السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

جنرال النصر.. 44 عامًا على الرحيل

جنرال النصر.. 44
جنرال النصر.. 44 عامًا على الرحيل
كتب - بوابة روز اليوسف

"لقد حققنا انتصارا كبيرا بل حققنا انتصارا مضاعفًا لأنني تمكنت من الخروج بقواتي سليمة بعد التدخل الأمريكي السافر في المعركة"، بهذه الكلمات استطاع المشير أحمد إسماعيل أن يكون ممن سطروا المجد لهذا الوطن وأعادوا للأمة عزتها وكرامتها بعد نكسة يونيو 1967، كما أنه كان أحد رجال المخابرات العامة، وقد استبسل في أغلب حروب مصر المعاصرة من الحرب العالمية الثانية مرورًا بحرب فلسطين 1948 والعدوان الثلاثي عام 1956 حتى حرب أكتوبر 1973.

اليوم 25 ديسمبر تمر الذكرى 44 لوفاته.. "بوابة روزاليوسف" حرصت على ألا تمر ذكراه دون أن نلقي الضوء على حياة جنرال النصر الذي وافته المنية يوم 25ديسمبر 1974 وهو في عز مجده بعد حقق أول انتصار عربي على إسرائيل ليرحل من الحياة تاركًا الوطن مرفوع الراية.

 

نشأته:

ترعرع أحمد إسماعيل بشارع "الكحالة" في حي شبرا بمحافظة القاهرة وهو من مواليد شهر أكتوبر عام 1917، عمل والده ضابطًا للشرطة. وكانت والدته قد أنجبت عددًا من البنات، ولما حملت فيه فكرت في إجهاض نفسها خشية أن يكون المولود الجديد بنتًا لكنها تراجعت عن ذلك.

وحاول أحمد إسماعيل الالتحاق بالكلية الحربية ولكنه فشل ثم التحق بكلية التجارة بعد حصوله على الثانوية العامة، وفي السنة الثانية بـ«التجارة» قدم أوراقه مع الرئيس الراحل أنور السادات إلى الكلية الحربية، لكن الكلية رفضت طلبهما معًا لأنهما من عامة الشعب إلا أنه لم ييأس. وكان الملك فؤاد الأول قد أصدر قرارًا بقبول طلاب الكلية الحربية من عامة الشعب وكانت هذه الدفعة وما بعدها هي دفعة "الضباط الأحرار" وقدم أوراقه بعد أن أتم عامه الثالث بكلية التجارة، ليتم قبلوه مؤخرا ليتخرج فيها عام 1938.

 

 

 

حياته العسكرية:

تخرج عام 1938 برتبة ملازم ثان والتحق بسلاح المشاة. وسافر في بعثة التدريب بدير سفير في فلسطين عام 1945م وجاء ترتيبه الأول على الضباط المصريين والإنجليز. وبدأت موهبته تتفتح ويتألق في الحرب العالمية الثانية التي اشترك فيها كضابط مخابرات في الصحراء الغربية. وفي حرب فلسطين أصبح قائدًا لسرية مشاة في رفح وغزة، وتلك الخبرة أهلته ليكون أول من قام بإنشاء نواة قوات الصاعقة، أثناء العدوان الثلاثي الذي قامت به بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر وفي خريف عام 1956 وكان برتبة عقيد آنذاك وقاد اللواء الثالث مشاه في رفح ثم القنطرة شرق.

