الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

بوتين والسيسي.. حلم لنهضة الشعوب

بوتين والسيسي.. حلم
بوتين والسيسي.. حلم لنهضة الشعوب
كتب - مصطفى سيف

يقف الرئيسان المصري والروسي على عتبة الحلم ينظران إلى مستقبل مشرق لنهضة شعبيهما، خاصة في ظل غياب المنافس الحقيقي لهما في الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في روسيا ومصر في أواخر مارس الجاري.

للوهلة الأولى تبدو الانتخابات الرئاسية "محسومة" لكلا الرئيسين خاصة في ظل توازن العلاقات الخارجية التي أحرزها كلاهما على الصعيد الدولي والإقليمي، ويبقى الداخل خلال الأربعة أعوام المقبلة للسيسي، والستة الأخرى لبوتين محل نقاشٍ آجلًا أم عاجلًا، على الرغم من أنّ كليهما يسير على خطى تحقيق إنجازات أو إعادة بناء دولة جديدة بعدما كانت "شبه دولة"، على حد قول الرئيس السيسي.

 

 

بداية الحلم خطوة (عسكريًّا)

مع اعتلاء الرئيس السيسي سُدة الحكم في مصر، وعمله كرئيس للمخابرات الحربية فهو على دراية بجميع المخاطر التي تُحاك ضد مصر، وضد المنطقة العربية بصفة عامة، وذلك ما منحه ثُقلًا في إدارة الدولة داخليًّا وخارجيًّا.

الحدود الجنوبية مشتعلة، والحدود الغربية على شفا حفرةٍ من النار، لذلك الاتجاه لتنويع مصادر السلاح كان أمرًا حتميًّا وضروريًّا، وأدى تنوُّع مصادر السلاح في مصر إلى زيادة قوة الردع المصرية، خاصة لأن ذلك أدى لتقليص الفجوة في التفوق التكنولوجي بين مصر ودول أخرى كثيرة.

مصر صار لديها درعٌ وسيفٌ، ما أدى إلى أن الدولة المصرية صارت يدها طولى تصل إلى أي مكان في العالم، والدليل على ذلك، هو ضرب مصر للمواقع الإرهابية في ليبيا ردًا على إعدام تنظيم "داعش" الإرهابي لـ21 مصريًّا "مسيحي الديانة" في مصراتة.

 

 

(الطاقة)

استراتيجية 2030 التي أعلن عنها الرئيس السيسي، كانت أحد أهم بنودها هو تنويع مصادر الطاقة، بما يلبي احتياجات مصر منها، فلا تحتاج لاستيراد أي من المواد البترولية التي تساهم في تشغيل الكهرباء، أو في غيرها، علاوة على فكرة الاعتماد على فكرة الطاقة الشمسية.

 

وبحلول عام 2030 يكون قطاع الطاقة قادرًا على تلبية كل متطلبات التنمية الوطنية المستدامة من موارد الطاقة وتعظيم الاستفادة الكفء من مصادرها المتنوعة (تقليدية ومتجدّدة).

وبدأ تنويع مصادر الطاقة بإعلان افتتاح أكبر محطة لتوليد الطاقة الشمسية في الصعيد بقرية بنبان بمركز دراو في أسوان، والذي يضم 40 محطة شمسية ستنتج 2000 ميجاوات بما يعادل 90% للطاقة المنتجة من السد العالي لتدعم الشبكة القومية الموحدة للكهرباء.

 

 

(استقلال القرار)

في مجال السياسة لا تخضع مصر لأحد أبدًا، و"مصر قرارها من دماغها"، حسبما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي في أحد مؤتمراته الأخيرة، واندلعت ثورة 25 يناير خصيصًا نظرًا لوجود اتهامات للنظام بأنّه "تابع" للولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي كان يثير غضب البعض بشدة.

لكن بعد ذلك، وتحديدًا بعد 30 يونيو صار قرار مصر سياسيًّا مستقلًا، من رأسها لا من رأس أحد، وظهر ذلك جليًّا من خلال رفض مصر لإدخال قوات برية إلى اليمن، وترشح مصر لترأس منظمة التربية والثقافة بالأمم المتحدة (اليونسكو)، وخسرت المعركة بشرف بسبب المنافسة غير النزيهة من "دويلة" قطر.

