د.جيهان جادو: ارتفاع النفط وإنشاء جيش أوروبي من أسباب مظاهرات فرنسا
كتب - شاهيناز عزام
أكدت الدكتورة جيهان جادو عضو مجلس الحي عن محافظة فرساي بفرنسا رئيس الرابطة الدولية للإبداع الفكري والثقافي أن المظاهرات التي اندلعت تعتبر كبرى المظاهرات في أجواء فرنسا، حيث خرج إلى شارع الشانزليزيه قرابة 300 ألف متظاهر.
وقالت في تصريحات خاصة لبوابة روزاليوسف أنه قد سبق هذه المظاهرات عدة وقفات ومظاهرات في الأيام السابقة احتجاجا من الشارع الفرنسي على سياسة الرئيس ماكرون الذي وعد بوعود انتخابيه ولم ينفذها، على سبيل المثال تخفيض الضرائب لمحدودي الدخل لكن لم يحدث ذلك، ما أثار غضب النقابات العمالية أيضا التي لم تر إصلاحا يذكر في قانون العمل. إلا أن اليوم تلك المظاهرات جاءت إنذارا خطيرا قام بها الآلاف والآلاف من المواطنين الفرنسيين. وتدخلت فيها الأحزاب السياسية المعادية لسياسة ماكرون لتطالبه بالاستقالة واعتراضا على الزيادة في أسعار النفط. وقاموا بتدمير المحالات والطرق وقام بعض المندسين وسط المتظاهرين بتخريب الطرقات ما جعل الشرطة تتعامل معهم بعنف في محاولة منهم لإعادة ضبط الشارع.
وأضافت ان توقيت المظاهرات خطير جدا خاصة وأن فرنسا قادمة على الاحتفالات النويل ورأس السنة لذلك كان الوضع اليوم غاية في الصعوبة.
وأكدت أن السبب في ارتفاع أسعار النفط جاء بعد قرار ترامب وسياسته مع إيران فيما يخص الحظر الأخير عليها، ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط التي يتحكم فيها النقد الدولي.
وقالت جادو إن ماكرون أصبح عاجزا عن السيطرة على غضب الشارع الفرنسي وتجاهل العديد من الإصلاحات التي لا بد أن يقدمها للسيطرة على هذا الموقف. إلا أن الحقيقة أن اليمين المتطرف والحزب اليساري أيضا لهم دور كبير جدا في تحريك الشارع الفرنسي لأن سياسة ماكرون لا تعجبهم ويريدون السيطرة مجددا على الانتخابات المقبلة.
والى الآن لا يوجد رد مباشر من الحكومة الفرنسية سوى أنها اعتقلت العديد من المشاغبين الذين قاموا بأعمال عنف اليوم. وأعتقد أن ماكرون عليه عبء كبير جدا في الأيام المقبلة حتى يقوم بالسيطرة مجددا على مقاليد الحكم لأن الشارع الفرنسي على المحك وبدأت المطالبات فعلا بإقالته.
وأشارت إلى أنها مع الإصلاح السلمي ولا تريد تخريبا أو تدميرا لأن الموضوع أصبح خطيرا وفرنسا إن سقطت ستسقط معها أوروبا أجمعها اقتصاديا وسياسيا، ومما لا شك فيه أن سياسة أمريكا تلعب دورا خطيرا في تحديد سياسات أوروبا.
وأكدت أن ماكرون عندما صرح بإنشاء جيش أوروبي موحد كان هدفه أن يبتعد به عن الدول الكبرى وسياساتها.
وأضافت أنها لا تعتقد أن فرنسا تقلد ثورات الربيع العربي لكن الظروف الاقتصادية هي المحرك الأساسي لهذه المظاهرات، لأن ظروف المظاهرات مختلفة تماما عن ثورات الربيع العربي فهناك فرق كبير بين مظاهره وثورة.
وأشارت إلى أنه مؤخرا أشار ماكرون في عده أحاديث وتصريحات له انه يريد عمل جيش أوروبي قوي بالتحالف مع ألمانيا لحماية أوروبا من المخاطر خاصة الإرهاب والذي صرح به لكنه في حيز التنفيذ.
وقالت إن هناك بعض العناصر التخريبية اندست وسط المتظاهرين من اليمين المتطرف لأحداث الشغب لإسقاط الحكومة الفرنسية، وهذا تصريح من المتظاهرين السلميين أنفسهم.
وأكدت أننا في انتظار خطاب ماكرون غدا الثلاثاء، ولا نستطيع التكهن بما يحدث. لكن من وجهة نظري اعتقد انه سيقوم ببعض الإصلاحات لتهدئة الشارع.



