مصر تبدأ التنمية الشاملة للدولة ببناء الإنسان المصري
كتبت- هبة عوض
تستعرض أولى جلسات مؤتمر الشباب، المنعقد اليوم بجامعة القاهرة العريقة، قلعة العلم والتنوير في مصر، استراتيجية بناء الإنسان المصري، وهو عنوان لم نسمع به من قبل، على الرغم من كونه، حجر الأساس الذي يقوم عليه تنمية المجتمع كله.
"بوابة روزاليوسف"، حاولت رصد أبرز المفاهيم والتصنيفات المتعلقة، ببناء الإنسان المصري، عبر رصد أبرز المفاهيم بعلمي النفس والاجتماع المعنيين بدراسة وتنمية الإنسان، وربطها بالواقع المصري، والمأمول من الاستراتيجية الجديدة.
يقسم علماء النفس مكونات الشخصية، إلى عدد من المجموعات، بهدف دراسة كل منها على حدة، لتوجيه جهود التطوير بالجانب المطلوب والتركيز عليه، وتأتي هذه الجوانب كما يلي:
الجانب الوجداني: ويشمل منظومة القيم والأخلاق، والسلوكيات الأساسيّة التي تتم، دون وعي مباشر في الكثير من الأحيان، ومما لا شك فيه، أن الإنسان المصري، متفرد بعدد من القيم والسلوكيات، التي تبناها توافقا مع البيئة المحيطة به وثقافتها وأعرافها، وهو ما لا يتعارض مع وجود بعض من هذه السلوكيات، التي تحتاج وقفة لتغييرها توافقا مع العصر الذي نعيشه، وكذا المتغيرات البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي نمر بها، وذلك للوصول إلى مواطن مصري قادر على مواجهة التحديات التي يمر بها الوطن، وليس فقط مواجهتها بل وقهرها ليستكمل مهمة بناء الوطن، وتوفير حياة كريمة لأبنائه وأحفاده، والملاحظ للشأن المصري العام، يجد تغييرا حقيقيا في سلوك المصري، لعل أوضحه تغيير ثقافته الاستهلاكية، وتوجهه للعمل والإنتاج والترشيد، مدفوعا بالظروف المعيشية الحالية، التي حملت في طياتها سبل التحول لهذا السلوك المحمود، وكذا الاهتمام بصحته النفسية، والعمل على بث روح الأمل والتفاؤل، من خلال رفع وعيه وإدراكه بما يحققه من إنجاز، وبناء لوطنه، وتحمله للصعاب لتحقيق هذا الهدف.
الجانب المعرفي: هو جانب عقلي تمامًا ومهمته الأساسية تجميع المعارف والخبرات المختلفة من خلال التفاعل سواء كان طبيعيًا مع البيئة، أم اجتماعيًا مع الآخرين، ويتضح العمل على هذا الجانب، عبر إطلاق استراتيجية التعليم الجديدة، التي من شأنها تخريج متعلمين، على درجة عالية من الفهم للواقع الذي نعيشه، ومرتبطين باحتياجات العمل الأساسية، ومسلحين بمعرفة طرق البحث وإيجاد المعلومة.
وعلى الجانب الثقافي، الاهتمام بتفعيل دور مراكز الثقافة وفتحها أمام الجمهور والشباب، وعقد الندوات والمؤتمرات وحلقات النقاش لتوسيع دائرة المعلومات لمتلقيها، وفتح حوار مشترك بينهم وبين صناع الحدث، وكذا فتح مجالات الإبداع للشباب وإتاحة الفرصة لنشر إبداعاتهم، واكتشاف مواهبهم.
الجانب الحركي: تظهر تغييرات واضحة في شخصية وسلوك الإنسان بحسب قدرته على الحركة وسد الاحتياجات من خلال تأدية المهام البدنية دون الحاجة إلى مساعدة، وهو ما تعمل عليه الدولة لتعزيزه، عبر الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية للمصريين، من خلال إطلاق نظام التأمين الصحي الشامل، وحملات القضاء على فيروس سي، والقضاء على قوائم انتظار المرضى بالمستشفيات، وفتح مراكز الشباب أمامهم، لتفريغ طاقاتهم، واكتشاف الموهوبين رياضيا منهم، وإتاحة الفرصة لهم لاحتراف هواياتهم.
كل ذلك وأكثر يبني الإنسان المصري، ويطلق طاقاته الهائلة التي لطالما أبهر بها العالم، لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه.



