"العلم في الراس.. مش في الكراس".. شعار استراتيجية التعليم الجديدة
كتبت- هبة عوض
جملة رددها أجدادنا على مدار عشرات السنوات، إلا أننا لا نزال نعيش عصر السؤال الأبدي "جبت كام في الشهادة"، دون السؤال عن "فهمت إيه من اللي اتعلمته"، وعلى مدار السنوات، وجيل وراء جيل ثبت لنا بالدليل القاطع إننا نخرج أجيالا حاملة للشهادات، خاوية العقول والأفكار، كم سنة من التخلف نحتاج لنقر أننا أمام نظم تعليمية بالية، مخرجاتها لا تستطيع مواجهة المتغيرات العالمية في جميع المجالات، ونتمسك بها فقط لتحقيق "الوجاهة الاجتماعية".
ويبقى السؤال: هل تبنى الأوطان "بالوجاهة الاجتماعية"، أم بعقول وسواعد شباب متسلح بالعلم والفهم والتطور العالمي، جيل سوي نفسيا بعد كل ما دمره "بعبع" الثانوية العامة، من نفسيات لأبنائنا وصلت ببعضهم للانتحار، وهو في زهرة شبابه، ولربما لو لم يكن قد تعرض لهذا الضغط، لكان عالم بارز أو فنان مشهور، أو "صنايعي ماهر"، ناجح في مجاله، محققا لطموحاته، مساهما في بناء وطنه.
وأخيرا نقف أمام استراتيجية تطوير التعليم، والتي يعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم خلال مؤتمر الشباب، من جامعة القاهرة، قلعة العلم والمعرفة، لنقف أمام معتقدات ومفاهيم، ترسخت في أذهاننا لعقود طويلة، وكانت السبب لما وصلنا إليه من تراجع على جميع الأصعدة، حيث وضعت خطة تطوير التعليم المتعلقة بالمناهج وطرق التقويم الامتحانات المقرر تطبيقها سبتمبر المقبل.
وتضمنت الاستراتيجية، فلسفة الإطار العام للمناهج تنمية المهارات وريادة الأعمال والنمو الشامل للمتعلم معرفيا وإتقان مهارات التعلم الذاتي، كما شملت استراتيجية تطوير المناهج في النظام الجديد مبادئ حاكمة على رأسها تعدد مصادر المعرفة وتكامل وترابط المعرفة وإطار موحد لخريج التعليم العام والفني وتحقيق التوازن في إعداد المتعلم.
وشمل الإطار العام تحديد مواصفات الخريج وهي عبارة عن تحقيق ريادة الأعمال لمبدأ التعلم المستمر ومتعايش مع الآخرين قائدا فعالا معتزا بوطنه ومتمسكا بوطنه مؤمنا بقيم العمل ولديه القدرة التنافسية.