"بوابة روزاليوسف" ترصد بالصور مراحل صناعة فانوس رمضان
الغربية- محمد عوف
مع حلول شهر رمضان المبارك يحرص الكثير من المواطنين على استقبال الشهر الكريم بتعليق الزينة والفوانيس تلك العادة القديمة التي لم يمحها الزمن رغم التطور التكنولوجى ودخول الفوانيس الصينى لمصر.
"بوابة روزاليوسف" رصدت تاريخ صناعة الفانوس ومراحله من داخل احدى أقدم ورش صناعة الفوانيس من خلال هذا التقرير حيث يعد الفانوس عادة مصرية قديمة ارتبط بشهر رمضان المبارك فهو أحد المظاهر الشعبية الأصيلة في مصر وهو أيضا واحد من الفنون الفلكلورية الّتي مازالت تحتفظ بقيمتها رغم مرور مئات السنين وكلمة الفانوس هي كلمة اغريقية تعنى وسيلة الإضاءة وسواء كنت كبيرًا أو صغيرًا فلن تكتمل فرحتك إلا بالفانوس.
يقول طارق عبد العظيم الشهير بطارق فانوس أحد أقدم صانعى الفوانيس بمدينة طنطا إنه ورث تلك المهنة عن أبيه وعمل على تطويرها ليواكب العصر مع الاحتفاظ بالشكل الاساسى المعروف والذي يستحسنه الكثير من المواطنين مشيرًا إلى أنه لم يظهر الفانوس بشكله الحالي إلا منذ 100 عام أو يزيد قليلًا مع بعض الاختلافات البسيطة وظلت صناعة الفانوس تتطور عبر الأزمان حتى ظهر الفانوس الكهربائي الذي يعتمد في إضاءته على البطارية واللمبة بدلا من الشمعة.
وأضاف طارق فانوس أن صناعة الفوانيس ليست صناعة موسمية ولكنها مستمرة طوال العام حيث يتفنن صناعها في ابتكار أشكال ونماذج مختلفة وتخزينها ليتم عرضها للبيع في رمضان الذي يعد موسم رواج هذه الصناعة وتمر صناعة الفانوس بعدة مراحل حتى تصل لشكلها النهائى بداية من تقطيع الصفيح لأشكال وزوايا وأضلاع متناسقة الأطوال والأحجام وفق كل طول من أطوال الفانوس وتجميع ولحام الهيكل المصنع من رقائق المعادن والصفيح حتى تقفيله بالزجاج والتلوين وتزيين الفانوس حسب حجمه بواسطة أدوات بسيطة للتصنيع حيث أن هناك أحجام مختلفة تتناسب مع رغبة كل مواطن.
ويشير رمضان فانوس أحد العاملين في المهنة إلى أن صناعة الفانوس تطورت عبر الأزمان حتى ظهر الفانوس الكهربائى الذي يعتمد في إضاءته على البطارية واللمبة بدلا من الشمعة ولم يقف التطور عند هذا الحد بل غزت الصين مصر ودول العالم الإسلامي بصناعة الفانوس الصينى الذي يضيء ويتكلم ويتحرك بل تحول الأمر إلى ظهور أشكال أخرى غير الفانوس ولكن لا تباع إلا في رمضان تحت اسم الفانوس إلا أن هذه الأشكال لم تقض على الفانوس أبو شمعة كما يسميه الغالبية من المواطنين وهو الأصل نظرًا لارتباطه بذكريات لدى الكثير من المواطنين كما أن سعره أقل من الصيني ويستطيع المواطن البسيط أن يشترى هذا الفانوس بسعر يتناسب مع ظروفه المادية حيث ان سعره يتراوح ما بين 20 جنيها و300 جنيه حسب حجمه وطريقة تقفيله.
ومع حلول شهر رمضان المبارك تشهد الأسواق والمحلات التجارية رواجًا في حركة بيع الفوانيس بكافة انواعها واشكالها كما تتزين المنازل بتعليق الزينة والفوانيس ابتهاجًا بحلول الشهر الكريم.
وعن أصل حكاية الفانوس يقول الأثرى مدحت مبروك مدير عام الآثار الإسلامية والدينية بوسط الدلتا أن أول ظهور له مع دخول المعز لدين الله الفاطمي القاهرة ليلًا إذ أمر القائد جوهر الصقلي فاتح القاهرة بأن يخرج الناس لاستقبال الخليفة وهم يحملون الشموع لإنارة الطريق أمامه.
كما كان الفانوس قديما يستخدم في الإضاءة ليلًا للذهاب إلى المساجد وزيارة الأصدقاء والأقارب ورغم مرور مئات السنين يظل الفانوس رمزًا خاصًا بشهر رمضان خاصةً في مصر والذي يعد موسمًا لرواج تلك الصناعة العريقة وهكذا تظل الفوانيس تضئ الشوارع حتى آخر شهر رمضان لتصبح عادة يلتزم بها الجميع كل سنة ويتحول الفانوس رمزا للفرحة وتقليدا محببًا في شهر رمضان.



