الظروف الجوية تجبر المرشحين على الدعاية في المقاعد والدواوين بالعريش
العريش - مسعد رضوان
أدت الظروف الجوية وموجة البرد السائدة، حاليا، إلى اعتماد المرشحين على المقاعد والدواوين في عرض برامجهم وتبادل الآراء والمناقشات مع المواطنين للوقوف على أهم القضايا التي يجب التركيز عليها، وبالرغم من بدء العد التنازلي وقرب الانتخابات التكميلية في دائرة العريش على المقعد الخالي، بوفاة المرحوم الدكتور حسام رفاعي عضو الدائرة، وإعلان الهيئة العليا للانتخابات عن قبول طلبات 13 مرشحا في الانتخابات التكميلية بالدائرة الأولى على مقعد الفئات، الذي كان يشغله المرحوم الدكتور حسام رفاعي نائب الدائرة السابق، إلا أن الواقع يقول غير ذلك بعد تدخل كبار ومشايخ القبائل والعائلات ورموزها من أجل توحيد الصف وتخفيف حدة المنافسة. مما أدى إلى تنازل بعض المرشحين لصالح منافسيهم من نفس العائلة، ولدعم مرشح واحد من العائلة أو القسم الذي ينتمي إليه، وهناك مرشحين آخرين رفضوا التنازل وأصروا على المنافسة، مما يهدد بعض المرشحين بتفتيت الأصوات وتقسيم أصوات العائلة الواحدة بين أكثر من مرشح، وهو الأمر الذي يصعب معه نجاح أي مرشح من الجولة الأولى، خاصة أن التنافس على مقعد وحيد، إلا إذا نجح هذا المرشح في تجميع أصوات عائلته والعائلات الأخرى المتضامنة معها، وتجميع عدد آخر من الأصوات المريدة له من مختلف أقسام وعائلات مدينة العريش العاصمة.
وبالقراءة الأولى نجد أن العدد النهائي للمرشحين على المقعد أصبح حاليا 9 مرشحين يمثلون قبائل وعائلات مدينة العريش بأقسامها الأربعة، منهم: 3 مرشحين من قسم أول العريش من عائلات مختلفة، 4 مرشحين من قسم ثاني العريش من عائلات مختلفة لكن تربطها علاقات القربى، بعد تنازل 3 مرشحين واستبعاد الثالث، مرشح وحيد من قسم ثالث من قبيلة واحدة تضم 3 أفرع وعائلات تجمعها القرابة والدم، بعد تنازل مرشحين واستبعاد آخر، مرشح واحد أيضا من قسم رابع بعد استبعاد الثاني.
ومع اقتراب موعد الانتخابات تزداد حدة المنافسة بين المرشحين، إلا أنها لم تخرج عن الحدود المسموح بها في ظل التنافس الشريف والحرص على عادات وتقاليد المجتمع وعلاقات القربى والمصاهرة والروابط بين القبائل والعائلات، حيث تتمثل في افتتاح دواوين ومقاعد القبائل والعائلات لاستقبال المؤيدين للمرشح سواء من نفس القبيلة أو العائلة أو من القبائل والعائلات الأخرى، وكذا انتقال المرشح بمرافقة كباره ورموز عائلته إلى مقاعد ودواوين باقي القبائل والعائلات للقاء كبارها ورموزها أيضا وطلب تأييد المرشح في الانتخابات، إلى جانب لافتات التأييد وصور المرشحين.
وقد حالت الظروف الجوية وغيرها دون التوسع في المؤتمرات الشعبية، واكتفاء المرشحين بلافتات التأييد والصور في الشوارع والميادين وأماكن التجمعات، كما اقتصرت لقاءات المرشحين على استقبال مؤيديهم في الدواوين والمقاعد الخاصة بهم والتابعة لعائلاتهم، إلى جانب المرور على مقاعد ودواوين القبائل والعائلات الأخرى، والمشاركة في بعض المناسبات الاجتماعية والجماهيرية.
وتعتمد الانتخابات بالدرجة الأولى على دعم القبائل والعائلات، نظرا لطبيعة شمال سيناء الخاصة التي يكون فيها البقاء للأكثرية العددية ووحدة صف القبيلة أو العائلة، والنجاح في حشد الأصوات وتوجيهها لصالح مرشح معين.
