الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

د. عزة بدر تكتب: قراءة فى كتاب.. ضحايا يوسف إدريس وعصره!

د. عزة بدر تكتب:
د. عزة بدر تكتب: قراءة فى كتاب.. ضحايا يوسف إدريس وعصره!

يضيف كتاب الشاعر شعبان يوسف الجديد أبعادا جديدة لدراسة العلاقة بين المثقف والسلطة , ويكشف عن جوانب مهمة لم تأخذ حقها من الدراسة والبحث فيما يتعلق بحياتنا الأدبية ورواد فن القصة القصيرة, ويحمل الكتاب عنوانا مثيرا وهو " ضحايا يوسف إدريس وعصره " ! .

ويقدم شعبان يوسف لكتابه بقوله : " منذ فترة طويلة لفت نظرى ظاهرتا الاستقطاب والاستبعاد فى الثقافة المصرية , وربما كذلك فى الثقافة العربية " .

ويشير إلى أن هذه الظاهرة لم تكن حديثة على المستوى العربى ولا على المستوى الإقليمى , ولكنها موجودة منذ أن اكتشف الخليفة أو الأمير او الوالى الحاكم أهمية الشاعر فى الدعاية والمديح , والمؤازرة فى تحقيق الغايات السياسية فالمتنبى الشاعر الفذ كان ظهيرا شعريا لسيف الدولة مادحا ومؤيدا , وكان يهجو كافور الإخشيدى , وظلت فكرة شاعر الأمير أو شاعرالخليفة موجودة بشكل واضح فى تراثنا الأدبى والمعاصر , وكان الشاعر أو الكاتب الذى يتمتع بصلة قوية مع النظام الحاكم يتحول هو نفسه إلى سُلطة ثقافية كاملة , وبالتالى تؤثر هذه السلطة فيما يتم الاحتفاء به من إنتاج أدبى أو ما يتم تهميشه  , ومن تُسلط الأضواء على كتاباته ومن يتم تجاهله !, ومن هنا  لابد من كتابة وتوثيق هذه الأعمال وإلقاء الضوء حول أصحابها لتأخذ مكانها فى ذاكرة التاريخ الأدبى فهناك  أسماء مهمة كان لها إسهامها , ولم تأخذ حقها ولذا يعد هذا الكتاب خطوة مهمة نحو فتح ملفات ثقافية مهمة مجهولة , ومحاولة جادة فى تسليط الضوء على جوانب خفية من حياتنا الأدبية والثقافية بل والسياسية , وقد صدر الكتاب عن دار بتانة للنشر .

سُلطة ثقافية

ويشير كاتبنا إلى المرحلة التى تلت ثورة 23 يوليو 1952  , وهذا التحالف بين السلطة السياسية وبعض فرق اليسار المصرى , ومحاولة تلك السلطة استقطاب بعض الرموز الناجحة والموهوبة فى كل المجالات , وبالطبع فى المجال الثقافى والفنى فيقول : " ومن هنا استقطبت السلطة أدباء من طراز خاص , هؤلاء الكتاب الذين حققوا ذيوعا ملحوظا على المستويين الشعبى والنخبوى , وكان يوسف إدريس أحد هؤلاء الكتاب بعد مناوشة قصيرة جدا بينه وبين السلطة عام 1954 , وبعد صدور مجموعته القصصية الأولى " أرخص ليالى " , ولايعرف أحد مدة تلك المناوشة ولا أبعادها ولا عمقها " .

ومن الشواهد التى تؤيد هذا الاستقطاب ما كتبه فاروق عبد القادر فى كتابه " اليقين المراوغ " فى قصص يوسف إدريس ما معناه أن يوسف إدريس كان يعرف المساحات المتاحة له , ويعرف متى يقف أمام الخطوط الحمراء , ولكن هذا بالطبع لا ينقص من تقدير موهبة يوسف إدريس العاصفة فى القصة القصيرة على وجه الخصوص .

