انكشاف المخطط الإخواني التركي في «سكسونيا»

برلين - أيمن عبدالمجيد

متغيرات ذات دلالات عميقة، تلك التي خلفتها حالة الانكشاف التي تعاني جماعة الإخوان الإرهابية في ألمانيا آثارها، فقد نجحت الرهانات المصرية، من أن العالم أجمع سيدرك مع الوقت أن تنظيم الإخوان إرهابي، وأن التنظيمات المتطرفة كافة ولدت من رحم الإخوان وتربطهم أهداف وعلاقات وتمويلات مصادرها واحدة.

وكان الرهان المصري نابعًا من معرفة بحقيقة هذا التنظيم الشيطاني، والانكواء بنيران تطرفه، ومواجهة لمؤامرات داعميه، بينما كان الرهان على إدراك الأطراف الأوروبية- المخدوعة بخطاب المظلومية الإخوانية الزائفة، ما يروجونه كذبًا عن الديمقراطية وحقوق الإنسان؛ حتمًا سينكشف، خاصة في ألمانيا التي كان بها من يظن في الإخوان الاعتدال، ويفصلهم عن غيرهم من التنظيمات المتطرفة.

وتؤكد المصادر المطلعة والمؤشرات الملموسة، على انكشاف حقيقة الإخوان لدى مُتَّخِذ القرار في ألمانيا، حيث بات الوصف المستخدم عند ذكرهم هو الجماعة «المتطرفة»، وهو تغير ملحوظ، حيث كانت الدعوات في السابق لاحتوائهم في مصر بدعوى شمول التيارات كافة، ما يشير إلى النظر إليهم كفصيل سياسي، قبل أن يوصف في ألمانيا على المستوى الرسمي وفِي وسائل إعلام بالجماعة «المتطرفة».

مصدر مطلع كشف سر ذلك التحول، مؤكدًا أن السلطات الأمنية الألمانية، كشفت بالأدلة، ارتباطًا وثيقًا لعناصر تنظيم الإخوان المقيمين في ألمانيا، بالجماعة السلفية المتطرفة الممولة من تركيا.

وكشف المصدر، أن المتابعة الدقيقة لعناصر الإخوان، كشفت عن مخطط، انتقال تمركزهم في ألمانيا من ميونخ، إلى ولاية «سكسونيا» شرق البلاد، وهي ولاية حبيسة، مزدهرة اقتصادية في المقام الأول، تمثل مركزا صناعيا بها شركات صناعية كبرى، بها مجالات عدة للمال والأعمال، وذلك بهدف غسيل الأموال، حيث تم رصد توسعهم في شراء أراضٍ كثيرة، وإنفاق مالي كبير لوضع أقدامهم بها.

وأضاف المصدر: بات من المؤكد والثابت لدى أجهزة الأمن الألمانية، أن الجماعة السلفية المتطرفة، ومعتنقي الفكر التكفيري، والإخوان وداعميهم من الأتراك يعتنقون أفكارًا واحدة وبينهم تواصل تنظيمي، يستوجب وضع الإخوان في ألمانيا تحت المتابعة الدقيقة لأجهزة الأمن الألمانية، خاصة بعد تعرض ألمانيا لتهديدات من الإرهاب الذي استهدف العديد من دول العالم.

كل تلك الحقائق التي تم رصدها، ولّدت قناعة لدى الألمان، بأن الإخوان تنظيم متطرف، تربطه علاقات بالأتراك والسلفية المسماة "الجهادية".