الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"المنصورة الجديدة".. حلم يراود الدقهلاوية من أيام "عبد الناصر" وينفذه "السيسي"

المنصورة الجديدة..
"المنصورة الجديدة".. حلم يراود الدقهلاوية من أيام "عبد الناص
الدقهلية - مي الكناني

​60 مليار جنيه حجم استثمارات عقارية في المدينة

على قدم وساق، تواصل شركات المقاولات المنفذة لمدينة المنصورة الجديدة، العمل، لإنهاء المرحلة الأولى قبل موعدها، والفوز بأعمال جديدة خلال المراحل المقبلة.

وتعتبر المنصورة الجديدة حلمًا لأبناء محافظة الدقهلية، بدأ في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتم وضع حجر أساس لإنشائها على مساحة 20 فدانًا، لكن المشروع توقف ولم يبدأ، حتى أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي القرار رقم 378 لسنة 2017، بتخصيص مساحة 5 آلاف و46 فدانا و104 أمتار تقريبًا من أراضي الدولة لإنشائها، وتبعيتها لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.

 وفي 22 أغسطس الماضي، وضع الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الإسكان والمرافق، والدكتور أحمد الشعراوي، محافظ الدقهلية، حجر أساس المدينة الجديدة، باستثمارات تقدر بحوالي 60 مليار جنيه.

وتبتعد المنصورة الجديدة عن القديمة حوالي 55 كيلومترا، وتقع على ساحل البحر المتوسط، ويحدها من الغرب مدينة بلطيم التابعة لمحافظة كفر الشيخ، ومن الشرق مدينة جمصة، وتطل على الطريق الدولي الساحلي.

"بوابة روزاليوسف"، رصدت حجم الأعمال والإنجازات التي تمت في الموقع على مدار 9 أشهر منذ وضع حجر الأساس، والتي تدل على حالة التعاون والحماس بين جميع المنفذين، فالكل يتسابق لإخراج مدينة جديدة على شاطئ البحر المتوسط، ترى النور لأول مرة.

في كل موقع تم وضع كرافانات للمهندسين المشرفين، لمتابعة العمل أولًا بأول، الجميع لا يكل ولا يمل، بل يحمسون بعضهم لإنهاء الأعمال في أقرب وقت، العامل قبل المهندس، وبات مجهودهم يظهر يومًا تلو الآخر، وظهرت معالم المدينة الجديدة على الطريق وسط الصحراء.

 

 

 

 

4 مراحل للإنشاء.. ونسبة التنفيذ وصلت 35% بالمرحلة الأولى

 

المهندس محمد رجب، رئيس جهاز تعمير مدينة دمياط الجديدة، يقول: إن مساحة المدينة كاملة حوالي 6 آلاف و300 فدان، وتم تقسيم العمل بها لـ4 مراحل، بدأ العمل في المرحلة الأول فور وضع حجر الأساس، على مساحة 2063 فدانًا، ووصلت نسبة الإنجاز لـ35%.

وأضاف رجب أن المرحلة الأولى مخصصة للوحدات السكنية فقط، ويتم خلالها إنشاء 3 أنواع مساكن "سكن مصر، ودار مصر" ويمثلان السكن الاجتماعي والمتوسط، بجانب الفيلات.

 

 

 

الإسكان الاجتماعي.. استهداف إنشاء 196 عمارة بسكن مصر

 

وأوضح أن سكن مصر يستهدف إنشاء 196 عمارة، بإجمالي 4 آلاف و704 وحدات سكنية على مساحة 115 مترًا، ووصلت نسبة التنفيذ به لـ50%، وبعض العمارات لـ70% أما دار مصر فيستهدف إنشاء 468 عمارة بإجمالي 11 ألفًا و232 وحدة سكنية، ووصلت نسبة التنفيذ لـ10%، فيما وصلت بعض العمارات لهيكل الطابقين الثالث والرابع علوي.

وأشار إلى أنه تم البدء في حفر وصب خرسانة لـ625 فيللا، من إجمالي 1179 مستهدف إنشاؤه، بجانب العمل في إنشاء الطرق لبدء منظومة المرافق قريبًا، مشيرًا إلى أنه جار العمل في تمهيد الكورنيش بطول 80 مترا، ووصلت نسبة التنفيذ لـ20% منه.

وأوضح رئيس جهاز تعمير دمياط الجديدة، أن حوالي 25 شركة مقاولات وجمعية تسارع الوقت لإنهاء جميع أعمال المرحلة الأولى، والمقرر انتهاؤها خلال عامين، لتبدأ المرحلة الثانية.

ولفت إلى أن عدد السكان المستهدف للمدينة كاملة حوالي 680 ألف نسمة، والمرحلة الأولى فقط حوالي 130 ألف نسمة، موضحًا أنها ستكون على طراز عالمي وستضم مولًا تجاريًا، ومحال تجارية، ومساجد، وكنيسة، وستخصص مدرسة وحضانة لكل منطقة، ويجاورها جامعة المنصورة التي سيتم العمل بها على مساحة 70 فدانًا، ومحطة الطاقة الشمسية.

