر الجليل نيافة الأنبا بقطر أسقف الوداي الجديد والواحات، وهو يستمع إلى النداء الإلهي "تَعَالَوْا إلى يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ." (من ١١: ٢٨).

 

ونعرف أن الراحة لا توجد على الأرض ولكن الراحة الحقيقية هي في السماء ولذلك عندما نودع حبيبًا لنا نقول له ونقول عنه إنه قد تنيح أي نال الراحة الأبدية.

 

والحقيقة ونحن يا أحبائي في مواقف توديع الأحباء وسفرهم إلى السماء إنما نضع أمامنا هذه الحقائق:

- أولًا نحن نؤمن بالله خالق السماء والأرض وضابط كل الأشياء ونؤمن بحضوره ووجوده وعمله وأنه يضبط كل شيء صغيرًا أو كبيرًا وهو يضبط الخلية الصغيرة في أجسادنا وهو أيضا يضبط الكواكب الصغيرة والكبيرة في الفلك.

نحن لا نؤمن فقط بالله وإنما أيضا نرضى بكل ما يعمله الله الذي خلقنا وأوجدنا، وبه نحن نحيا ونتحرك ونوجد. ولذلك نحن نرضى بأعماله ونراها هي الأعمال الصالحة لحياتنا نرضى بكل ما يعمله إن كان حلوًا أو مٌرًّا من جهتنا، فهو يرى الصالح دائمًا ويعمل ما في صالحنا وفائدتنا.

ولذلك ونحن نودع أحبائنا نسمع في قلوبهم وهم يقولون "لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ انطلق وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا." (في ١: ٢٣).

وعندما نجتمع كما في هذا الصباح ونودع مثلث الرحمات نيافة الأنبا بقطر أسقف الوداي الجديد والواحات، نودعه على رجاء القيامة ونحن نعلم أنه يذهب إلى المكان الذي لم تره عين ولا تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر ما أعده الله للذين يحبونه.

توفى الأنبا بقطر بعد أن تعلم وتخرج في كلية الهندسة والتحق بالدير، دير المحرق ثم بدأ خدمته في منطقة الوادي الجديد، الوادي الجديد دائما هي المحافظة التي بلا أسقف ليس لها أسقف ورغم أن لها تاريخًا طويلًا وبها آثار مسيحية كثيرة. وهي واحدة من أكبر محافظات الجمهورية.

وكنت أعرف أبانا بيشوي المحرقي منذ وقت طويل لأن بعض أبنائه في الوادي الجديد كان يدرسون في الإسكندرية وكانوا يحدثوني كثيرًا عن هذا الراهب الفاضل. سمعت عنه قبل أن أراه وعندما شاء الله أن يعطيني هذه المسؤولية كنت أتساءل لماذا لا يوجد أسقف لهذه المحافظة الكبيرة، فعهدت بالإشراف على هذه الخدمة في منطقة الوادي الجديد لنيافة الأنبا لوكاس واجتهد في بداية الخدمة هناك مع وجود أبونا بيشوي المحرقي ثم بدأ كيان إيبارشية، كنائس وآباء كهنة وآباء رهبان يخدمون.

ثم شاءت العناية أن ينال نعمة الأسقفية منذ نحو ثلاث سنوات وبدأ يخدم في هذه الإيبارشية المترامية الأطراف والواسعة جدًا والبعيدة، بجد وباجتهاد وبحسب ما أعطاه الله من قوة ومن نعمة ومن صحة بدأ يخدم ويهتم.

وفى وقت رسامته وكان اسمه بيشوي قلت له عايزين نغير الاسم في الأسقفية قالي أنا بعتز بهذا الاسم قولت له إحنا عندنا هذا الاسم موجود ياريت يكون في اسم تانى خد يومين فكر وانا هفكر ونتقابل نشوف ربنا يرشدنا إلى اسم، فلما فكرت بحثت عن اسم قصير يبدأ بحرف الباء، قلت في نفسى اسم بقطر معندناش حد من الآباء اسمه "بقطر ".

 

وبعدها بيومين تقابلنا قلت له اخترت إيه يا أبونا قالى قولي أنت الأول اخترت إيه قولت له أنا اخترت اسم "بقطر " قالى وأنا كمان اخترت بقطر لأنى درست تاريخ إيبارشية الوادي الجديد، فوجدت أنه قد انقطع وجود الأساقفة فيها منذ ثمانية قرون وكان آخر أسقف على الوادي الجديد اسمه بقطر..!!

وكأنها عودة للجذور والأصول وصار اسمه نيافة الأنبا بقطر أسقف الوادي الجديد والواحات، بدأ خدمته وعمر ورسم كهنة وكرس نفوس واهتم كثيرًا بهذه الخدمة الواسعة جدًا زي ما قلت لكم دي أكبر محافظة في الجمهورية وفوق ذلك أنه كون علاقات طيبة جدًا مع كل المسؤولين وكان دائمًا يشارك في كل المناسبات الدينية والمجتمعية والحكومية ووجد له محبة، وأوجد محبة للجميع.

 

وبالرغم من أنه عانى من المرض كثيرًا، ورغم أن أسقفيته قصيرة، إلا أنه عمل كثيرًا، وسيصنع الله له أكليلًا بحسب أتعابه ودموعه التي سكبها من أجل هذه الخدمة.

باسم المجمع المقدس للكنيسة القبطية وباسم كل الآباء المطارنة والأساقفة الحضور معنا وباسم كل الآباء الكهنة والرهبان والشمامسة نقدم كل التعزية إلى أسرته المباركة والى شعبه المبارك في منطقة الوادي الجديد ومنطقة الواحات وإلى الكنائس وإلى الآباء والى الخدام والى الخدمات. وأيضا نعزي كل المسؤولين في الوادي الجديد ونشكرهم على محبتهم واهتمامهم ونصلى بأن يعطينا الله هذه التعزيات السماوية على الدوام أننا نودعه على رجاء القيامة.

هو سافر إلى أمريكا لكى ما يبدأ علاجًا ولكن يد الله أختارته سريعًا وأهتم به بعد وفاته نيافة الأنبا يوسف في جنوب أمريكا مع الآباء، هناك لذلك نحن نشكر كل الفريق الطبي الذي بدء علاجًا هنا وأيضا الأطباء الذين أكملوا معه هناك ونشكر نيافة الأنبا يوسف على اهتمامه مع الآباء الكهنة والأساقفة هناك ثم وصل بحسب إجراءات الطيران وصل ليلة أمس ونودعه اليوم هنا. وتكون فرصة لآباء كثيرين أن يشاركوا في هذا الوداع ثم يسافر إلى إيبارشيته حيث سيكون وسط أبنائه ووسط شعبه. وتتم الصلاة هناك ويتم زفه في الهيكل الذي خدمه وتعب فيه كثيرًا.

 
تم نسخ الرابط