100 عام في مدارس الأحد
كتب - كلوج ماهر
تحتفل الكنيسة المصرية القبطية الارثوذكسية بمرور 100 عام على انشاء "مدارس الأحد " التى أسسها الأرشيدياكون "رئيس الشمامسة" حبيب جرجس .
مصطلح مدارس الأحد يعنى فصول مُقسَّمة بالمراحل الدراسية للأطفال بدءًا من سن الحضانة والمرحلة الابتدائية، ثم الفتيان في المرحلة الإعدادية والمرحلة الثانوية ثم يتحول الأمر إلى اجتماعات، وفيها ينتقل الشباب في مرحلة الجامعة وما بعدها إلى اجتماعات مثل اجتماع الشباب - اجتماع الشابات - اجتماع الأسرة - اجتماع المتزوجين حديثًا - والمقبلين على الزواج - اجتماع الرجال - اجتماع السيدات .
ويكون هناك خدام أو أستاذ "بالقبطية باسون pacwn" يقومون بالتدريس للمخدومين، وللإناث يخدمهم خادمات "بالقبطية تاسوني tacwni"، وخادم كبير مسئول عن كل مرحلة دراسية يُطلق عليه "أمين الخدمة" أو "أمينة الخدمة".

حكاية نشاة مدراس الأحد
في بدابة القرن العشرين كانت المدارس تعاني فقرا في مدرسي مادة الدين المسيحي التى يدرسها الطلاب فى المدارس
بعدما تم إقرارها كمادة تعليمية عام 1908، ، فابتكر الارشيدياكون "رئيس الشمامسة" حبيب جرجس فكرة مدارس الأحد وأسسها عام 1918.

الأرشيدياكون حبيب
وُلِدَ الحبيب جرجس سنة 1876م في بلدة ”أولاد إلياس، مركز صدفا، محافظة أسيوط“
وصار أشهر واعظ في جيله بعد القمص فيلوثيؤس إبراهيم، وكان في وَعْظه جهوري الصوت، قويًّا، غزير المعلومات، يؤثِّر في سامعيه.
وكان أول طالب التحق بالإكليريكية الحديثة سنة 1893، ولم يكن بها مدرس للدين ، فبدأ يدرس لزملائه وهو طالب.
وتخرج ليتولى التدريس في الإكليريكية وكان يقوم بتدريس اللاهوت والوعظ، ويضع الكتب الروحية.
ووضع الحبيب كتاب "أسرار الكنيسة السبعة"، و "الصخرة الأرثوذكسية"، و"مارمرقس الرسول" وأخذ في اعداد مدرسين للدين.
وكان مبنى الاكليريكية وقتذاك لا يصلح. فشعر حبيب جرجس أنها مسئوليته أن يبنىها ، بدأ يدعو لهذا الأمر، ويطوف البلاد يجمع تبرعات، حتى اشترى أرض مهمشة الواسعة وبنى مبنى الدراسة، ومبنى الداخلية، ومبنى معهد العرفاء، واسس المكتبة، وبنى كنيسة العذراء التي كانت كنيسة لطلبة الاكليريكية في أيامه.
الأرشيدياكون حبيب جرجس في صورة تذكارية مع زملائه خريجي الكلية الإكليريكية
لم تكن هناك في تلك الأيام مدارس للتربية الكنسية، فشعر حبيب أنها مسئوليته أن يهتم بإنشاء مدارس الأحد، شجع الكثيرين على المساهمة في هذا المجال .
أخذ التعليم الدينى يشق طريقه إلى الأطفال وإلى القرى، وصار هناك آلاف من المدرسين، وكان حبيب جرجس هو نائب رئيس اللجنة العليا لمدارس الأحد أما رئيساً في أيامه فكان قداسة البابا يؤنس التاسع عشر.
ولم تكن هناك مناهج لتعليم الدين في المدارس فكانت مسئوليته الخاصة أن يضع كتباً منهجية لكل مراحل التعليم ، فوضع لذلك سلسلتين أحداهما "المبادئ المسيحية" والثانية "الكنز الأنفس".
وأصدر مجلة "الكرمة" التي استمرت 17 عاماً كمدرسة متنقلة من بيت إلى بيت، على مستوى رفيع، وهى أول مجلة قدمت ترجمة أقوال الآباء القديسين.
حفر الأرشدياكون أساساً ووضع حجرين لبنائين أحدهما هو الاكليريكية، والثاني هو مدارس الأحد،وجاهد حتى ارتفع البناءان.
جمع الأموال من مصادر كثيرة منها أنه أقنع عجوزا من جيرانه اسمها خرستا جرجس فأوقفت 6 أفدنه للاكليريكيه و 3 أفدنه للجمعية الخيرية ، كما قام بشراء اشترى نحو 365 فدانا بالمنيا للاكليريكيه وقام بشراء المنازل المحيطة بها حتى أصبحت المساحة 5399 مترا مربعا، وهكذا استطاع البابا كيرلس الخامس أن يبنى ويفتح الاكليريكيه يوم 29 / 11/ 1893 م
.jpg)
الأرشيدياكون حبيب جرجس في صورة تذكارية مع البابا كيرلس الخامس
4 أجزاء
أصدر مجلة الكرمة التي استمرت 17 عاماً و ألف ثلاثين كتابًا في شتى العلوم الدينية في الروحيات والعقيدة والتاريخ والإصلاح الكنسي، ,أصدر أيضًا كتبًا في الترانيم وفي الشعر
و أهمهما : كُتُب المبادئ المسيحية الأرثوذكسية - أسرار الكنيسة السبعة - الكنز الأنفس في التاريخ الأقـدس "4 أجزاء" - المدرسة الإكليريكية بين الماضي والحاضر - الصخرة الأرثـوذكسية - خلاصة الأصول الإيمانية "3 أجزاء"
وتوفي حبيب جرجس يوم 21 أغسطس 1951 بعد مسيرة عطاء ليتخرج من بين يديه جيل كامل من محبي العقيدة واللاهوت والكتاب المقدس، أبرزهم البابا شنودة الثالث.
وقد اعترف المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بقداسة حبيب جرجس في جلسته بتاريخ 20 يونيو 2013 م.