 

 

 

الشائعات تطارد المشروع ولكل زمن مغرض​ون

 

 

وتابع أن هناك تصميمات تجرى حاليًا لإنشاء محطة تحلية للمياه، وأخرى للكهرباء، للبدء فيهما قريبًا، منتقدا انتشار شائعات كثيرة تثار حول المدينة الجديدة، يطلقها بعض المتشائمين، منها بيع أجزاء من الأرض لأصحاب النفوذ، وتخصيص الوحدات قبل تشطيبها للمسؤولين، فيما يتساءل البعض عن أسباب عدم الإعلان عن الأسعار وطرق السداد.

أما الدكتور أحمد الشعراوي، محافظ الدقهلية، فيؤكد أنه كان مقررًا طرح كراسة الشروط للمرحلة الأولى في إبريل الماضي، لكن نظرًا لعدم انتهاء أعمال البنية التحتية، تم تأجيل الموعد الذي قد يعلن بعد شهر رمضان المقبل.

وشدد المحافظ على أن مدينة المنصورة الجديدة ستكون جميعها مباني، مؤكدًا أنه لم ولن يتم بيع أي قطع أرض فضاء منها مثلما يشاع، مطمئنًا أهالي المحافظة قائلا "اطمئنوا كلها مباني مفيش أراضي، ومفيش حاجة اتباعت، والأولوية هتبقى ليكم أنتم".

وقال الشعراوي إن سكن مصر والإسكان الاجتماعي سيخصصان لأهالي الدقهلية فقط، أما الاستثماري والمتميز والفاخر فسيكون لجميع المواطنين من داخل وخارج المحافظة، وذلك بهدف استرداد قيمة المشروع.

كما أشار محافظ الدقهلية إلى أن تخصيص الإسكان الاجتماعي والمتوسط لأهالي المحافظة، جاء في إطار الحرص على تقديم الدعم للمواطنين، ومنحهم حقهم في أرض خصصت لهم، لافتًا إلى أن المنصورة الجديدة تختلف عن محافظة القاهرة، التي تعتبر جاذبة للجميع، أما المنصورة فيتوقع أن تجذب فقط المواطنين من محافظات الجوار مثل دمياط وكفر الشيخ.

ولفت الشعراوي إلى أنه حتى الآن لم يتم تحديد قيمة الوحدة بشكل نهائي، وسيكون السداد مثل الإسكان العادي، بدفع جزء من القيمة الإجمالية كمقدم، ثم تقسيط باقي المبلغ، وعند الاستقرار على الخطوط العريضة النهائية، سيتم الإعلان عنها فورًا.

 

 

 

القطار المكهرب يربط المدينة الجديدة بالقديمة

 

وتابع أن المدينة الجديدة ستحل أزمة سكانية تعاني منها الدقهلية، إذ تبلغ الكثافة السكانية 6 ملايين و610 آلاف و123 نسمة، وستجذب كل من يرغب في تأسيس منزل جديد، بعيدًا عن زحام المنصورة.

وكشف الشعراوي أن مدنية المنصورة الجديدة سيتم ربطها بالمدينة القديمة من خلال قطار مكهرب تقوم بتنفيذه شركات فرنسية، ويجرى حاليا إعداد دراسات الجدوى والتصميمات اللازمة للتنفيذ، لافتا إلى أن المدينة ستكون كاملة شاملة كافة الخدمات والمرافق.

بينما المهندس طارق حسن، أحد المهندسين المشرفين على سكن مصر، يقول إن العمارة تتكون من 6 طوابق "أرضي و5 علوي"، بكل طابق 4 وحدات سكنية، تضم صالة و3 غرف، ومطبخًا، ودورة مياه، وتم تشطيب جميع الوحدات على مستوى عالٍ.

ونبه إلى أن العمل مستمر بالموقع على مدار 24 ساعة بنظام الدوريات، بهدف إنجاز إنشاءات المرحلة الأولى قبل الموعد المحدد، مؤكدًا أن الجميع يعمل بحماس لإخراج عمارات بجودة عالية.

ويكمل المهندس شريف ربيع، مهندس استشاري المشروع: الفارق بين مشروعي سكن مصر ودار مصر في التشطيب، إذ إن الثاني أكبر في المساحة، وتم تشطيبه بنظام "سوبر لوكس"، وتحتوي العمارة على أسانسير، مؤكدا أن المشروع فتح أبواب رزق لبيوت كثيرة، ووفر فرص عمل في كافة المجالات، كما يعتبر نقلة ستطور محافظات الدلتا، نظرًا لوجود كافة أنواع السكن وأماكن الترفيه بها.

ويلفت أحمد عبد الله، أحد العمال المشاركين في البناء، إلى أنه يتم استخدام أفضل الخامات، وإجراء اختبار لها قبل استخدامها، واعتمادها من المسؤولين، معتبرًا أن المدينة فتحت أبواب رزق لكثير من عمال اليومية، الذين يقضون حوالي 15 يومًا عمل متواصل بالموقع، ثم يحصلون على إجازة، مشيرا إلى أن ظروف العمل في الموقع صعبة، نظرًا لوقوعه وسط الصحراء وعلى طريق سريع، لكن لقمة العيش تدفعهم للتحمل والعمل بجهد.

 

 

تم نسخ الرابط