الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

بروفايل .. "فينجر" كشاف أرسنال يرحل بعد 22 عامًا على رأس "الجانرز"

بروفايل .. فينجر
بروفايل .. "فينجر" كشاف أرسنال يرحل بعد 22 عامًا على رأس "ال
كتب - محمد يوسف

كشف الفرنسي آرسين فينجر المدير الفني لفريق أرسنال الإنجليزي، عن موعد رحيله عن تدريب المدفعجية بعد 22 عامًا، حيث تولى تدريب الفريق عام 1996 ويرحل آخر الموسم الجاري 2018.

ورشح الفرنسي مواطنه باتريك فييرا لتولي قيادة أرسنال، بعد أن كان لاعبًا، وتدرب تحت قيادته في السنوات الماضية.

وبعد إعلان رحيله بعد 22 عامًا من تدريب جانرز نرصد خلال السطور التالية، مشوار عميد مدربي العالم، بالإضافة إلى الاختلافات التي طرقت على كرة القدم منذ توليه قيادة أرسنال وحتى الآن:

ولد "فينجر" في مدينة ستراسبورج في 22 أكتوبر عام 1949، حيث يبلغ من العمر 68 عامًا، وكان ابنًا لأب يعمل في مجال المطاعم في فرنسا.

بعد حصوله على الثانوية العامة تخصص في دراسة الهندسة، وحصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية، ثم نال درجة الماجستير في العلوم الاقتصادية من جامعة ستراسبورج.

ارتبط فينجر بحب كرة القدم بسبب مقابلاته مع نادي دوتلنهايم، حيث بدأ مسيرته مع كرة القدم لاعبًا هاويًا في مركزي حراسة المرمى والمدافع. ولعب لنادي ميلوز في الدرجة الثانية الفرنسية، ومع ستراسبورج في الدرجة الأولى، شارك في كأس أوروبا وتوج بالدوري الفرنسي 1979 قبل اعتزاله اللعب في سن 32 عامًا.

مسيرته التدريبية
بدأ فينجر مع ستراسبورج في قطاع الناشئين، ثم مساعدًا مدربًا للفريق الأول، ثم المدير الفني لنادي نانسي، ثم موناكو، والذي توج معه بالدوري الفرنسي في أول مواسمه مع النادي.
تولى تدريب أرسنال عام 1996 حتى الموسم الجاري، الذي أعلن فيه نهاية مسيرته مع المدفعجية.

إنجازاته

- الدوري الفرنسي مع موناكو

- الدوري الإنجليزي وكأس الاتحاد عام 1998.

- وصيف الدوري الأوروبي عام 2000

- الدوري الإنجليزي في موسم استثناي بدون هزيمة عام 2005

- وصيف دوري أبطال أوروبا 2006.

- كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2014

- درع الاتحاد الإنجليزي عام 2014

- بطل كأس الاتحاد الإنجليزي 2005.

- الدرع الخيرية عام 2015

 

 

كشاف المواهب

ارتبط اسمه مع معظم مواهب كرة القدم، الذي قدمها إلى محبيها، حيث إنه اكتشف العديد من الأسماء وأطلق عليه كشاف النجوم، وذلك لأنه عندما وصل  إلى شمال لندن وجد عددًا جيدًا من اللاعبين الإنجليز الذين ساعدوه في حصد عدد لا بأس به من البطولات أمثال "توني أدمز، إيان رايت، نايجل وينتربورن وراي بارلور"، ورغم هذا الكم الكبير عمل فينجر مبكراً على أكاديمية النادي بمشاهدة مباريات فريق الشباب، بهدف تصعيد بعض اللاعبين صغار السن لمنحهم فرصة اللعب مع الفريق الأول، ووقع اختياره على الظهير الأيسر "آشلي كول" بتصعيده عام 1999 لتمثيل الفريق للمرة الأولى في كأس رابطة الأندية الإنجليزية أمام "ميدلسبره".

آشلي كول

أصبح آشلي كول، بعدها واحداً أفضل ظهير في إنجلترا وفي العالم، ومطلبا ملحل بالنسبة لكبار أندية أوروبا من بينهم "ريال مدريد وبرشلونة"، خاصةً الريال الذي أراد استبداله بروبرتو كارلوس، فقد لعب 156 مباراة بقميص المدفعجية، وسجل 6 أهداف، وكانت له الكثير من التمريرات الحاسمة، ويكفي أنه كان أحد أهم أعمدة النادي في الإنجاز التاريخي، الذي تحقق موسم 2004/2003 بالفوز بلقب البريميرليج من دون خسارة أي مباراة والصمود لمدة 49 مباراة دون أي سقوط يذكر.