أما كيف تحول يوسف إدريس إلى سُلطة ثقافية ؟ فهذا ما يفسره شعبان يوسف بأن إدريس كان ينطلق من شعوره الطاغى بذاته الفنية والأدبية والثقافية ذلك الشعور الذى جعله لا يرى أحدا قبله أو بعده أو أمامه وراح يطيح بكل من سبقوه , وقال بأنه أول من كتب القصة " المصرية " , وهكذا ألغى جيلين أو ثلاثة أجيال كاملة منذ محمد ومحمود تيمور , وحسن محمود , وإبراهيم المصرى , ومحمود طاهر لاشين , ويحى حقى , وإحسان وعيسى عبيد ثم سعد مكاوى , ومحمود البدوى , ومحمود كامل المحامى , ويوسف جوهر وغيرهم , ووجد من يقولون ذلك معه أو قبله أو بعده , وزعم كل هؤلاء بأن القصة كانت تدور دوما فى القصور , وتنبت أحداثها من علاقات غرامية بائسة ورومانسية , وزعموا أيضا بأنها حريصة على التزام اللغة السردية الفصحى , وكل هذا التراث من القصص كان يريد أن يبلغ شكل ومضمون القصة الأوروبية , وكل هذه السمات كما يقول شعبان يوسف كانت غير صحيحة ومزعومة وغير حقيقية بل وتم تهميش مجايلى يوسف إدريس مثل عبد الله الطوخى , وسليمان فياض , وصبرى العسكرى , وبدر نشأت , وعباس أحمد , ومصطفى محمود , وغيرهم , وراحت السلطة تعتمد يوسف إدريس ككاتب أول , ويستطرد شعبان يوسف قائلا : " ومن خلال علاقة إدريس بالسلطة كان كل شىء يتم بيسر وسهولة له ولقصصه , وكان موجودا فى كافة التمثيلات والمؤتمرات والترجمات وخلافه , وكان هو حريصا على ذلك , وكان يخدم السلطة بكل ما يستطيع " , ومن هنا يستنتج أن هناك بالفعل ضحايا لذلك العظيم وعرشه , وهناك غرقى فى هذا المحيط الفنى الهادر .

احتجاجات

ومع ذلك فقد رفض البعض بإباء فكرة أن يكونوا ضحايا يوسف إدريس , ومنهم الكاتب الرائد يوسف الشارونى الذى كان يقرأ مقالات هذا الكتاب منجمة على صفحات جريدة أخبار الأدب وكان يقول لكاتبها شعبان يوسف , " أنه ليس ضحية لأحد " .

أما عن تفسير لفظ ضحايا فيقصد به مؤلف الكتاب : " حالة أدبية موضوعية , ومفردة " الضحايا " لا تضير يوسف إدريس , ولا تؤذى من حوله , ولكنه يرى أن هناك ضحايا بالفعل تم إقصاؤهم بقسوة من المشهد , وهناك آخرون يشكلون العصر لذلك أصبح عنوان الكتاب " ضحايا يوسف إدريس وعصره " .

ويذكر أيضا أن لطفى الخولى لم يكن ضحية بأى معنى من المعانى , لكنه كان أحد سمات العصر الذى عاش فيه يوسف إدريس وإحدى قسماته المميزة , وكان أحد المؤثرين فيه , وكان حضوره متعدد الجوانب لكنه كان كاتبا للقصة القصيرة , وبالمواصفات نفسها التى كانت قصة يوسف إدريس تسعى إليها , لكنه لم يحظ بالاهتمام الذى حظى به يوسف إدريس بل ويذكر مؤلف الكتاب أن إدوار الخراط ظل منتظرا ما يقرب من عقدين حتى يستطيع أن يتنفس فى الحياة الأدبية بقوة .

كما يذكر الكاتب المتميز " أبو المعاطى أبو النجا " الذى لم يكن منخرطا فى جماعات سياسية , ولم يكن يعمل فى جريدة ينطلق منها للترويج لما يكتب لذا ظل حضوره هادئا , ويقول : " ويعتبر أبو النجا علامة بالغة النصاعة والهدوء لذلك العصر العاصف , عصر الحيرة والتساؤل , والصعود القومى , والانقلابات الفكرية الحادة .

