السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

إحياء ذكرى الشهيد الذي طلب من قيادته ضرب موقعه بالمدفعية.."فيديو ..صور"

إحياء ذكرى الشهيد
إحياء ذكرى الشهيد الذي طلب من قيادته ضرب موقعه بالمدفعية.."ف
أسيوط- حسن فتحي

والدة الشهيد: أخفى عمله بسيناء وأقول لزملائه أوعوا تسيبوا حق الشهداء

شقيقه: زملاؤه حكوا لي بطولاته ولما يطلع مداهمة كأنه خارج رحلة

أسرة الشهيد: تطالب بإطلاق اسمه على كوبري قناطر أسيوط أسوة بــ"المنسي وشبراوي"

عام كامل مر على أقوى ملحمة في التاريخ الحديث، التي شهدها كمين "البرث" بسيناء، عندما حاول أكثر من 100 فرد من الجماعات الإرهابية المسلحة، مستخدمين الأسلحة الثقيلة الهجوم على الكمين وقتل ما فيه والتمثيل بجثثهم، وعلى رأس أبطال الكمين الشهداء المقدم أحمد مسني، رئيس العمليات، والنقيب الشبراوي، و4 ضباط آخرين و25 جنديًا.

بالطابق الرابع في العقار رقم 96 بشارع محمد علي مكارم بمدينة أسيوط، تقطن أسرة الشهيد البطل رائد محمد صلاح إسماعيل، أحد أبطال تلك المعركة، الذي تزين منزله وشارعه بصور الشهيد مرتديًا ملابسه العسكرية، والذي تقول للمارة هنا يوجد بطل.. "بوابة روز اليوسف" التقت أسرة الشهيد لكي تحكي لنا بطولاته وتضحياته وشجاعته في الذكرى الأولى للموقعة:

 

 

في غرفة الضيوف بمسكن الأسرة تزينت الحوائط والمكتبة المنزلية بالصور والشهادات العسكرية التي تشهد على بطولة الشهيد، والدة الشهيد الرائد محمد صلاح، بطل موقعة "البرث"، تسرد قصته قائلة: إن نجلها كان ضابط إدارة نيران المدفعية في موقعة "البرث" مع الشهيد العقيد أحمد المنسي، وكان ضابطًا متميزًا وذلك رشحه أن يكون ضمن ضباط الموقعة، ومنذ صغره ومتفوق في دراسته وحصل على مجموع عالٍ في الثانوية العامة، والتحق بالكلية الحربية وتخرج فيها وصمم أن يكون ضابطا متميزا وحصل على فرق كثيرا منها الصاعقة بتقدير جيد جدا، واستطلاع بتقدير امتياز ومنذ تخرجه من 10 سنوات وهو دائما يحصل على الفرق المختلفة، ورشح لعدة بعث منها أمريكا2 والكونفوا واليابان والقادة كان يشكرون فيه دائمًا.

وحول حياته العسكرية كنت لم أعرف عنها شيئا أبدا، لأن عنده سرية تامة عن شغله ولا يريد أحد أن يعرفها، وعند نزوله إجازة كان يضحك ويهزر وعلى وجهه الابتسامة، ولم يحسسنا أن يعمل في سيناء برغم أنه له عامين ونصف العام هناك، ولم نعرف أنه في سيناء إلا يوم استشهاده ولم يحسسنه إنه جاي من سفر طويل أو من على الحدود أو ضغط شغل وكان يخرج مع أصحابه ولم يحسسهم بأي شيء تخص شغله أو عمله في سيناء، ويوم استشهاده جاء قادته إلى المنزل وقالوا لي" يا زين ما ربيتي ويا زين ما كبرتي"، لأنه كان راجل وعنده أدب وطموح وحتى القائد لسه موقع له على بعثة قبل استشهاده بأسبوع.

 

 

واستكملت والدة الشهيد، أنه في موقعة البرث كان راجل، وظل صامدا حتى نهاية المعركة وتقريبًا آخر واحد استشهد في المعركة، ولما وجد أن أغلب أفراد الكمين  استشهدوا وكانوا بيضربوا عليهم بأسلحة ثقيلة حتى استشهد العقيد المنسي والنقيب شبراوي والجنود أغلبيتهم استشهدوا، ومحمد كان بيبلغ الاحدثيات للمدفعية علشان تضرب عليها وكان بيحدد الاحدثيات بشكل متميز، ولما اشتد الهجوم عليهم والتكفيريين وصلوا داخل مبنى الكمين طلب من المدفعية في آخر مكالمة له أن يضربوا الموقع حتى لا يطلع التكفريين إلى الطابق الثاني والتمثيل بجثامين قيادته أو الجنود، ويرفعوا علم "داعش" على الموقع، ولما رد عليه قائد المدفعية "يا صلاح أنت لسه عايش"، فقال له على مسؤوليتي واضرب الموقع بيا وبيهم حتى لا يمثلوا بزملائي ويرفعوا علم التكفيريين على الكمين.

 

 

وسردت والدت الشهيد أن ابنها كان بيحب بلده جدا وكان بيقولي يا ماما نفسي أكون حاجة كبيرة في الجيش، وفعلا نال الشهادة، وبقى في مكانة كبيرة عند ربنا. وذكراه ستظل خالدة وموجودة معانا طول السنه مفرقناش وعمرنا ما حسينا أن محمد غاب عننا ومعتبرينه في سفر وغياب طويل.

وفي ذكرى استشهاد محمد وجعنا فراقه، ولكن في مكانه أحسن وعايزه أقوله طول عمري فخور بيك يا ابني وفي الجنة ونعيمها، وواجه رسالة للجنود والضباط في سيناء أوعوا تسيبوا حق أخواتكم الضباط اللي استشهدوا علشان تراب البلد وضحوا بحياتهم وأسرهم وتراب البلد دي وتطهروا سيناء وميكونش فيها غير الشرفاء وأمنيتي أزور المكان اللي استشهد فيه نجلي وأشوف المكان دارة فيه أكبر معركة منذ 1973.

 

 

المهندس حسام صلاح، شقيق الشهيد، انه هو الوحيد الذي كان حكي لي الشهيد تواجده بسيناء قبلها بـ 6 شهور وسبب تعريفي إنه في حالة عدم وجود شبكة أو اتصال تطمئن والدتي ولما قولتله إنك متأمن كان يقول لي إنه متأمن كويس وكان بيطلع مداهمات بـ 21 يوما متواصة، وعند العودة يكون من طريق آخر خوفا من الألغام، وكان أحيانا لما يرجع إجازة يكون ظهره مليئا بالعلامات نتيجة النوم على أرضية المدرعة، وكان يقول لي شغلي صعب جدا ومحتاج تركيز عال لأن المدفعية في الظهر، وأنا بحدد مكان القذف وأي احدثيات غلط ممكن الضربة تيجي فينا، وحتى الآن مش متخيل أن محمد مش موجود، ولم أتخيل وزملائي كانوا يحكوا لي إنه عندما يخرج لمداهمات كأنه طالع رحلة، وكان محافظًا على الصلاة وقراءة القرآن.

 وفي نهاية اللقاء طالبت أسرة الشهيد المسؤولين بالدولة والمحافظة بضرورة إطلاق اسم الشهيد رائد محمد صلاح على كوبري قناطر أسيوط الجديدة أسوة بزملائه العقيد المنسي والنقيب الشبراوي لتخليد ذكراه.

 

 

 

تم نسخ الرابط