حرب كسر هيبة السلاح الروسي على الأراضي السورية
كتب - عادل عبدالمحسن
ضرب دمشق بدون مواجهة فاعلة من روسيا سيقضي على نفوذها في المنطقة وسمعة أسلحتها
بعيدا عن الأهداف الاستراتيجية الأمريكية من حصار النفوذ الروسي في منطقة الشرق الأوسط وأضعاف الدول العربية لصالح دولة إسرائيل هناك أهدافا أخرى من الضربة الأمريكية والفرنسية والبريطانية.
ولم تعد تنطلي ادعاءات وأراجيف أمريكا والغرب بأن محاولتها ضرب الدولة السورية لأنها استخدمت الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين فالكل يعلم أن الجيش السوري لم يستخدم أسلحة كيماوية في دوما بالغوطة الشرقية لأنه في وضع عسكري جيد لا يحتاج لاستخدام الأسلحة البيولوجية.
لكن لأهداف أخرى أحدثها كسر هيبة السلاح الروسي الذي نال شهرة واسعة بعد استخدامه في الحرب السورية الدائرة منذ 7 سنوات ما دفع عددا من الدول لشراء الأسلحة الروسية ومن بينها دول أعضاء في حلف شمال مثل تركيل وأخرى تسليحها أمريكي مثل المملكة العربية السعودية.
الصراع بين السلاح الروسي والأمريكي لم يكن وليد الأحداث الأخيرة فأثناء حرب 6أكتوبر 1973سأل وزير الخارجية الأمريكي الرئيس المصري أنور السادات ماذا ستفعل في ثغرة الدفرسوار فرد السادات قائلا: لدي القوة الكافية لتصفيتها فكان رد كيسنجر إن الولايات المتحدة لن تسمح بانتصار السلاح الروسي على الأمريكي.
وعندما اندلعت حرب تحرير الكويت يوم 17يناير 1991 أطلق النظام العراقي 49صاروخ اسكود ضد إسرائيل ولم تفلح منظومة الدفاع الجوي الصاروخي باتريوت الأمريكي الصنع المضاد للصواريخ في إسقاط الاسكود.
وفي العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006ولم يفلح أيضا في التصدي للصواريخ التي أطلقها حزب الله على شمال إسرائيل ورغم صواريخ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بدائية الصنع وغير مؤثرة عسكريا لم تفلح دفاعات إسرائيل في إسقاطها في عدوان إسرائيل على القطاع الفلسطيني عام 2008
حتى قامت بإقامة نظام دفاعي صاروخي اسمته القبة الحديدية لم يختبر في معركة عسكرية.
ولكن اللافت أن هذا النظام الصاروخي الأمريكي "باتريوت" نجح في إسقاط الصواريخ البالستية التي أطلقها الحوثيون ضد العاصمة السعودية الرياض.. لتأتي المواجهة المتوقعة في سوريا والتي قد تنطلق شرارتها في أي لحظة
صحيفة "ناشونال انترست" الأمريكية رسمت سيناريو مفترضا للمواجهة في حال هجوم أمريكا على سوريا، مؤكدة أن واشنطن قد تستخدم صواريخ كروز وطائرات شبح وقاذفات قنابل استراتيجية، وروسيا سترد بصواريخ كروز.
وقالت الصحيفة اليوم الأربعاء: إن الولايات المتحدة، يمكن أن تشن هجوما ضد أهداف في سوريا بصواريخ كروز "توماهوك" وAGM-86، التي تفترض أنها ستكون قادرة على تجاوز الدفاعات الجوية الروسية الفعّالة من طراز S-300V4 وC-400، المتمركزة في سوريا حاليا.
وأضافت الصحيفة أن لدى البنتاغون قاذفات الشبح "غير المرئية" من طراز B-2 Spirit وF-22 Raptor، التي تؤهلها تكنولوجياتها لاكتشاف أنظمة الدفاع الجوي الروسية والتعامل معها.
ووفقا للصحيفة الأمريكية، فإن روسيا بدورها، قد ترد بضربات مزلزلة ضد القواعد الأمريكية وحلفائها في الشرق الأوسط وأوروبا. وللقيام بذلك فإن الجيش الروسي قد يستخدم صواريخ كروز الموضوعة بتصرفه من طراز KH-101، والتي تطلقها القاذفات الاستراتيجية توبوليف 95 وتو-160، فضلا على صواريخ كروز "كاليبر" التي تطلق من البحر.
وذكرت وكالات الأنباء في وقت سابق، أن مجموعة سفن قتالية للبحرية الأمريكية، على رأسها حاملة الطائرات "هاري ترومان" بدأت تتحرك من مكان انتشارها الدائم في فيرجينيا إلى البحر الأبيض المتوسط. كما تتضمن هذه المجموعة البحرية، الطراد القاذف والعديد من المدمرات حاملات الصواريخ، ومن المتوقع أن تنضم للمجموعة فرقاطة من البحرية الألمانية وفي وقت سابق، ذكرت وسائل الإعلام أن السفينتين الأمريكيتين، "يو إس إس دونالد كوك"، و"يو إس إس بورتر" توجهتا إلى ساحل سوريا، وهما مزودتان بعدة عشرات من صواريخ كروز "توماهوك"..
وفي وقت سابق، ذكرت وسائل الإعلام أن السفينتين الأمريكيتين، "يو إس إس دونالد كوك"، و"يو إس إس بورتر" توجهتا إلى ساحل سوريا، وهما مزودتان بعدة عشرات من صواريخ كروز "توماهوك".
وجاء تحرك المجموعة الحربية البحرية الأمريكية على خلفية تقارير مزعومة عن استخدام الأسلحة الكيميائية في مدينة دوما السورية. واتهمت الدول الغربية الجيش السوري باستخدام هذه الأسلحة المحرّمة دوليا
وكانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت أنها تدرس إمكانية "الرد عسكريا" على تصرفات السلطات السورية.
وأكد دونالد ترامب الرئيس الأمريكي يوم الاثنين الماضي أنه سيتخذ قرارا بشأن التدابير التي يمكن استخدامها ضد السلطات السورية خلال الـ48 ساعة القادمة.
وحذرت روسيا واشنطن من القيام بأي أعمال حربية عدائية، وحمّلتها مسؤولية ما سيترتب على ذلك من "عواقب صعبة".



