في ذكرى ميلاده.. رحلة الأديب العالمي نجيب محفوظ رائد الرواية العربية الحديثة
كتب - بوابة روز اليوسف
107 أعوام مرت على مولد الأديب الراحل نجيب محفوظ رائد الرواية العربية الحديثة والحاصل على جائزة نوبل في الآداب والذي أثرى العالم بالعديد من الكتب والروايات التي ظلت خالدة حتى يومنا هذا والتي ألهمت العديد من الكتاب والمؤلفين وأبهرت العالم.
ولد نجيب محفوظ في 11 ديسمبر عام 1911 ودرس الفلسفة في جامعة القاهرة، ثم عمل سكرتيراً برلمانياً في وزارة الأوقاف وبعدها كمدير لمؤسسة القرض الحسن ثم كمدير لمكتب وزير الإرشاد، وبعدها كمدير للرقابة على المصنفات الفنية، ثمّ كمدير لمؤسسة دعم السينما، وبعدها عمل مستشاراً للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون وأخيراً رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما، وفي النهاية أصبح كاتباً في مؤسسة الأهرام.
بدأ الأديب الراحل الكتابة في سن الـ17 ونُشرت روايته الأولى عام 1939 وأُصدرت 10 رسائل له قبل الثورة المصرية عام 1952، واشتهر في العالم العربي برواياته الثلاث (بين القصرين، وقصر الشوق والسكرية) ومصور الحياة الحضرية التقليدية، ونشرت روايته الشهيرة أولاد حارتنا عام 1959 في سياق جديد مخفياً الأحكام السياسية تحت الاستعارة والرمزية، وبعدها نشر عدّة روايات منها (اللص والكلاب، خريف السمان، وثرثرة فوق النيل)، بالإضافة إلى مجموعات عديدة من القصص القصيرة.
واستوحى نجيب محفوظ من حي الحسين فكرة (الحارة) التي استخدمها كرمز للمجتمع المصري والعالم كحياة وبشر، فقد ظهرت كثيرا في روايته شخصية (الفتوه) وتقلبها ما بين العدل والظلم والطيبة والقسوة والشهامة والندالة.
كما صور نجيب محفوظ من الحارة المصرية صورا حية وواقعية من المجتمع المصري وقت صراعاته وفي مراحل تطوره، وفي فترة أخرى صورها بصورة أكبر وهي صورة العالم بأجمعه بأفكاره واتجاهاته وصراعاته الكبيرة مثل روايات (أولاد حارتنا وملحمة الحرافيش)، حيث أنه ألقى في هذه الروايات الهامة الضوء على نماذج إنسانية حية منها صراع الإنسان للوصول للمعرفة والعدل وتوازنه مع ذاته والمجتمع و الحياة.
ألّف الأديب الراحل ما لا يقل عن 30 رواية وأكثر من 100 قصة قصيرة وأكثر من 200 مقالة، وساهم في تأريخ تطوير مصر الحديثة على مدى 5 عقود في 33 رواية، و13 مجموعة مختارة من القصص القصيرة، والعديد من المسرحيات و30 سيناريو.
وفاز الأديب العالمي بجائزة نوبل للآداب عام 1988 عن مجمل أعماله الأدبية؛ ليكون بذلك أول أديب عربي يحصل على جائزة نوبل وتكون لغته الأم هي اللغة العربية، حيث إنه من أهم المقاييس التي تعد سببًا مباشرًا في وضعه على القمة وجعله يُنافس على جائزة نوبل أن كافة الأعمال التي كتبها دخلت في طور التنفيذ السينمائي أو التلفزيوني وحوالي 50% من هذه الأعمال تم تنفيذها بالفعل وأصبحت علامات ناجحة في تاريخ السينما المصرية.
واصل محفوظ الكتابة، رغم محاولة الاغتيال التي تعرض لها في أكتوبر 1994، وظل ينشر كتاباته الأقرب إلى القصص القصيرة جدا والخواطر المستدعاة من الذاكرة في مجلة (نصف الدنيا) الحكومية المصرية، وأصيب جراء هذه المحاولة في الطرف الأيمن العلوي من الرقبة وكان لهذا تأثيرٌ سلبي على عمله حيث إنه لم يكن قادرًا على الكتابة سوى لبضع دقائق يوميًا..وتوفي نجيب محفوظ في 30 أغسطس عام 2006 في القاهرة عن عمر يناهز 94 عامًا.
يذكر أنه في عام 1996 أنشأ قسم النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة جائزة نجيب محفوظ وهي جائزة أدبية تمنح لإحدى الروايات الحديثة في حفل يقام كل عام في 11 ديسمبر وهو اليوم الموافق ليوم مولد الكاتب الكبير، وتبلغ قيمتها ألف دولار مع ترجمة الرواية الفائزة إلى الإنجليزية ونشرها.
ويقول بعض النقاد إن مسيرة محفوظ الإبداعية تلخص تطور فن الرواية العربية في مراحلها التاريخية والواقعية والرمزية والملحمية، حيث اختصر الجهد والوقت على أجيال من المبدعين العرب، فلولاه لظل الطريق غير ممهد للأجيال التالية.
وفي هذا الإطار، أعلنت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم أنه سيتم افتتاح متحف نجيب محفوظ (تكية أبو الدهب) يوم 31 مارس القادم بعد تطوير المنطقة المحيطة به؛ لتليق بهذا الحدث العظيم وسيضم المتحف جميع مقتنيات الأديب الراحل.



