"سلاسل النشر" بقصور الثقافة بين التنوير.. وإعادة تدوير التراث
كتب - محمد خضير
سلسلة الذخائر تعيد طباعة التراث.. وتشابه سلاسل تراثية أخرى بقطاعات وزارة الثقافة
يقوم مشروع النشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة على إصدار قرابة الـ 20 سلسلة نشر متخصصة أغلبها شهرية الإصدار، ما يعطيها طاقة تقارب المائتي عنوان في العام، ما يُشير إلى حالة من التعثّر مقارنة بالأرقام المُعلنة، بالإضافة إلى تشابه بعض هذه السلاسل بسلاسل وإصدارات أخرى تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب وقطاعات ثقافية أخرى تتبع وزارة الثقافة، وهو ما يفسره البعض بالتضارب وإهدار المال العام بوزارة الثقافة نظرا لصدور سلاسل متخصصة بهيئة قصور الثقافة لا تعبر عن دورها الأساسي في التنوير والثقافة الجماهيرية، خاصة أن كتب التراث تحتاج إلى متخصصين وفئة محدودة من الجمهور أو متلقى الثقافة والمعرفة من خلال النشر وخاصة أن دور قصور الثقافة هو تقديم خدمات ثقافية لأكبر عدد من الجمهور.
أما تضارب وتشابه النشر بهيئات وقطاعات وزارة الثقافة فهو الأمر الذي أعيد توفيقه من خلال قرار الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة بتفعيل لجنة النشر الخاصة بوزارة الثقافة لتوحيد مشروع النشر بوزارة الثقافة وتوحيد المشروع وتعميمه على كل القطاعات والهيئات التي تقوم بالنشر.
في حين يرجع القائمون على النشر بهيئة قصور الثقافة فلسفة مشروع النشر لديهم إلى أنه شيء مهم لوصول الثقافة لمورديها، وأن لدى الهيئة 18 سلسلة منها 15 شهرية وثلاث فصلية، وبعد أن طلبت المطبعة الخاصة التي كانت تتولى أمر النشر في قصور الثقافة زيادة في السعر مبالغًا فيها، وتم الانتقال إلى مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب.
وكان هناك تفكير في أن تكون الطباعة في مطابع وزارة الثقافة أو المطابع الحكومية بشكل عام، وبالفعل تم التعاقد في أكتوبر الماضي مع هيئة الكتاب فتأخر النشر أربعة أشهر، والذي كان متوقفًا لمدة عام من قبل، إذن كانت هناك ثمانية أشهر أمام الهيئة صدر فيها أكثر من مائة كتاب، وهناك سلاسل صدر منها أكثر من عشرة كتب مثل "إبداعات ونصوص مسرحية وأصوات أدبية"، وأيضا "الذخائر وذاكرة الكتابة"، وهناك سلاسل تعثرت مثل كتاب "قطر الندى"، لعدم توفّر نوع الورق المطلوب في مطابع هيئة الكتاب".
وضمن السلاسل مترامية الأطراف التي تصدرها الهيئة، كان جمهور القرّاء متشوّقًا ومتحمّسًا لسلسلة «آفاق عالميّة»، التي كان يرأس تحريرها الشاعر والمترجم رفعت سلّام، ومشروعها المهم «المائة كتاب»، الذي يُعنى بترجمة ونشر أهم 100 عمل أدبى عالمي، والذي واجه عثرات في صدوره الدوري، الذي يجعل إصداراته السنوية تقل عن نصف المفترض أو تصل إلى ربعه أحيانًا، ما أدّى إلى استقالة رئيس التحرير مسببًا ذلك بوجود "خطة مبيّتة للقتل البطيء لمشروع النشر بالهيئة"، إضافة "للمحاولات الدؤوبة من قِبَلِهم للتدخل في الصلاحيات المقررة لرئيس تحرير السلسلة، فضلًا عن التحرش البيروقراطي الجِلف والمبتذل، بما لا يليق ممارسته في العمل الثقافي"، فيما رفض "سلّام" التعليق على الأمر بعد استقالته.
