السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

الحرس الثوري الإيراني يسيطر على الدولة.. والمتشددون يتهمون المعتدلين بالفشل

الحرس الثوري الإيراني
الحرس الثوري الإيراني يسيطر على الدولة.. والمتشددون يتهمون ا
كتب - مصطفى سيف

تتنوع أنشطة الحرس الثوري الإيراني- المُصنف كتنظيم إرهابي لدى بعض الدول الأوروبية- ما بين العسكري والاقتصادي، وهو ما يكشف بوضوح سيطرته على مقاليد الحكم في إيران.

بعد عامين من الثورة الإيرانية التي قامت على يد قيادات دينية إيرانية بهدف سيطرة الدين على كل شيء في حياة الإيرانيين، مثلما حاولت جماعة الإخوان أن تفرض على المصريين إلا أنَّ الشعب المصري أبي على الخضوع.

بعد الثورة؛ تركزت مهمة الحرس آنذاك في توطيد سلطة روح الله الخميني، وتصفية رجال النظام السابق ومعاقبتهم، بالتعاون مع المحاكم الثورية.

جاء تشكيل الحرس الثوري لأهدافٍ عديدة ولمهمّات كثيرة، تشمل الدولة برمتها، وهو لهذا يحظى بأهمية استثنائية لدى المرشد الأعلى الخميني الذي قال: "لو لم يكن حرس الثورة ما كانت الدولة، إني أوقر الحرس وأحبهم وعيني عليهم، فلقد حافظوا على البلاد وما زالوا، إنهم مرآة تجسد معاناة هذا الشعب وعزيمته في ساحة المعركة وتاريخ الثورة".

تضم قوات الحرس الثوري الإيراني 125 ألف عنصر، ويتكون من خمسة فيالق أو وحدات رئيسية، يرأسها مجتمعة حاليًا اللواء محمد على جعفري، ثلاثة من هذه الفيالق تعتبر تقليدية وقريبة من دور الجيش الإيراني وهي الفيالق البرية والبحرية والجوية؛ فمهامها تتداخل مع مهام قوات الجيش الإيراني الذي يتكون أيضا من هذه الأنواع الثلاثة الرئيسية، وهي موجودة في كل جيوش العالم.

ويتبع الحرس الثوري وبشكل مباشر مرشد الثورة الإيرانية، ففي البداية كان الخميني، وبعد وفاته أصبحت تبعيتهم لخليفته خامنئي، ولا يتبع الحرس مؤسسات الدولة الأخرى حتى مؤسسة الرئاسة.

وتكمن خطورة الحرس الثوري في أنه تنظيم عقائدي وأيديولوجي مؤمن بولاية الفقيه وتصدير الثورة وحمايتها حسبما وضعها الخميني، ويتم تدريبه وتعليمه بشكل خاص، ويختار المرشد شخصيًا قياداته.

أمَّا في السفارات؛ فيحتفظ الحرس الثوري بعناصر له في السفارات الإيرانية عبر العالم، إذ يُقال إن هذه العناصر هي التي تقوم بتنفيذ العمليات الاستخباراتية، وتقيم معسكرات التدريب.

وكان قد كشف سابقًا نائب رئيس لجنة السياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، السفير المنشق عادل الأسدي، أن عمل السفارات ذو طبيعة استخبارية أكثر من كونها دبلوماسية، وأن السفارات الإيرانية تخضع للاستخبارات، وأن دور السفير مهمش.

حظر الأسلحة على النظام الإيراني ساهم في أن يتحول الحرس الثوري إلى الاعتماد الذاتي على الصناعات العسكرية، من خلال التعاون مع روسيا والصين وكوريا الشمالية، خصوصًا أنّ إيران دخلت الحرب مع العراق بعد سنة من انطلاق الثورة.

من الممكن أن يتفهم البعض تسليح الحرس الثوري وزيادة معداته وتحديثها.. إلخ؛ إلا أنَّ الغريب في الأمر أن يكون له أنشطة استثمارية واقتصادية، حيث تمتلك مؤسسة الحرس الثوري أذرعًا فرعية متعددة الأشكال والوظائف والأغطية؛ منها الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والعسكرية والدبلوماسية والاجتماعية.

وتمكن الحرس الثوري من تطوير حقيبة اقتصادية ضخمة في الداخل الإيراني عبر ضباطه المتقاعدين، فكثير من قادة هذه القوات يتقاعدون في سن مبكّرة نسبيًا، نحو 50 عامًا، ثم ينضمّون إلى نخبة إيران السياسية والاقتصادية.

واليوم يسيطر القادة السابقون لقوات الحرس الثوري الإيراني على الصناعات الثقيلة، بما فيها صناعة البناء؛ ويخضع المدنيون الذين يُديرون هذه الصناعات لسلطة عناصر خدمت سابقًا في قوات الحرس الثوري الإيراني وتدين بالولاء له وللولي الفقيه.

وكان النشاط الاقتصادي للحرس الثوري في البداية محدودًا ومحصورًا في بعض مشروعات إعادة الإعمار بعد الحرب، ولكن شيئًا فشيئًا تحول الحرس الثوري إلى لاعب رئيسي في الاقتصاد الإيراني.

تم نسخ الرابط