النهاية لم تكن مثالية بالنسبة لفينجر مع آشلي كول، حين اجتمع الأخير بمدرب تشيلسي "جوزيه مورينيو" في الخفاء، ودون إذن مسبق من إدارة آرسنال ليواجه خطر الإيقاف والعقوبة، إلا أن ذلك لم يمنع فينجر من بيعه في نهاية المطاف لتشيلسي بحوالي 21 مليون جنيه إسترليني، بسبب رغبته الملحة في الانتقال إلى غرب لندن، من أجل راتب 90 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع، بدلا من راتبه الهزيل الذي كان يتقاضاه من آرسنال آنذاك (55 ألف جنيه إسترليني)، وهو ما دفع عشاق آرسنال لنعته بلقب "كاش كول"، نظراً لركضه خلف أموال الروسي "رومان أبراموفيتش"، مثله مثل عدد كبير من اللاعبين، في ذلك الوقت.

تعرض فينجر لانتقادات كثيرة بعد سنوات من اكتشافه لآشلي كول، لاعتماده المفرط على اللاعبين الأفارقة والفرنسيين في تشكيلته الأساسية، منذ عام 2003 حتى 2007، وفي تلك الفترة الطويلة كان يحضر للشعب الإنجليزي جوهرة حقيقية تزيد في قيمتها على آشلي كول، في الموهبة والرغبة الدائمة في الفوز والأهم من كل ذلك قدراته وشخصيته "القيادية" المتميزة، والتي ستعود بالنفع على المنتخب الإنجليزي الأول في قادم السنين بالذات بعد تخلصه من كل الإصابات التي تعرض لها خلال العامين الماضيين في الركبة والفخذ.

جورج وايا


أهم اكتشافات فينجر تتمثل في  النجم الليبيري "جورج ويا"، معلومة قد يجهلها محبو آرسنال بالذات ممن يساندون استراتيجية وفلسفة الفرنسي.

آرسين اصطاد اللاعب الإفريقي الوحيد، الذي نال لقب أفضل لاعب في العالم، حسب "الفيفا" من ادغال القارة السمراء في وقت لم تكن فيها وسائل الإعلام ووكلاء اللاعبين متوافرة بهذه الاحترافية كما هو الوضع الآن، وهذا هو سر اعتلاء ويا قائمة أفضل اكتشافاته.

جورج ويا، كان قد بدأ مسيرته الكروية مع عدد لا بأس به من الأندية المحلية كـ "بارولي، إليفين، أفريكا سبورتس" وفي سنة 1988 اختتم مسيرته الأفريقية مع نادي "تونيري ياوندي الكاميروني" من أجل الانتقال إلى موناكو الفرنسي بدعوة من آرسين فينجر، الذي كان يعيش ثاني تجاربه في مسيرته التدريبية القصيرة، بعد مغادرة نادي نانسي.

وقضى النجم الليبيري أربعة أعوام ناجحة بامتياز مع موناكو منذ 88، وحتى عام 1992، قاد خلالهم الفريق للتتويج بلقب كأس فرنسا 91، ليرحل عن فريق الإمارة وبجعبته 103 مباراة و47 هدفاً، ليبدأ تجربة جديدة مع باريس سان جيرمان، ليقدم معه واحدة من أفضل مبارياته ضد ميلان، الذي قرر التعاقد معه في نفس عام تتويجه بلقب أفضل لاعب في العالم 1995 على حساب "باولو مالديني ويورجن كلينسمان".

