السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

تحرير سيناء والمُر الذي تجرعه الإسرائيليون

تحرير سيناء والمُر
تحرير سيناء والمُر الذي تجرعه الإسرائيليون
كتب - عيسى جاد الكريم

مراحل التحرير من نيران الحرب إلى مفاوضات السلام

قصة البترول الذي كانت تنهبه إسرائيل من سيناء ودموع التماسيح للجنود الإسرائيليين

أن تحتل أرض غيرك، وتنهب خيراته فأنت لص سارق، هكذا كان الاحتلال من الكيان الصهيوني لأرض سيناء، 6 سنوات من الاحتلال لسيناء تجرع خلالها الإسرائيليون الماء الحرام من منابع وآبار سيناء وسرقوا بترولها من آبار نفطها وداسوا بأقدامهم القذرة على أرضها الطاهرة واستمتعوا بهوائها وجمال شواطئها.

 6 سنوات منذ5 يونيو 1967 وحتى فتحت مصر أبواب الجحيم على جيش إسرائيل ومموليه وداعميه وحطمتهم في حرب أكتوبر 1973 المجيدة لتحقق نصرا كبيرا فتح باب استعادة كامل الأرض المصرية من رفح لطابا ومن العريش وبورسعيد حتى الطور وشرم الشيخ ورأس محمد، بعدما توغلت مصر واستطاع جيشها تطهير عمق 20 كيلو مترًا من سيناء.

 ولكن واصلت الولايات المتحدة دعم حليفتها إسرائيل حتى لا تسقط وتنهار وأنشأت جسرا جويا، حيث وصل ما تم تقديمه من أمريكا كدعم بالمعدات العسكرية والطبية والغذائية لإسرائيل، حتى تستطيع الصمود أمام مصر ما يزيد على 27 ألف طن في أقل من عشر أيام من بداية اندلاع المعركة.

 وكشفت أمريكا بشكل سافر أنها هي من تحارب مصر وتواجهها في سيناء، ولذلك كان من الطبيعي أن تطلب التفاوض وأن تكون اللاعب الرئيسى في التفاوض.

 ونجحت أمريكا وقتها في إقناع الرئيس السادات بالموافقة على وقف إطلاق النار، وكان الرئيس السادات يرى أن في ذلك فرصة لالتقاط الأنفاس وترتيب الأوراق خاصة بعد حادث الثغرة وبعد مفاوضات بين الجانبين عرفت بمفاوضات الكيلو 101 تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار وفض الاشتباك في 6 نوفمبر 1973 توقفت أصوات المدافع، وخمدت حتى حين أصوات الرشاشات وتبادل الأطراف الأسرى وحتى لا تشتعل الأوضاع أكثر وتعود مرة أخرى للاشتعال،

جاء هنري كيسنجر للقاء السادات بالقاهرة في 12 ديسمبر 1973 وخرج كيسنجر بعدها بما يقرب من شهر ليقول، إن السادات وافق على فض الاشتباك وتثبيت وقف إطلاق النار وفى 18 يناير 1974 تم التوقيع على ذلك بين مصر وجيش الاحتلال الإسرائيلي.

وبدأت مرحلة جديدة من تحرير أرض سيناء وقتها بعد أن سيطرت مصر على ممر قناة السويس الملاحي، الذي كانت الملاحة العالمية قد توقفت فيه نتيجة الحرب، ففرح العالم لنصر مصر، لأنها قررت إعادة فتح شريان الحياة التجاري للعالم الذي يربط بين الشرق والغرب في احتفالية كبرى في يونيو 1975، الإسرائيليون الذين باتوا يوقنون أن مصر لن تتنازل عن شبر من أرضها أخذوا يستغلون الوقت في سرقة من تقع عليه أيديهم من كنوز سيناء وخيراتها نهبوا بترول سيناء من حقل "علما" الذي سمى على اسم أحد أبناء مهندس إسرائيلي، طور حقول البترول في سيناء المحتلة " وحقل أبورديس، والأخير عاد لمصر بعد توقيع اتفاق قرار الاشتباك الثاني في سبتمبر 1975 وشفطوا منه قد استطاعتهم وخزنوه في مخازن أشدود.

زار الرئيس السادات إسرائيل وألقي خطابه التاريخي في الكنيست الإسرائيلي في 9 نوفمبر 1977 وأكد على اختيار مصر للسلام، وضع الإسرائيليين في مأزق آخر لن يستطيعوا التراجع عن السلام

وبعد كلمة السادات وتمهيدًا للمفاوضات النهائية عقد مؤتمر منتجع كامب ديفيد للمفاوضات التمهيدية لما قبل التوقيع النهائي على اتفاقية تنهى الخلافات العالقة خلال الفترة من 4 إلى 17 سبتمبر 1978 بهدف الوصول إلى حلول نهائية للقضايا العالقة بين مصر وإسرائيل.

