سيناء معركة لم تنته.. قائد الكتيبة 351 قضى على شيخ التكفيريين فرصدوا 10 ملايين جنيه لاغتياله

كتب - مصطفي عرفة

والدته: ابني كان يرفض دعوتي "ربنا يرجعك بالسلامة" ويقول لي ادعيلي بالشهادة

شقيقته: آخر رسالة كتبها الشهيد لوالدته "إذا مت ما تحزنيش فأنا شهيد في سبيل الله وعملي كله لله"

جندي للشهداء في صلاة الفجر: وشكم منور.. فرد: يسمع منك ربنا ونرزق بالشهادة

في تماسك وإيمان بالله وتفاخر بفلذة كبدها الذي استشهد في تفجير دبابة بعد إنجاز واحدة من أعظم عمليات القضاء على الإرهاب في سيناء، قالت والدة الشهيد عقيد يحيى محمد حسن، ابن قرية معصرة نعسان، مركز إهناسيا بني سويف، قائد عمليات جبل الحلال: ابني كان يرفض دعوتي ربنا يرجعك بالسلامة، ويقول لي: ادعيلي بالشهادة، ولما أقول "بعد الشر" يقول هي الشهادة شر؟ كفاية هكون حي عند ربنا، واليومين اللي كان بينزل فيهم إجازة كان بيغفل وبيلبس الزي العسكري، ويقول إمتى الاجازة تخلص عايز أرجع بسرعة.. خايف على أولادي الضباط والجنود في الكتيبة.

 

 

وتابعت الأم: يحيى كان مخبى عليا إنه في سيناء، وكان دائما يقول إنه في محافظة السويس بعيد عن الإرهاب خوفا على صحتي لأنني مريضة بالسكر والضغط.

وقالت الأم: قبل استشهاده بيوم واحد "يا حبيبي" تلقيت اتصالا تليفونيا من ابنى يحيى اخبرني بأنه اشترى لي هدية عيد الأم، إلا أنها فوجئت بابنتها الدكتورة فاطمة نائب، رئيس جامعة بني سويف، تخبرها بإصابته، فقلت لها لا يحيى استشهد وأنا احتسبته عند ربنا من الشهداء الأبرار.

وتضيف والدة الشهيد: لما ابني استشهد قيادات الجيش وكبار عائلات سيناء زاروني في بيتي لتقديم واجب العزاء، وحكوا عن بطولاته، وعرفت انه كل يوم كان بيقتل الإرهابيين مما أشعرني بالفخر.. وطالبت والدة الشهيد الرئيس السيسي بأن تلتقي به، مشيرة إلى أنها ليس لديها أي مطالب من الرئيس سوى أن تجلس معه.

 

 

وكشفت الدكتورة فاطمة حسن، نائب رئيس جامعة بني سويف، شقيقة الشهيد أن شقيقها تمكن من القضاء على "محمد محارب" الملقب بأبو منير والمعروف لدى الجهات الأمنية باسم (شيخ التكفيريين)، فالتكفيريون وضعوه على قوائم الاغتيال ورصدوا 10 ملايين جنيه لاغتياله، وقالت لن أنسى آخر لقاء مع الشهيد يحيى كان لقاء وداع، لأنه قال لي خلي بالك من أمك وولادي، واحتضن والدتي وقبل يدها ورأسها وطلب منها أن تكون راضية عنه وأن تدعو له، وترك لها مبلغا من المال، لأنه كان يكفل أيتاما وطلب منها أن توصلهم لهم وأن تودهم وأن تكفلهم هي إذا حدث له مكروه، فبكت والدته وقال لها أنا ذاهب في مأمورية مهمة، فقالت له أنت رايح سيناء يا ابني؟ فرد عليها قائلاً: لا يا أمي المأمورية في السويس، والنبي خلي بالك من أولادي وزوجتي، واحتضنها، فقالت لي أمي "مش هشوف يحيى تاني" وبعد وفاته وجدنا رسالة لوالدته على هاتفه، إذا مت ما تحزنيش، فأنا شهيد في سبيل الله وعملي كله لله.

روت المستشارة رشا حسن، شقيقة الشهيد، ـنها كانت مبهورة ومذهولة والضباط والجنود بيحكوا عن بطولات يحيى بعدما قام بتصفية 37 من العناصر الإرهابية والمداهمات التي شارك فيها ونجاحه في ضبط إرهابيين بحوزتهم سيارات دفع رباعي.

شقيقته الدكتورة جيهان تحكى: أحد الجنود قابل الشهيد وأفراد المأمورية في صلاة الفجر قبل استشهادهم بساعات قال لهم: وشكم منور بطريقة غريبة، فرد عليه: يسمع منك ربنا ونرزق بالشهادة.

بثبات العمالقة تحدث الطفل حسن يحيى حسن 10 سنوات: أنا ابن البطل، بمشي في الشارع وأنا رافع راسي وأصبحت معروفا بابن الشهيد، أنا بذاكر ليل ونهار مش بفكر غير في حاجة واحدة فقط بفكر إزاي أطلع ضابط في سيناء وأبحث عن الاستشهاد في سبيل الوطن.

 

 

الدولة كرمت الشهيد بإطلاق اسمه على مدرسة "معصرة نعسان الابتدائية" وتم تكريمه بكلية القيادة والأركان التي درس فيها وحصل على رسالة الدكتوراه منها، كما تم تكريمه من قبل القيادات التنفيذية بالمحافظة وقامت القوات المسلحة بصرف كل مستحقاته المالية لأسرته وقامت جمعية المحاربين القدامى بتكريم والدته وأبنائه الأربعة داخل مدرستهم، وألحق الجيش والدة الشهيد أيضا ببعثة الحج العام الماضي.