جاك ويلشير

21 عاماً، ولد في ستيفيناج عام 1992، أنهى برنامجه التأهيلي في مدرسة نادي لوتون تاون منتصف عام 2001 قبل أن ينضم لأكاديمية نادي آرسنال في أكتوبر من نفس العام، ولم يكن وقتها قد أكمل عامهالتاسع، وبدأ يتعلم كرة القدم تحت إشراف مباشر من ستيف بولد وآرسين فينجر، وهذا ساعده على التدرج بين الفئات العمرية المختلفة إلى أن ارتدى شارة قيادة فريق الشباب تحت 16 عاماً، وبعد أشهر قليلة اختير لتمثيل فريق شباب آرسنال تحت 18 عاماً في مباراة تشيلسي.
الأهداف الحاسمة، التي سجلها ويلشير لشباب آرسنال تحت 18 عاماً بلغت 13 هدفاً من أصل 18 مباراة فقط في دوري الشباب، رغم أنه لم يتجاوز بعد 15 ربيعاً، ما لفت نظر فينجر الذي دفع به على الفور مع الفريق الأول في يوليو 2008 بمباراة تجريبية ضد بارنيت، بدلا من اللاعب هنري لانسبوري، وتألقه في المرحلة التحضيرية للموسم ساعده كثيراً على اقتحام تشكيلة الفريق في البريميرليج والبطولات المختلفة، ليحمل القميص رقم 19 ويشارك به لأول مرة ضد بلاكبيرن على ملعب إويد بارك لأول مرة في سبتمبر بعد نزوله محل روبن فان بيرسي، ومن ثم أعير إلى بولتون لاكتساب بعض الخبرات ليعود أكثر قوة من ذي قبل، غير أن الإصابات المتكررة أثرت بالسلب على مسيرته، وكادت تؤدي لاعتزاله المبكر بعد أن غاب لمدة 14 شهراً، لكنه منذ الموسم الماضي يقدم مستوى مبهر حتى الآن ليتم وضعه حسب صحيفة موندو على قائمة رغبات برشلونة، الذي يستعد خلال شهور لتوديع تشافي هيرنانديز.


فان بيرسي

لم يكن "روبينهود" من اللاعبين الأساسيين في تشكيلة فينورد روتردام مطلع هذه الألفية، في ظل التألق الكبير للمخضرم "فان هويدونك"، والهداف الدنماركي "توماسون"، وهذا ما دفع ابن مدينة روتردام للرحيل والموافقة على عرض آرسنال عام 2004 والذي وصل لحوالي 2.75 مليون جنيه إسترليني.

قالوا في البداية، إنه دينيس بيركامب الجديد بما أن المدفعجي الأصلي، قد قرر الاعتزال عام 2005 ومواطنه فان بيرسي جاء ليحل محله في هجوم الفريق، ومع مرور الوقت أطلق عليه الكثير من النقاد لقب الكوبرا لقدرته على لدغ أي خصم في أي وقت، وهدفه في مرمى تشارلتون أثلتيك من بوضع الحركة بوجه القدم يشهد على ذلك، لكن أهدافه الخيالية مع مانشستر يونايتد فيما بعد ذكرت كثيرين بأسطورة ماركو فان باستن لاسيما وأنه كسر بعد ذلك الرقم القياسي كأكثر لاعب تسجيلا للأهداف في تاريخ الطواحين البرتقالية.

آرسنال، استفاد كثيراً من روبن فان بيرسي، خاصةً في آخر ثلاثة أعوام له في الإيماريتس، حيث قاده للترشح إلى دوري أبطال أوروبا بعد منافسة شرسة مع توتنهام ومانشستر سيتي، واستطاع الظفر بلقب الهداف، ومن ثم لقب أفضل لاعب في البريميرليج من رابطة اللاعبين، ورابطة الكتاب الإنجليز، وبعد أن وصل لعامه 29 قرر آرسنال التربح "مادياً" ببيعه لمانشستر يونايتد، قبل انتهاء عقده بسنة واحدة فقط بمبلغ ضخم وصل لـ 24 مليون جنيه إسترليني صيف 2012.

لفينجر فضل كبير فيما وصل إليه روبن فان بيرسي بتطويره على لعب دور المهاجم الثاني مع تيري هنري تارة وأديبايور تارة أخرى، بالإضافة لدعم موقفه أمام الجماهير بعد تصعيده للعب دور المهاجم الصريح، حيث كان يهدر الكثير من الفرص السهلة حتى وقت قريب، لعل أبرز فرصة تلك التي اضاعها أمام ميلان في إياب ثمن نهائي أبطال أوروبا 2012 على ملعب الإمارات (3/صفر)، وما فعله فينجر عزز من ثقة اللاعب في نفسه، وجعله يؤمن بأنه قادر على المواصلة حتى سن الاربعين حسب ما صرح به مؤخراً للإعلام.

فابريجاس

أعطى فينجر برشلونة درساً لن ينساه، حين جلب سيسك فابريجاس قبل أن يكمل عامه الـ 16 من أكاديمية لامسيا دون مقابل، ليصنع منه نجماً في غضون ثلاثة أعوام، أصبح خلالها واحدا من أهم لاعبي البريميرليج والمنتخب الإسباني الأول.

