لؤلؤة الموساد.. كيف سقطت في يد المخابرات؟!
كتب - عادل عبدالمحسن
على مدى التاريخ احترف اليهود استغلال النساء في الوصول إلى مآربهم الدنيئة على مر العصور، لذلك كرهت كل الشعوب تصرفاتهم في الإضرار بالمجتمعات التي يعيشون فيها، لذا عاشوها في جيتوهات مغلقة عليهم في كل دولة.
شولا كوهين فتاة يهودية، ولدت في الأرجنتين سنة 1920، أى قبل إنشاء دولة إسرائيل على أرض فلسطين بـ 28 عاما، ولكن جنّدتها الوكالة اليهودية لتهجير اليهود من الشتات إلى فلسطين قبل إعلان دولتهم على الأرض الفلسطينية المغتصبة بسنة، حيث أرسلت الأرجنتين إلى لبنان سنة 1947 رغم أن أصولها غير عربية لعبت دورا بارزا لصالح إسرائيل، وكانت بمثابة لؤلؤة الموساد جهاز المخابرات الإسرائيلي في بدايات نشأته للدور.
استطاعت شولا بجمالها الأخاذ أن تندمج سريعا في المجتمع اللبناني، وتزوّجت من يوسف كشك لبناني الجنسية وأسست شبكة دعارة كانت أحد أهم أسلحتها في الحصول على المعلومات والإيقاع بفرائسها من المغرمين بجمالها.
.jpg)
لم تضيع وقتاً في نسج شبكتها حول بعض المسؤولين في لبنان، حيث عقدت علاقات وطيدة مع مسؤول لبناني يدعى محمود عوض وقع في حبّها، فجنّدته واثنين من أقاربه. امتد نشاط كوهين إلى سوريا والعراق لا سيما في عمليات تهريب اليهود، واستطاعت اختراق أحزاب وشخصيات لبنانية بارزة.
المخابرات السورية في ذلك الوقت بدأت تساورها الشكوك حول نشاط شولا كوين لذلك، أوفدت أحد ضباطها للتحقيق بالأمر، لكن الجميع أكّد أن كوهين بعيدة عن الشبهات، فكتب الضابط محضراً عن اجتماعاته وحُفظ في الأدراج، إلى أن وقع بيد ضابط لبناني هو "عزيز الأحدب"، الذي وضع محمود عوض تحت المراقبة بعد شكوك في الاختلاس، وعقب التحرّي قُبض على كوهين وأفراد شبكتها، وحكم عليها بالإعدام، ولكن خفف الحكم خلال مراحل المحاكمة إلى السجن 20 عامًا.
وفى صفقة تبادل محبوسين بين لبنان وإسرائيل سنة 1967 أطلق سراحها هي واثنين من أفراد شبكتها، ولا تزال هذه الجاسوسة على قيد الحياة حتى الآن، حيث تعمل في محلّ لبيع الهدايا في القدس المحتلة، وهذا يعطي دلالة قوية لا أمان لبني صهيون.