 

 

بوتين "المنقذ الروسي"

مع تولَّي الرئيس الروسي؛ فلاديمير بوتين، تغيرت روسيا إلى أبعد مما كان متخيلًا في ظل حكم سابقه؛ وعلى الرغم من أنَّ المستوى الدولي تواجه روسيا شيئًا قليلًا من العزلة، والعقوبات والحرب الباردة الجديدة؛ إلا أنَّ بوتين في الداخل لا زال يتمتع بأعلى تصنيف شعبي لدى أي من زعماء الكرملين، حيث يتوافق عليه أكثر من 86٪ من الروس.

أحببته أم كرهته؛ فلا خلاف أنَّ بوتين كان لديه تأثير كبير على بلاده وعلى العالم، خاصة في السياسة الخارجية التي أحرز فيها نجاحات أعادت روسيا إلى خريطة القوى العالمية ذات الوزن الثقيل، في حين لا يوجد أمامه منافس جاد.

وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة الاستطلاع المستقلة "ليفادا سنتر" في ديسمبر الماضي، فإن 81% من البالغين يوافقون على تولي بوتين للرئاسة، بما في ذلك 86 في المائة من الروس الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة، وهو ما يشير إلى أنَّ الفئة الأكثر تأييدًا لبوتين هم الفئة الشابة، التي رأت في بوتين "زعيمًا" لهم.

الشباب الروس لديهم شعور بالحرية الشخصية من تلك الحريات التي يتمتعون بها، مثل الإنترنت المفتوح، وسوق العمل المفتوح، والحدود المفتوحة؛ على الرغم من رفض الكثير منهم التلفزيون الرسمي كدعاية.

وبحسب تقارير أجنبية؛ فإن "روسيا بحاجة إلى بوتين للتصدي للعدوان الأمريكي، وربما الأهم من ذلك، أن هؤلاء الروس شكّلوا من خلال تاريخ سابق وعي جمعي، يؤكد خوفهم من عودة التسعينيات المنكوبة بالأزمات أو عهد الاتحاد السوفيتي الخانق".

 

 

بوتين والشخصية الروسية

إن سياسة بوتين الخارجية تتمحور حول فكرة الوقوف بوجه الهيمنة الغربية، ويعمل مع الصين كميزان للقوة العسكرية والسياسية بدلًا من الولايات المتحدة، وعمل دبلوماسيو بوتين بشكل بنّاء مع حلفاء وخصوم دوليين للمساعدة في إخراج إيران من سوريا.

ويرى الكاتب الروسي، أليك لوهن، أنَّ الضرر الذي ألحقه سابقه، بوريس يلتسن، بالشعب الروسي، ليس قليلًا، لذلك فهم رأوا في بوتين الشخصية الروسية التي كانوا يأملون أن يكون رئيسهم عليهم.

تقلَّد بوتين السلطة في وقت كان فيه المواطنون الروس يتساقطون بمعدل ينذر بالخطر؛ حيث إنَّها كانت تفقد ما يقرب من المليون شخصًا سنويًّا، لكن هذا المعدل انخفض تدريجيًّا، وفي عام 2010 بدأ السكان في النمو مرة أخرى.

وتشير التقارير الروسية إلى أنَّ سر هذا الانعكاس كان اقتصاديًا إلى حد كبير، حيث تحسن الوضع المالي للروسي خلال فترة حكم بوتين، فبدأ الروس في إنجاب المزيد من الأطفال وفقا لدائرة الإحصاءات الحكومية، فإن البلاد لديها الآن أكثر من 146 مليون شخص، مقارنة بـ 142 مليونًا في عام 2008.

 

آسيا

وبوتين تحوَّل في السنوات الأخيرة نحو تعاون اقتصادي وعسكري أكبر مع الدول الآسيوية، التي تعاني اقتصاداتها المتعطشة من جوع لطاقة روسيا، وحكوماتها أقل تحكمًا بسجلها في مجال حقوق الإنسان.

ففي 2014 توسط في صفقتين ضخمتين لتزويد الصين بالغاز، واحدة بقيمة 400 مليار دولار، وتصدير تكنولوجيا السكك الحديدية الروسية لكوريا الشمالية.

ومع عودة بوتين للحكم في عام 2012، ألغت القوانين الجديدة الغرامات المفروضة على أولئك الذين يشاركون في الاحتجاجات التي لا تقرها السلطات بما يصل إلى مليون روبل، أو ما يصل إلى خمس سنوات من العمل القسري أو السجن بسبب تكرار الانتهاكات.

 
تم نسخ الرابط