الإمارات تعتزم دعم المبادرات الإفريقية الساعية لمكافحة الإرهاب
أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الثلاثاء، عزمها دعم المبادرات الإفريقية الساعية لمكافحة الإرهاب والتطرف وتعزيز الأمن والسلم الدوليين، ومن بينها القوة المشتركة لدول مجموعة الساحل الخمس (G5) والتي ترى دولة الإمارات أن نجاحها سينعكس إيجابيا على تعزيز الازدهار والأمن في منطقة الساحل والمناطق المجاورة والعالم أجمع.
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) أن ذلك جاء خلال الاجتماع الوزاري للجنة المشتركة بين الإمارات وجمهورية تشاد، الذي استضافته أبو ظبي، وترأسه عن الجانب الإماراتي سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة، وعن الجانب التشادي عشتة صالح دمان وزيرة الدولة للشؤون الخارجية والتكامل الإفريقي والتعاون الدولي والمهجر، بحضور وزير المالية التشادي اللاي لاي محمد أبكر.
وأوضح الجابر أنه في ظل ما تشهده القارة الإفريقية من تحديات اقتصادية وموجات عنف إرهابية، تؤمن الإمارات بالأهمية الاستثنائية لجهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية ودورها في تعزيز الاحتواء ومكافحة الفكر المتطرف، وأنه من خلال المساهمات الفعلية التي تقدمها الإمارات تصدرت الدولة المركز الأول عالميا على مستوى المساعدات الخارجية، إضافة إلى تبوئها مراكز متقدمة على صعيد إقامة الشراكات الاقتصادية الثنائية ومتعددة الأطراف مع الدول الجارة والصديقة بهدف دعم جهود التنمية المستدامة في مختلف بقاع العالم.
وأكد الدكتور سلطان الجابر - خلال الاجتماع - أن القيادة في دولة الإمارات تركز على أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين، وهو ما أكده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال لقائه الأخير بأبوظبي مع رئيس جمهورية تشاد إدريس ديبي، حيث شدد على أهمية إقامة أفضل العلاقات وأنجحها مع الدول الصديقة في إفريقيا، بما في ذلك تعزيز العلاقات مع جمهورية تشاد وتنميتها في مختلف المجالات.
وأكد أن العلاقات السياسية بين البلدين تقوم على توافق الرؤى تجاه العديد من المواقف الإقليمية و الدولية، مثمنا موقف جمهورية تشاد الداعم لقوات "تحالف دعم الشرعية في اليمن" بقيادة المملكة العربية السعودية، والعمليات الأخيرة في الحديدة ما يعكس انسجام البلدين وموقفهما المشترك في مواجهة تحديات التطرف والإرهاب بأشكاله كافة.
وأشار إلى المساهمة الإماراتية في دعم خطة التنمية الوطنية لجمهورية تشاد للأعوام 2017 - 2021، مشيرا إلى أنه تم تخصيص مبلغ 150 مليون دولار العام الماضي عبر صندوق أبوظبي للتنمية لدعم هذه الخطة، منها 50 مليون دولار لتمويل الاستثمارات الإماراتية في تشاد، معربا عن تطلعه بأن توظف للشكل الأمثل وبما يعود على الجانبين بالنفع المشترك في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية.
كما أشاد الجابر بالخطوة الإيجابية التي اتخذتها الحكومة التشادية عبر إعفاء مواطني دولة الإمارات من تأشيرة الدخول إلى تشاد، أملا في أن يسهم ذلك الإجراء في دفع العلاقات الثنائية الاقتصادية والسياحية والثقافية بين البلدين.
وفيما يتعلق بالجانب الاستثماري، أكد الدكتور سلطان الجابر أهمية بحث فرص الاستثمار والشراكة بين البلدين، داعيا المستثمرين الإماراتيين إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية في تشاد والسعي إلى بناء الشراكات في قطاعات الطاقة والطاقة المتجددة والأمن الغذائي والاتصالات والموانئ البرية والخدمات اللوجستية وغيرها من القطاعات الاقتصادية في تشاد والتي يتوقع أن تعود بالنفع المشترك وتحقيق التطلعات الاستراتيجية للجانبين.
وتم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين؛ شملت اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي واتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار ومذكرة تفاهم حول المشاورات السياسية بين البلدين ومحضر اللجنة المشتركة.
جدير بالذكر أن تشاد من أوائل الدول التي ارتبطت دولة الإمارات بعلاقات دبلوماسية معها منذ عام 1973، ومنذ ذلك الوقت شهدت العلاقات الثنائية بين البلدين تطورا وازدهارا في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتوجت مؤخرا بافتتاح سفارة تشاد في أبوظبي، بعد أن افتتحت دولة الإمارات سفارتها في انجمينا عام 2017.