ويخلص المؤلف إلى أنه على الرغم من عبقرية يوسف إدريس التى لم تتكرر حتى الآن , وكذلك لم يظهر الكاتب الذى أحدث تلك العاصفة مثله إلا أن ظاهرتى الاستبعاد والاستقطاب قائمتان وفاعلتان بشكل واسع .

ويأمل الكاتب أن يكون كتابه مقدمة لقراءة تاريخنا الثقافى على أضواء جديدة , ورغم أن يوسف إدريس هو بطل الكتاب الرئيسى إلا أن الكتاب كذلك محاولة لقراءة مسيرة جيل استطاع أن ينجز على المستوى الفكرى والإبداعى الكثير , وهو ما نحتاج لاستعادته , وقراءته وتحليله بشكل دقيق وواضح وجرىء.                       

جيل القصة القصيرة الأول

وقد وضع شعبان يوسف القصة القصيرة فى موضعها الثقافى مشيدا بكتابها الرواد , ومشيرا للإنجازات المهمة التى أحدثها المثقفون والكتاب والمبدعون على مدى سنوات القرن العشرين منذ كتابات قاسم أمين عن المرأة , والدفاع عن حقوقها ثم كتابات الشيخ محمد عبده , ومحاولاته الشجاعة لإرساء دعائم تأويلات عقلانية  للدين الإسلامى مما أثار عليه المؤسسة الرجعية والتى تدعم بشكل مباشر السلطات , وتحيا فى خدمتها , وهذه المؤسسة الرجعية عملت على مناهضة كل ما أتى به محمد عبده ثم جاء بعده الشيخ على عبد الرازق , وطه حسين , وإسماعيل أدهم , وإسماعيل مظهر , ومحمد فريد وجدى , ومحمد حسين هيكل , وخالد محمد خالد ليأصلوا ويعمقوا ما جاء به محمد عبده.

وفى القصة والرواية كانت هناك إنجازات لا تقل عن الإنجازات الفكرية بأى شكل من الأشكال فكان الدكتور محمد حسين هيكل هو الأب الأول للرواية المصرية والعربية بعد أن نشر روايته " زينب " عام 1914   بتوقيع " مصرى فلاح " لكنه وبعد نجاح الرواية وأثرها الواضح فى الحياة الثقافية والأدبية نشرها باسمه كاملا .

وجاء بعده محمود تيمور فى مجال القصة القصيرة , وكتب أول قصة مكتملة عام 1913 لكن القصة الأكثر تأثيرا فقد كانت قصة " فى القطار " التى نشرها عام 1917 ثم نشرها بعد ذلك فى مجموعة " فى المرآة " وبعده توالت الكتابة فى هذا الفن الجميل , وحاول كتاب هذا النوع من الفن أن يخلصوه من النزعات المتأثرة بالطابع الأوروبى , وحاولوا تمصيره وتعريبه , وإبداعه بروح مصرية خالصة وعميقة , وفى تلك الفترة برزت أسماء مهمة على مستوى هذا الفن الجميل , وعلى رأس هذه الأسماء كان شحاتة وعيسى عبيد , وإبراهيم المصرى , وحسين فوزى , ومحمود طاهر لاشين , ومحمد أمين حسونة , وأحمد خيرى سعيد , ومحمود تيمور , وحسن صادق , ويحى حقى .ثم جاء جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية والذى شمل أعلاما مهمة مثل سعد مكاوى , وعبد الرحمن الخميسى , ومحمود البدوى , ومحمود كامل المحامى , وحسين العقاد , وأمين ريان , وعباس خضر , وسهير القلماوى , وأمين يوسف غراب وغيرهم ثم كانت الأربعينيات من القرن الماضى مدرسة لتخريج دفعة جديدة من كتاب القصة القصيرة , وكان على رأس هذه الدفعة محمد يسرى أحمد الذى خصه المؤلف بفصل خاص من الكتاب تناول فيه تأثيره على يوسف إدريس إذ كان ينصحه بالعمل بمهنة الطب بينما حاول إدريس إقناعه بالعودة لكتابة القصة القصيرة والتفرغ لها لكن كلاهما اختار ما يوافقه فتفرغ يوسف إدريس لكتابة القصة , وتفرغ يسرى أحمد رغم موهبته الأدبية اللافتة لمهنة الطب .