العذاب الذي ذاقه برشلونة، خلال عملية التفاوض مع آرسنال لاعادة فابريجاس لأحضان كتالونيا، جعله يفكر مئة مرة قبل أن يفرط في أي موهبة من مواهبه اليافعة، خوفاً من تكرار سيناريو القصير المكير صاحب التمريرات القاتلة لدفاعات الخصوم والمهارة العالية في التصويب بعيد المدى والاختراق بانسيابية من عمق أي دفاع، مهما كانت صلادته.

فابريجاس صاحب الـ26 عاماً انضم لأكاديمية آرسنال يوم 11 سبتمبر 2003 بعقد رسمي، وتأخرت فرصة حصوله على فرصة للعب مع الفريق الأول لتواجد الثنائي باتريك فييرا وجيلبرتو سيلفا، لكنه استطاع اللعب ببطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية ضد روثرهام نهاية أكتوبر بنفس عام انضمامه للفريق، وكان وقتها أصغر لاعب يشارك مع الفريق الأول في تاريخ آرسنال حيث كان عمره 16 عاماً و177 يوماً.

لكن مع الأسف لم يحظ سيسك بشرف التتويج التاريخي بلقب البريميرليج عام 2004 لعدم مشاركته في المسابقة بشكل مستمر، وظل لا يشارك كأساسي مع آرسنال، حتى أخذ فرصته الكاملة أمام مانشستر يونايتد في بطولة درع الاتحاد الإنجليزية عام 2004، وبعد إصابة فييرا وسيلفا وإيدو حصل على المزيد من المشاركات كأساسي، ليثبت نفسه لفينجر في أقل من سنة بعد مجيئه من كتالونيا.

مشوار فابريجاس مع آرسنال لم يكتب له النجاح الكامل، إذ خسر نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية مرتين أمام تشيلسي وبيرمنجهام وخسر أمام فريقه السابق "برشلونة" نهائي دوري الأبطال، مكتفياً بكأس الاتحاد الإنجليزي 2005، ليرحل في عام 2011 إلى برشلونة بمبلغ 35 مليون جنيه إسترليني بعد أطول مسلسل مفاوضات حدث في تاريخ سوق الانتقالات.


هل تعلم!
 بالمقارنة مع مدربي فرق بريميرليج، يتضح أن تشيلسي تعاقد مع 16 مدربًا منذ أكتوبر 1996 مختلفًا، وتضمنها ولايتان لجوزيه مورينيو وجوس هيدينك.

كان متوسط راتب لاعب الدوري الإنجليزي 130 ألف استرليني في 1996 في السنة، بعضهم الآن يتقاضى هذا الراتب أسبوعيًا، في حين أن المتوسط ارتفع إلى 2.438.275 جنيها استرلينيا.

لا يوجد مدرب من الـ19 الموجودين في الدوري الإنجليزي الموسم الحالي، كان مدربًا لأي فريق في أكتوبر 1996.

أليكس أيوبي جناح أرسنال، كان يبلغ من العمر خمسة أشهر وقت جلوس فينجر على دكة بدلاء المدفعجية.

من إجمالي 20 ناديًا موجودين الآن في الدوري الإنجليزي، نصفهم يلعب الآن في استادات مختلفة عن التي كانوا عليها في أكتوبر 1996.

عندما تولى فينجر مسؤولية أرسنال، كان مانشستر يونايتد يملك 10 ألقاب دوري إنجليزي مقابل 10 لأرسنال، الآن يونايتد جمع 20 لقبا مقابل 13 لأرسنال.

تشيلسي كان معه لقب وحيد للدوري الإنجليزي وقت تولي فينجر مسؤولية أرسنال، وفاز معهم الفرنسي بـ6 ألقاب، سيتي كان معه لقبان وبات بالموسم الحالي في جعبته خمسة ألقاب للدوري الإنجليزي.

عندما تولى فينجر مسؤولية أرسنال، لم تكن مصر صاحبة الريادة في كأس الأمم الإفريقية، فحتى عام 1996 كان الفراعنة قد حصدوا ثلاثة ألقاب أمم إفريقيا مقابل أربعة لغانا، الآن مصر تسيطر بسبعة ألقاب.

لم تكن فرنسا أو إسبانيا قد حصدتا لقب كأس عالم قبل تولي فينجر مسؤولية أرسنال، وقتها كانت البرازيل قد جمعت أربعة ألقاب مقابل ثلاثة لألمانيا ومثلها لإيطاليا.

لم يكن تيري هنري أسطورة أرسنال ومنتخب فرنسا، قد خاض مباراته الدولية الأولى بعد، التي خاضها في أكتوبر 1997 ضد جنوب إفريقيا وعمره يبلغ 20 عامًا.

تم نسخ الرابط