وتضم سلاسل النشر بقصور الثقافة سلسلة الذخائر برئاسة تحرير الدكتور محمود إسماعيل، وذاكرة الكتابة التي يرأس تحريها الدكتور أحمد زكريا الشلق، وكتابات نقدية برئاسة تحرير حسين حمودة، ودراسات شعبية برئاسة تحرير مسعود شومان، وأصوات أدبية برئاسة تحرير سعيد الوكيل، وسلسلة إبداعات برئاسة تحرير عمر شهريار، وآفاق عالمية برئاسة تحرير رفعت سلام، وآفاق عربية برئاسة سعيد الكفراوى، والفلسفة برئاسة الدكتور سعيد توفيق، وكتاب قطر الندى برئاسة أحمد زحام، وآفاق السينما برئاسة تحرير الدكتور يحيى عزمي "تصدر فصلية"، وآفاق الفن التشكيلي، برئاسة الفنان أحمد الجنايني "تصدر فصلية"، وعالم الموسيقى برئاسة تحرير الدكتورة رانيا يحيى "تصدر فصلية"، ونصوص مسرحية برئاسة تحرير خالد رسلان، وسلسلة حكاية مصر برئاسة الدكتور كمال مغيث، والثقافة العلمية برئاسة الدكتور محمد فهمى طلبة، وإصدارات خاصة رئيس مجلس إدارة الهيئة "بدون مقابل مادي".
كما تستمر سلسلة "آفاق عالمية" بذات رئيس تحريرها على أن يتم الانفتاح بالمشروع على ما يصدره المركز القومي للترجمة تنفيذا لتوصية اللجنة العليا للنشر بوزارة الثقافة، وكذلك الموافقة على إصدار سلسلة جديدة تحت اسم "العبور" بالتعاون مع الشؤون المعنوية للقوات المسلحة، ورفع عدد المطبوع من سلسلة ذاكرة الكتابة إلى 5000 خمسة آلاف نسخة وذلك لرواج السلسلة وأن طبعها بوضعها الحالي مُكلِّف جدا نظرا لقلة عدد النسخ المطبوعة في الوضح الحالي، وتفعيل نص اللائحة بشأن أمين عام النشر، وتم اختيار جرجس شكري أمينًا عامًا للنشر بالهيئة.
علما بان الهيئة تقوم بتشكيل أمانة عامة للنشر من كلا من رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ورئيس الإدارة المركزية للشؤون الثقافية، ومدير عام النشر، وأمين عام النشر، وثلاثة من كبار المثقفين من غير رؤساء التحرير يصدر بهم قرار من رئيس الهيئة لمتابعة مشروع النشر على أن تجتمع اللجنة شهريًا، وإلغاء كل اللجان الاستشارية ولجان الفحص الخاصة بالكتب ما عدا السلاسل الإبداعية فقط وفى حالة وجود كتاب خلافي لأية سلسلة يعرض الكتاب الخلافي على الأمانة العامة للنشر لاتخاذ القرار المناسب طبقًا للائحة.
كما يتم إلغاء كل الاستثناءات الصادرة بقرارات من السلطة المختصة والخاصة بتشكيل مجالس التحرير لجميع إصدارات النشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة من الكتب والمجلات وضرورة الالتزام بالمادة 46 فقرة ب من لائحة النشر.
كما يتم وضع سياسة تسويقية جديدة للهيئة، إعادة النظر في تسعير الكتب والمجلات الصادرة عن الهيئة، وتشكيل لجنة لمراجعة العقود التي تبرم بين الهيئة والمؤلفين للحفاظ على حقوق الملكية الفكرية، ويتم تشكيل لجنة لدراسة تخصيص منحة للمشروعات المتعلقة بالفلكلور والتي تعتمد على دراسات البيئة المحلية لمختلف محافظات مصر على أن تتولى الهيئة العامة لقصور الثقافة بالتعاون مع الجامعات الإقليمية إدارة هذه المشروعات.
ووضعت الهيئة سياسة تسويقية جديدة للهيئة، وإعادة النظر في تسعير الكتب والمجلات الصادرة عن الهيئة، تشكيل لجنة لمراجعة العقود التي تبرم بين الهيئة والمؤلفين للحفاظ على حقوق الملكية الفكرية.
يذكر أن مشروع النشر يشرف عليه الناقد والشاعر عبد الحافظ بخيت متولي، مدير عام إدارة النشر الثقافي بالهيئة العامة لقصور الثقافة.



