الرئيس عبدالفتاح السيسي يتدخل لحل أزمة قوائم الانتظار بالمستشفيات الحكومية
كتب - محمود جودة
- وضع خطة تهدف لخدمة المرضى وإنجاز الجراحات في وقت قصير
تفاقمت في الفترة الأخيرة أزمة كبرى، وأصبح المريض المصري يستغرق وقتًا طويلًا في الدخول للمستشفيات الحكومية لإجراء العمليات الجراحية، خاصة الكبرى مثل عمليات الأورام وما يتبعها من تعاطي المرضى للعلاج الكيماوي والإشعاعي والهرموني، والقلب المفتوح والقساطر القلبية، والكلى، والغسيل الكلوي، والكبد، والعظام وخاصة في منشآت صحية كبرى لها اسمها وتخصصها مثل معهد ناصر ومستشفى الهلال ودار الشفاء وغيرها، والأطراف الصناعية، وغيرها الكثير.
الأمر الذي دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي للتدخل بنفسه، لإنقاذ المريض المصري من براثن البيروقراطية والروتين القاتل، ووجه بضرورة إنجاز مشروع يحمل اسم "القضاء على قوائم الانتظار" وتم رصد تكلفة مبدئية لذلك بلغت مليار جنيه، وتم إتخاذ عدد من الإجراءات في هذا الملف ومنها "تشكيل غرفة عمليات مركزية لمتابعة المشروع يوم بيوم، وتشكيل لجنة للمتابعة والتشغيل، ولجنة ثانية للميكنة، وثالثة للتنسيق بين وزارتي الصحة والتعليم العالي، ولجنة رابعة فنية لكل تخصص للإشراف الفني للتخلص من قوائم الانتظار".
كل ذلك يجعل التنسيق أمر حتمي بين كافة الجهات المتعاملة في مجال الصحة في صر، سواء كانت تابعة لوزارة الصحة والهيئات التابعة لها، أو وزارة التعليم العالي حيث المستشفيات الجامعية التي تقدم أكثر من 60% من الخدمة الصحية في مصر، وبها إمكانيات هائلة في العمليات الكبرى، أو مستشفيات القوات المسلحة والشرطة وغيرها.
وقالت د. إليزابيث شاكر، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أن هناك قوام انتظار لا تنتهي داخل المستشفيات الحكومية، وطالبت وزيرة الصحة د. هالة زايد بالإعلان عن آليات المل لتقليص هذه القوائم، وأولها توفير أدوية التخدير، والتوزيع الجغرافي المتوازن للأطقم الطبية.
وتابعت: "تشغيل المستشفيات فى الفترة المسائية كعلاج اقتصادى سيحل الكثير من مشكلات الانتظار، ويمكن تقسيم الفرق الطبية فى المستشفيات العامة التى يوجد بها كثافة عالية من الأطباء إلى فترتين، مما يتيح تشغيل غرف العمليات صباحا ومساء، بالإضافة إلى غرف عمليات الطوارئ، وذلك مقابل سعر اقتصادى مما يشجع الأطباء والتمريض على العمل والالتزام بالمستشفيات الحكومية".
وعن تدخل الرئيس السيسي لحل أزمة قوائم الانتظار، وإصداره توجيهات مباشرة للحكومة بضرورة رفع العبء عن المريض المصري وإنهاء فترات الانتظار، قالت د. إليزابيث شاكر لـ"بوابة روزاليوسف"، أن الرئيس دائمًا ما يتخذ القرار الصحيح في الوقت المناسب، بالإضافة إلى متابعته لكل تفاصيل المشكلات المتعلقة بخدمة المواطن المصري.
د. هالة مستكلي، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أشارت إلى توافق لجنة الصحة بالمجلس حول ضرورة رفع كفاءة المستشفيات، الأمر الذي يقلص من قوائم الانتظار، ويسهل تطبيق قانون التأمين الصحي، مشيرة إلى أن طول فترات إجراء العمليات الجراحية يمكن حله بتوفير الدعم اللوجستي والفني للمنشآت الصحية، والاهتمام بالتمريض والأطباء، وزيادة أعداد الحضانات ومراكز الغسيل الكلوي.
وقالت د. هالة زايد وزير الصحة والسكان، بأن خطة العمل في القضاء على قوائم الانتظار خلال الفترة المقبلة، خصصت الدولة لها ما يقرب من مليار جنيه، وتقوم على 5 محاور رئيسية، أولها تجميع بيانات المرضى من كافة مقدمي الخدمة بمختلف جهات الدولة، ثم التدقيق في تلك البيانات ومراجعتها، ثم ترتيب المرضى بالقوائم، وفقا للتخصص وتاريخ إقرار الإجراء الطبي، وثانيها القدرة التشغيلية للمستشفيات، من حيث تجميع كافة البيانات الخاصة بالمستشفيات، متمثلة في السعة السريرية للرعايات المركزة وعدد الأطباء وغرف العمليات، والقدرة التشغيلية القصوي لكل مستشفى، فضلا عن الفجوة التشغيلية ووضع الحلول للازمة لحل تلك الفجوة.
وثالثها البنية المعلوماتية وميكنة المشروع، وإنشاء موقع إلكترونى لتسجيل المرضى، وإنشاء قاعدة بيانات متكاملة وتفاعلية، من حيث القدرة التشغيلية والأدوية والمستلزمات الطبية، والقوى البشرية، ومتابعة الأداء، وتشغيل مركز لتلقى طلبات واستفسارات المواطنين، وإنشاء مركز سيطرة وتحكم لتوجيه المرضى لمنافذ تقديم الخدمة، ومتابعة مؤشرات الأداء.
أما المحور الرابع فهو الدعم اللوجيستى، بتحديد الكميات والأصناف المطلوبة لكل الإجراءات الطبية، وحساب التكلفة المالية للأدوية والمستلزمات لكل تخصص، ورصد ومراقبة سلسلة الإمداد للأدوية والمستلزمات، لضمان استمرار تقديم الخدمة بجميع المنافذ، والمحور الخامس هو التمويل والاستدامة، على تحديد مصادر التمويل المتاحة.
وتصل قوائم الانتظار لـ 4802 مريض على قوائم جراحات القلب المفتوح، و 7156 قساطر القلب، و 89 زراعة كلى، 204 زراعات كبد، 355 زراعة قوقعة، 92 جراحة أورام، 675 جراحة مخ وأعصاب، 2083 جراحة عظام، 2432 جراحات رمد.
وقالت الوزيرة أن هناك تنسيقا كاملا بين وزارتي الصحة والسكان، والتعليم العالي والبحث العلمي، في المجالات الطبية والتدريبية كافة، ويتم ربط المستشفيات الجامعية بما فيها أسرة رعاية مركزة وحضانات وغيرها بمستشفيات الصحة عبر الخط الساخن 137، لإنهاء قوائم الانتظار في مستشفيات الجمهورية، لافتة إلى توفير كافة المستلزمات الطبية لإنهاء تلك القوائم سواء بمستشفيات الوزارة أو المستشفيات الجامعية.
وأكدت الوزيرة على أن الوزارة اتفقت مع عدد من الأطباء في أوروبا، لزيارة القاهرة من أجل إجراء عمليات لإنهاء قوائم الانتظار، لمرضى الجراحات الحرجة والتدخلات المتقدمة بدلًا من سفر المرضى للعلاج في الخارج.