وهنا بدأ نشاط ودور القبائل والعائلات في دعم مرشحيها والعمل على حشد أكبر عدد لهم من أصوات القبائل والعائلات الأخرى، وتسعى كل قبيلة أو عائلة إلى إبراز ثقلها ومكانتها لدى الآخرين بجلب الأصوات لتأييد مرشحها، وهو ما ستكشف عنه الأيام القليلة القادمة.
ولا تزال الدعاية هادئة نظرا للظروف الحالية من جهة، وحرصا على ترابط العائلات وصلات القربى والمودة من جهة أخرى، وتسير الدعاية بشكل هادئ، وتتم باستقبال المرشحين لمؤيديهم في مقاعدهم الخاصة ومقاعد عائلاتهم، وتبادل الزيارات لمقاعد ودواوين العائلات ولقاء المشايخ والعواقل وكبار كل عائلة للحصول على وعد بتأييد المرشح، إلى جانب تواجد المرشحين في بعض الفعاليات والأنشطة المجتمعية لجذب مؤيدين آخرين، علاوة على الاتصالات الأخرى بين المرشحين ورموز ومشايخ وعواقل القرى التابعة للدائرة لعرض برامجهم عليهم والحصول على تأييدهم، خاصة أنه لا يوجد مرشحين من تلك القرى.
ولا يخلو أي برنامج انتخابي لأي مرشح من الوعد بتحقيق مطالب أبناء الدائرة التي فرضتها الظروف الحالية على المنطقة، خاصة الأوضاع التي فرضتها الحرب الحالية على الإرهاب، في ظل العملية الشاملة، وما سبقها من قرارات حظر التجوال، وما تبعها أيضا من أزمات (وإن كان تم حلها إلا أنها لا تزال رهن الأحداث)، علاوة على تشديد الإجراءات الأمنية وصعوبة التنقل والسفر من المحافظة إلى خارجها وغير ذلك من إجراءات أدت إلى توقف بعض المهن والأعمال وصعوبة الحصول على وقود السيارات.
وكل ما يريده المواطن السيناوي، هو تخفيف آثار الحرب على الإرهاب وتيسير تنقلات وسفر المواطنين وتوفير احتياجاتهم الضرورية والقضاء على الأزمات وسرعة عودة الحياة إلى طبيعتها في كافة المجالات، وقد زاد من الأعباء الملقاة على العضو الجديد أن العضو السابق المرحوم الدكتور حسام رفاعي كان لا يترك أي شاردة أو واردة تخص سيناء دون التصدي لها في مجلس النواب وغيره من المحافل والمؤتمرات، وهو ما يصعب على العضو القادم مهام عمله النيابي لتمثيل الدائرة.
ومما يذكر أن الدائرة الأولى بشمال سيناء ومقرها مدينة العريش العاصمة تضم مدينة العريش بأقسامها الأربعة وعدد 4 قرى تابعة، حيث يبلغ عدد الناخبين المقيدين في جداول الانتخابات على مستوى أقسام العريش الأربعة 115 ألف و383 ناخبًا وناخبة، من بينهم 32 ألفا و238 ناخبًا وناخبة بقسم أول، 43 ألفا و287 ناخبًا وناخبة بقسم ثان، 24 ألفا و942 ناخبًا وناخبة بقسم ثالث، و14 ألفا و916 ناخبًا وناخبة بقسم رابع، ويتنافس على المقعد الخالي كل من:
- حسن الحلواني (مستقل) ورمزه الأسد.
- جمال البنديري (حزب حماة الوطن) ورمزه جرار زراعي.
- ممدوح أيوب (مستقل) ورمزه الكف.
- أحمد العايق المطري (حزب مصر المستقبل) ورمزه التمساح.
- أمين جودة (مستقل) ورمزه غصن الزيتون.
- عادل محسن (مستقل) ورمزه الصقر.
- علاء الدين محمد (مستقل) ورمزه حصان.
- محمد السيد على (مستقل) ورمزه هدهد.
- أحمد سعد يعقوب (مستقل) ورمزه لؤلؤة.
ومن المعروف أن الانتخابات ستجرى يومي ١٩, ٢٠ ديسمبر الجاري، وستجرى انتخابات الإعادة في شهر يناير ٢٠١٩.



