"داهية أمريكا" ينصح "ترامب" باستخدام علاقاته مع "بوتين" لعزل الصين
كتب - عادل عبدالمحسن
تجاوز الـ95 عاماً ولا يزال حاضرا بقوة في رسم السياسة الأمريكية انه هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق الذي نصح مؤخرًا الرئيس دونالد ترامب باستخدام علاقته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كوسيلة ضغط على الصين، التي يعتقد أنها باتت تشكّل التهديد الأكبر للقيادة الأمريكية للعالم.
ونقلت صحيفة “ديلي بيست” الأمريكية، أن هذه النصيحة أوصلها كيسنجر لترامب من خلال مستشاره وصهره جاريد كوشنر، مستذكرة أن كيسنجر كان دخل التاريخ الدبلوماسي الأممي من خلال نجاحه عام 1972، عندما كان مستشارًا للأمن القومي في إدارة ريتشارد نيكسون، بالقيام بزيارة سرّية لبكين أسفرت عن إقامة علاقة دبلوماسية كانت أساسًا لمحور أمريكي– صيني في مواجهة موسكو أثناء الحرب الباردة.
تبديل المحاور
وقالت الصحيفة، إن نصيحة كيسنجر بتبديل المحاور واعتماد العلاقة مع موسكو من أجل احتواء وعزل بكين، لقيت آذانا صاغية في وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاجون ومجلس الأمن القومي، فضلاً عن الكونجرس. إلا أن هذه الاستراتيجية المقترحة تعثرت- حتى الآن- بسبب طريقة تصرفات الرئيس ترامب مع فلاديمير بوتين، والتي أثارت الريبة في أوساط أمريكية عديدة، كما قال التقرير.
وأشارت “ديلي بيست” إلى أن كيسنجر التقى ترامب ثلاث مرات منذ الانتخابات الرئاسية 2016، وأنه حظي من ترامب باستقبال جيد رغم ما أصاب صورة “دبلوماسية الداهية كيسنجر” من وهن وشكوك كثيرة في كونها اقترفت جرائم حرب عديدة.
وأشار التقرير، إلى أن كيسنجر لا يندرج بين الصقور الأمريكيين تجاه الصين. فهو يحظى بخط مفتوح في العلاقة مع الرئيس الصيني "تشي جين بينج"، وبالذات في تأييد كيسنجر لمشروع “الحزام والطريق” الصيني الذي يستهدف إحياء طريق الحرير التاريخية، وبوتين كذلك، إذ إن كيسنجر لا يوصف بأنه من الصقور في مواجهة روسيا، فقد التقى الرئيس الروسي حوالي 17 مرة خلال السنوات الماضية.
وبخصوص قمة هلسنكي الأخيرة بين ترامب وبوتين، قال كيسنجر إنها “اجتماع كان يجب أن ينعقد، وخطوة دَعوْتُ إليها بضع مرات”،
وتنقل “ديلي بيست” عن مصادرة مقربة من البيت الأبيض إن نصيحة كيسنجر لترامب باستخدام العلاقة مع موسكو، ليس مقصودًا بها إقامة “شراكة ” بين واشنطن وموسكو، وإنما هي عنصر جديد مقترح في القيادة العالمية بعد 17 سنة من الحرب على الإرهاب، وهي فترة كانت كفيلة بتأجيج صراع القوى العالمية.



