في اختبار الإنسانية.. امتياز لرجال "الخدمة الوطنية".. ومستشفى الأنفوشي "صفر" بـ"الصور والفيديو"
كتب - بوابة روز اليوسف
أمام مركز الشباب البحري، بالأنفوشي، افترش مسن معاق ذهنيًا، الأرض، ثيابه رثة، لكن مأساته كانت أكبر من ذلك بكثير، جروح غائرة في قدمه، تقيحات فاقم أضرارها وآلامها التلوث.
الرجل القابع في مكانة على ما يبدو من فترة طويلة، يتألم بلا منقذ، تحول إلى فريسة سهلة للحشرات التي تجمعت حول جروحه، قطط ضالة تحاول نهش قدمه المصابة، لحمه الذي أصابه العطن نتيجة التقيحات والجروح المهملة، يصرخ بلا منقذ.
بعض المارة حاول المساعدة بتصوير الحالة وإرسالها لصحفيين، الأهالي التفوا حوله، أبعدوا بعض القطط الضالة التي حاولت نهش جراحه، سيدة تعمل ممرضة، صادف مرورها، أسرعت إلى أقرب صيدلية، أتت بمطهرات وقطن وارتدت "جاونتي" حاولت إسعافه.
طلب بعضهم الإسعاف، تخوفت من نقله، بدعوى أنه مريض نفسي وتخشى تحمل المسؤولية.
صادف الواقعة مرور سيارة أفراد من الخدمة الوطنية بجيش مصر الباسل، 2 ضباط وثلاثة جنود، سارع الأبطال لإنقاذ المواطن، وتخفيف معاناة إنسان فاقد الأهلية، نقلوا المواطن بسيارتهم، إلى مستشفى رفض استقباله بدعوى أنه مريض نفسي، ينبغي أن يذهب إلى مستشفى الأمراض النفسية.
ما فعله أبطال الخدمة الوطنية، نقطة مضيئة، في وقت ظهرت به آفة الإهمال من جديد بأحد المستشفيات العامة، الذي يشوه ما يتم في قطاع الصحة من إنجازات غير مسبوقة.
أبطال الخدمة الوطنية، قاموا بارتداء "جونتيات"، وحلقوا ذقن المريض، وأدخلوه الحمام لتنظيفه، أحضروا "بامبرز" مقاس كبار السن وألبسوه إياه.. مواقف إنسانية غاية في الروعة، ليست بمستغربة من خير أجناد الأرض علمت بها "بوابة روزاليوسف" في سياق تفاصيل تلك الواقعة التي تستوجب التحقيق مع إدارة المستشفى، وتكريم أفراد الخدمة الوطنية، ومراجعة وزارة التضامن الاجتماعي وخطتها لحماية فاقدي الأهلية بالشوارع.
وصلت الصور للزميلة بسمة الشحات، عضو نقابة الصحفيين، أحد شهود العيان على الواقعة، والتي قالت لـ"بوابة روزاليوسف": أرسلت لي زميلة صحفية مقيمة بالسعودية صور الحالة ومكانها، بهدف مساعدته، وإنقاذه من الحالة التي يُرثى لها، وأرسلت لي تليفون أحد الأهالي الذين أرسل لها الصور، قمت بإرسال بيانات الحالة للدكتور محمد العقبي المستشار الإعلامي لوزارة التضامن، مشكورًا أكد أنه سيتواصل مع الإسكندرية ومرت ساعات دون جدوى.
وتضيف: تم إبلاغ الإسعاف التي رفضت نقله، ومستشفى الأنفوشي أيضا رفض، حتى تصادف مرور اثنين من الضباط وثلاثة جنود من القوات المسلحة بسلاح الخدمة الوطنية، فقاموا بمساعدة الممرضة التي طهرت الجرح بمساعدة الأهالي، ونقلوه بسيارتهم الخاصة إلى مستشفى المعمورة فرفض المستشفى استقباله، لأن الحالة تستوجب تدخلا جراحيا سريعا، بينما المستشفى تخصص نفسية وعصبية.
وتضيف، عندما طلب الضابط من إدارة المستشفى ما يفيد رسميا رفض الحالة، قام مدير المستشفى بإعطاء أوامر بقبوله، وقام رجال الخدمة الوطنية باصطحابه للحمام وارتدوا قفازات طبية، وقمامات، وقاموا بحلق ذقنه وساعدوه على الاغتسال وارتداء ملابس نظيفة في عمل إنساني رائع.
توجهت إلى قسم شرطة الجمرك وحررت محضرا بالواقعة، رقم 3062 لسنة 2018، لإثبات الحالة وإهمال وزارة التضامن ومستشفى الأنفوشي الذي رفض استقباله.



