سيناء معركة لم تنته.. شهيد أكتوبر كان ابن موت من صغره
الإسماعيلية - شهيرة ونيس
على نهج حياة وأحداث البطل "رأفت الهجان"، كان الشهيد إسماعيل محمد حسين مواليد عام 1948 بمحافظة الإسماعيلية يستيقظ من نومه مفزوعًا، فتهرول والدته السيدة نبوية حسين الغريب متجهة إلى غرفته لتطمئن على نجلها الذي تدوي صرخاته في أرجاء المنزل في ساعات متأخرة من جوف الليل، متسائلة: ماذا أصابك يا ابني ما الذي رأيته في المنام حتى تستيقظ مفزوعًا هكذا.. حلمت؟!
إذ به يجاوبها بالصمت والتدقيق في حائط الغرفة عازفًا عن الحديث أو التفوه عن ما يراه يوميًا في نومه، وتقول الحاجة نبوية: يبدو أن الشهيد كان يقوم بأداء بعض التدريبات السرية الخاصة بحرب أكتوبر عام 1973، وظلت تطارده أثناء نومه، فبالرغم من صغر سنه الذي لم تتعد الـ24 ربيعًا إلا أنه كان مشهودًا له بالأمانة والإخلاص في كل شيء أو مهمة تخول إليه.
وتقول والدة الشهيد: ظل ابني مداومًا على الاتصال بي واطمئناني على أحواله داخل سلاح المظلات بالجيش المصري، حتى أغسطس عام 1973 أي قبيل حرب أكتوبر بــ 60 يومًا على التوالي، هنا تيقنت بأن هناك خطرًا يلاحق ابني، وأننا بالفعل في حالة حرب، ولم أر نجلي بعد ذلك إلى الأبد.
وهو ما حدث بالفعل، حيث استشهد في أول ضربة للعدو الإسرائيلي على القوات المصرية في محافظة السويس، إذ نفاجأ باتصال من قيادات الجيش المصري يخبرنا باستشهاد نجلي، وواجب علينا التوجه في الحال للتعرف على جثة الشهيد.
على الفور ذهبنا إلى مدافن الشهداء بمحافظة الإسماعيلية، وكان المشهد مهيبًا لم أنس حينما قاموا بالكشف عن وجه ولدي قبل دفنه، كان موقفًا صعبًا عليّ ولكن أمر الله قد نفذ.
كان الشهيد إسماعيل قد تقدم لخطبة إحدى الفتيات إلا أن قراره بفسخ الخطبة كان بمجرد التحاقه بقوات الجيش المصري، حتى لا يتعرض لتحمل ظلم فتاة لا يعرف هل يستطيع الزواج منها أم أنه ستوافيه المنية قبل الارتباط بها.
وتختتم الحاجة نبوية حسين الغريب، والدة الشهيد إسماعيل محمد حسين حديثها لـ"بوابة روزاليوسف" قائلة: أطلق الجميع على ابني منذ صغره "ابن موت"، حيث إنه كان يتمتع بجمال وحسن الخلق والخليقة، وحينما التحق بالجيش أيقنت تحقيق هذه العبارة إن آجلًا أم عاجلًا.