وهناك أيضا أسماء مهمة مثل عبد الرحمن الشرقاوى , ويوسف إدريس , ويوسف الشارونى , وإدوارد الخراط , ومصطفى محمود , ومحمد صدقى , وبدر نشأت , وصلاح حافظ , ومحمود السعدنى , وعبد الله الطوخى , وفاروق منيب , ونعمان عاشور , وألفريد فرج , وصبرى موسى , وسليمان فياض , وغيرهم .

وبالفعل أصدر بعض هؤلاء مجموعات قصصية فى عقد الخمسينيات فكانت " العشاق الخمسة " ليوسف الشارونى عام 1954 , و" عم فرج " لنعمان عاشور عام 1954 , و" أرخص ليالى " ليوسف إدريس 1954 ثم توالت على مدى عقد الخمسينيات مجموعات قصصية مثل " السماء السوداء " ثم " جنة رضوان لمحمود السعدنى , ثم " مسا الخير يا جدعان " لبدر نشأت , ثم " الأنفار " لمحمد صدقى , و" أرض المعركة " لعبد الرحمن الشرقاوى , و " أكل عيش " لمصطفى محمود , و" أرزاق " لسعد الدين وهبة

وهكذا يعتبر عقد الخمسينيات عقدا لتفجر فن القصة القصيرة  بامتياز , وحدث أن برز اسم يوسف إدريس بشكل لافت , لا يباريه أحد بأى شكل من الأشكال فى هذا الحضور , وذلك عندما قدمه عبد الرحمن الخميسى فى جريدة " المصرى " عام 1952 .

وكان إدريس قد نشر قصه فى مجلات " القصة " , و " قصص للجميع " ثم مجلة " روز اليوسف " التى أصبح مشرفا على باب القصة القصيرة فيها حينذاك , وكان ذلك عام 1953 .

غرام وانتقام !

وفى فصل بعنوان " من الذى صنع الأسطورة وكيف ؟ " يكتب شعبان يوسف مشيرا إلى ظاهرة يسميها " غرام وانتقام " فى إطلاق المقولات الكبرى دون موضوعية , ودون حرص على دقة هذه المقولات وتأثيرها الذى تتركه فى القارىء والتاريخ الأدبى معا , هذه المقولات التى تهدر كافة المجهودات الأدبية السابقة واللاحقة والمعاصرة وبذلك تتم صناعة الأسطورة أو صناعة النجم , الأمر الذى يمحو للأسف كافة الظواهر الأقل موهبة أو الأقل نفوذا , وهو ما آمن به يوسف إدريس نفسه فتعامل مع أسطورته على أنها حقيقة موضوعية , أسطورة نقية وواضحة وضد الزمان والمكان لتصل إلى حدود العالم فهو الذى طمح ليكون الخليفة الأول وربما الأوحد لأنطون تشيخوف بل إن القصة الوحيدة التى ترجمها يوسف إدريس كانت لأنطون تشيخوف وكانت بعنوان "زوجة الصيدلى".

البيضاء !

وتعد رواية " البيضاء " كما يقول مؤلف الكتاب هى الرواية التى أغضبت اليساريين مع أن إدريس كان عضوا نشطا فى حركة اليسار , وكان أحد أنشط عناصر تنظيم " حدتو " أى الحركة الديمقراطية للتحرر الوطنى , وكان على رأس جماعة المثقفين الذين شكلوا داخل التنظيم ما أسموه بمكتب الأدباء والفنانين .