وحينها ترأس الوفد المصري الرئيس محمد أنور السادات ورافقه في المباحثات حسن التهامي "نائب رئيس الوزراء"، محمد إبراهيم كامل "وزير الخارجية"، بطرس غالي "وزير الدولة للشؤون الخارجية"، أسامة الباز، نبيل العربي "المستشار القانوني لوزارة الخارجية"، عبد الرؤوف الريدي، والسفراء أحمد ماهر، أحمد أبوالغيط ضمن الوفد المصري.

 وترأس الوفد الإسرائيلي وقتها رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن، وضم الوفد ضمن أعضائه موشيه ديان "وزير الخارجية"، عيزر وايزمان "وزير الدفاع"، أهارون باراك "المستشار القانوني".

وقاد الرئيس الأمريكي جيمي كارتر الواسطة وشاركه وفد الواسطة الأمريكي زبغنيو بريجينسكي "مستشار الأمن القومي"، سايرس فانس "وزير الخارجية"، وليام كوانت. في نهاية المفاوضات وقع السادات وبيجن على اتفاقية كامب ديفيد في مساء يوم 17 سبتمبر 1978 داخل البيت الأبيض، والتي نصت على الانسحاب الإسرائيلي الشامل من سيناء وممارسة مصر سيادتها كاملة على سيناء، وضمان حرية ملاحة السفن الإسرائيلية في المضايق وخليج السويس وقناة السويس، الاستخدام المدني للمطارات التي شيدتها إسرائيل في سيناء وبعدها في 36 مارس 1979 تم توقيع الاتفاقية النهائية للسلام برعاية أمريكية وعدت مصر وإسرائيل بتقديم معونات سنوية لإنجازهم اتفاق السلام لإنهاء حالة الحرب وفى 9 أبريل 1979 وافق البرلمان المصري على الاتفاقية.

وبعد عامين من خطاب السادات في الكنيست، وعام تقريبًا من توقيع اتفاقية كامب ديفيد، حصلت مصر على مدينة الطور أغنى مناطق سيناء، كانت إسرائيل تأخذ 20 الف برميل بترول من حقل "علما" الذي تغير اسمه إلى حقل شعب على، كان الإسرائيليون يبكون، عندما يقوم رئيس اللجنة العسكرية المصرية العميد صفى الدين أبو شناق الذي كان يخوض المفاوضات العسكرية مع الإسرائيليين برفع العلم المصري على الأراضي المصرية، ووفقًا لجدول الانسحابات المقرر وبكت مجندة إسرائيلية وفي عيونها دموع التماسيح وارتمت في أحضان زميلها، عندما رفعت مصر علم النصر على ساحة مطار الطور في ديسمبر 1979 وصورت عدسات الصحافة المصرية والعالمية وقتها هذه اللحظة للمجرمة الإسرائيلية تبكى على الكنز الذي كانت تريد أن تستمر في نهبه مع بقية اللصوص.

أدت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل إلى انسحاب إسرائيلي كامل من سيناء، وعودة السيادة المصرية على كامل ترابها طبقًا لجدول زمني للانسحاب على مراحل من سيناء على النحو التالي: في 26 مايو 1979 رفع العلم المصري على مدينة العريش وانسحبت إسرائيل من خط العريش رأس محمد. في 26 يوليو 1979 انسحبت إسرائيل من مساحة 6 آلاف كم² من أبوزنيمة حتى أبوخربة.

 في 19 نوفمبر 1979 تم تسليم وثيقة تولي محافظة جنوب سيناء سلطاتها من القوات المسلحة المصرية.

في 19 نوفمبر 1979 انسحبت إسرائيل من منطقة سانت كاترين ووادي الطور، واعتبر ذلك اليوم هو العيد القومي لمحافظة جنوب سيناء.

 في 25‏ أبريل‏ 1982 خلال عهد الرئيس محمد حسني مبارك رُفع العلم المصري على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء أعلن هذا اليوم ليكون عيدًا قوميًا لمصر وذكرى يحتفل فيه المصريون بتحرير كل شبر من سيناء من الإسرائيليين، الذين تجرعوا مرارة الهزيمة والانسحاب من أرض مصر التي كان ينهبوها وتجرعه مرة أخرى، عندما فازت مصر في التحكيم بالحصول على طابا بعد أن تم اللجوء للتحكيم في 29 سبتمبر 1988 تم الإعلان عن حكم هيئة التحكيم في جنيف بسويسرا للفصل في النزاع حول أحقية مصر في طابا، وجاء الحكم في صالح مصر، مؤكدًا أن طابا مصرية، وفي 19 مارس 1989 كان الاحتفال التاريخي ورفع رئيس مصر وقتها محمد حسنى مبارك علم مصر، معلنًا السيادة على طابا وإثبات حق مصر في أرضها.

عادت لمصر سيادتها على أرضها وحررتها بالنار والدم والتفاوض وبعد 36 سنة من التحرير حان وقت جنى الثمار واستثمار الثروات لتهب رياح التنمية على أبناء الوطن وتحقق لهم الرفاهية والرخاء الذي دفع فيه أبناؤنا وجنودنا وما زالوا يدفعونه أرواحهم ودماءهم ليحافظوا لنا على هذه الأرض.

 

 

تم نسخ الرابط