وفي عام 1957 م التحق بكلية "مزونزا العسكرية" بالاتحاد السوفيتي، وفي نفس العام عمل كبيرًا للمعلمين في الكلية الحربية، وبعد ذلك تركها وتولى قيادة الفرقة الثانية مشاه التي أعاد تشكيلها لتكون أول تشكيل مقاتل في القوات المسلحة المصرية. وفي عام 1960 حاولت مراكز القوى الإطاحة به، وكان برتبة (عميد) وبعد عام 1967م وجدت تلك المراكز مبررًا للإطاحة به، وبالفعل نجحوا في ذلك، لكن الرئيس (جمال عبد الناصر) استدعاه وسلمه قيادة القوات شرق قناة السويس، وبعد ثلاثة شهور فقط من معارك 1967 أقام أول خط دفاعي كما قام بإعادة تنظيم هذه القوات وتدريبها وتسليحها، وبعد فترة وجيزة تمكنت هذه القوات أن تخوض معركة رأس العش، ومعركة الجزيرة الخضراء، وإغراق المدمرة الإسرائيلية "إيلات"

وبعد وفاة الرئيس عبد الناصر عام 1970 وتولي الرئيس أنور السادات تم تعيين أحمد إسماعيل في 15 مايو 1971 رئيسا للمخابرات العامة وبقي في هذا المنصب قرابة عام ونصف العام حتى 26 أكتوبر 1972 عندما أصدر الرئيس السادات قرارا بتعيينه وزيرًا للحربية وقائدًا عاما للقوات المسلحة خلفًا للفريق أول محمد صادق ليقود إسماعيل الجيش المصري في مرحلة من أدق المراحل لخوض ملحمة التحرير.

وفي 28 يناير 1973 عينته هيئة مجلس الدفاع العربي قائدًا عامًا للجبهات الثلاث المصرية والسورية والأردنية.

كان للمشير أحمد إسماعيل دور معنوي كبير وقيادي في حرب أكتوبر، أنقذ الجبهة المصرية من الانهيار، وبعد قرار السادات تطوير الهجوم وتوغل القوات المصرية لتخفيف الضغط على الجبهة السورية حدث الخلاف الشهير بين الرئيس السادات ورئيس هيئة الأركان الفريق سعد الدين الشاذلي، وقرر السادات إعفاء الأخير من منصبه بشكل مؤقت، وكانت للفريق الشاذلي شعبية واسعة في الجيش بين كبار القادة والجنود، إلى جانب أن الخلافات بدأت في عز اشتعال المقاومة الإسرائيلية وظهور ثغرة الدفرسوار، بالإضافة إلى الحساسية التي كانت تسيطر على علاقة إسماعيل والشاذلي، وميل الأول إلى تأييد الرئيس على حساب آراء رئيس الأركان في التعامل مع الثغرة، تولي إسماعيل قيادة هيئة الأركان بنفسه، وعاونه المشير محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الذي جرى تصعيده إلى المنصب رسميا مع انتهاء الحرب. ونجح أحمد إسماعيل في الحفاظ على وحدة الصف بين القادة، وانصاع في الوقت نفسه إلى تعليمات القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وبعد الحرب منحه الرئيس السادات رتبة المشير في 19 فبراير عام 1974 اعتبارا من السادس من أكتوبر عام 1973 وهي أرفع رتبة عسكرية مصرية وهو ثاني ضابط مصري يصل لهذه الرتبة بعد المشير عبد الحكيم عامر. وحصل أيضا على نجمة سيناء من الطبقة الأولى وتم تعيينه في 26 إبريل 1974 نائبا لرئيس الوزراء.

 

وفاته:

وبعد هذا النضال الطويل الذي قام به هذا البطل أصيب بسرطان الرئة وفارق الحياة يوم الأربعاء ثاني أيام عيد الأضحى 25 ديسمبر 1974 عن 57 عاما في أحد مستشفيات لندن بعد أيام من اختيار مجلة الجيش الأمريكي له كواحد من ضمن 50 شخصية عسكرية عالمية أضافت للحرب تكتيكًا جديدًا.

لم يتمكن المشير من كتابة أهم كتاب عن حرب أكتوبر لكنه كان يكرر دائما أن الحرب كانت منظمة ومدروسة جدًا وأن أي صغيرة أو كبيرة خضعت للدراسة وأن شيئا لم يحدث بالصدفة.

تم نسخ الرابط