لكن رواية " البيضاء " التى صدرت طبعتها الأولى 1970 ببيروت , كانت قد كتبت عام 1955 حسب شعبان يوسف فيقول : " كان إدريس قد شعر بذاته الفنية , ثم بدأ يلاحظ بعض السلوكيات السلبية عموما وخصوصا فى اليسار المصرى فهو يسار لايرتبط بالشارع , وغير عارف بتفاصيله , وهذا ليس غريبا عن إدريس الذى كان ملتحما ومشتبكا بشكل فاعل وكبير مع الشارع , وكان اليسار شبه منعزل " , ويرجح أنه كتبها فى زمن ثورة 23 يوليو التى حاولت أن تلبى بعض المطالب الوطنية والاجتماعية , ووجد هو نفسه الاحتفاء الكافى به من خلال مؤسساتها ومجلاتها وصحفها لذا بدأ فى كتابة تلك الرواية الناقدة لسلبيات اليسار فى ذلك الزمان , وذلك عكس ما يقوله فاروق عبد القادر فى مقالة له بعنوان : " أوراق يوسف إدريس وأكاذيبه المتعددة " , وفى مقالة له أخرى بعنوان " من جديد رواية البيضاء " , ويرى أنه قد كتبها زمن وقع الخلاف بين اليسار والسلطة , واعتبرها عبد القادر رواية تعلن التخلى عن اليسار وهى فى رأيه بمثابة هدية رقيقة إلى السُلطة لتشارك فى ضرب اليسار .

وهذه الإشارات تضيف فصلا جديدا من وجهة نظرى فى علاقة الإبداع والمبدع بالسلطة , وتشير إلى ضرورة دراسة العلاقة بين المثقف والسلطة وتأثيرها على الإنتاج الأدبى والثقافى .

وكل هذه الملاحظات المهمة على الحياة الثقافية  , وعلى ظاهرة الاستقطاب , وصناعة الأسطورة أو صناعة النجم لا ثؤثر بالطبع على الموهبة الفذة ليوسف إدريس , وعلى إبداعه المدهش المحير الذى تساءل عنه الأديب الكبير صالح مرسى فى خطاب لإدريس يقول فيه : " عزيزى يوسف إدريس كيف وصلت إلى ما وصلت إليه ؟ " , وهو الخطاب الذى كان بداية لصداقتهما .

وفى رأيى أن من أهم ما حققه هذا الكتاب المهم هو تسليط الضوء على مبدعين لم يأخذوا حقهم فى عصر يوسف إدريس , وإلقاء الضوء على العصر الذهبى للقصة القصيرة , وعلى روادها الأوائل , ودعوة مهمة لإعادة قراءة تاريخنا الأدبى والثقافى بحياد , بعيدا عن ظاهرتى الاستقطاب والتهميش , كما أن فى الكتاب دعوة لمسح شامل لتراثنا الأدبى , ذلك الذى توفره لنا المجلات الأدبية التى تعد سجلا حافلا للإنتاج الأدبى , نشرته فى حينه وفى ظرفه الاجتماعى والسياسى والاقتصادى مما يجعلها المصدر الأساسى لدراسته سواء كانت مجلات أدبية وثقافية رسمية أو مستقلة , فهى الوثائق الأساسية لدرس هذا الأدب ووضعه فى مكانه فى تاريخ الأدب العربى , ومن شأن ذلك أيضا أن يضيف دراسة مهمة حول الحياة العقلية والفكرية والأدبية لكل عصر , ودراسة علاقة المثقف بالسلطة , وإنعكاس هذا على الإنتاج الأدبى والثقافى , ومن ثم دراسة الحريات المكفولة للأديب , وتجاوبه مع قضايا عصره , وما يعكسه هذا الأدب من قضايا , وأشكال فنية مبتكرة , وما قدمته المجلات الأدبية من مواهب فذة أثرت هذا الأدب , فكانت لهم الريادة فى فنون الكتابة العديدة والمتنوعة .  

 

 

تم نسخ الرابط