السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

تعرف على العلاج الأمثل لأورام الثدي

تعرف على العلاج الأمثل
تعرف على العلاج الأمثل لأورام الثدي
كتب - عيسى جاد الكريم

- د.محمد عبدالرحمن: استعمال العقاقير الكيميائية المضادة للأورام

مخاوف كثيرة قد تنتاب المريضات التي يتم اكتشاف سرطان الثدي لديهن الشئ الذي يجعلهن وذويهن في حيرة من كيفية التعامل مع المرض ؛ الدكتور  محمد عبدالرحمن استشاري الأورام بكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة يقدم معلومات ونصائح هامة عن علاج الأورام سواء العلاج الكيمائي  ، أو الهرموني ، أو الموجه  خاصة لاورام الثدي

 ويقول د. محمد عبدالرحمن: ان العلاج الأمثل فى علم الأورام عموماً  يختلف من مرض لآخر ومن مرحلة لأخرى وحتى من مريض لآخر ولكن هناك خطوطا عريضة نود إيضاحها لقارئتنا العزيزة وقارئنا العزيز مع الوضع فى الاعتبار أن اتخاذ قرار العلاج وخطواته يحتاج إلى أطباء متخصصين جداً.

يتكون علاج الثدى فى حالة عدم الانتشار خارج الثدى والغدد الليمفاوية من العلاج الجراحى مع العلاج التكميلي سواء كان علاج كيميائي، هرموني، مناعي وموجة أو علاج إشعاعي وتكون نتيجة العلاج أفضل من الحالات التي ينتشر فيها المرض خارج الثدى والغدد الليمفاوية مثل الإنتشار بالعظم، الكبد، الرئة، وغير ذلك حيث تعالج مثل هذه الحالات بالدرجة الأولي بالعلاج الكيميائي التلطيفى ، الهرموني أو المناعي إضافة إلى العلاج الإشعاعي على بعض المناطق المصابة.

وهناك بعض النقاط التي تهم المريضة عن كل خط من هذه الخطوط العلاجية.

منها العلاج الكيميائي

 هو علاج الأورام باستعمال عقاقير محددة مضادة للأورام السرطانية تعرف بالعقاقير الكيميائية وهي تضاد الأورام بقتل الخلايا السرطانية أو ايقافها ومنعها من النمو.

والعلاج الكيميائي يستعمل فى علاج اورام الثدى فى ثلاث مواضع رئيسية:

أ- علاج كيميائي تدعيمي (تكميلى) بعد الجراحة بهدف تقليل فرصة الإرتجاع بأعضاء الجسم المختلفة حيث أن الورم السرطاني بعد إستئصالة قد يرتجع بأعضاء أخرى مثل العظم، الكبد، الرئتين...... الخ.

ب- علاج كيميائي قبل الجراحة وذلك لتصغير حجم الورم لتيسير الجراحة التحفظية أو حتى الإستئصال الكامل

ج- العلاج الكيميائي التلطيفى فى حالة الإنتشار بأعضاء الجسم المختلفة بهدف تقليل إنتشار الورم ، تحسين أعراض الورم أو تحسين جودة الحياة وقد ينتج أيضاً أن تكون أعمار المريضات اللاتي تلقين العلاج أطول من تلك اللاتي لم يتلقينه.

-  ويتكون العلاج الكيمائي فى أغلب الأحوال من مجموعة من الأدوية تعطي بعدة طرق أشهرها فى صور محاليل بالوريد ولكنها تعطي احيانا على هيئة مجموعة من الأقراص فى حالات خاصة.

-   وتحتاج المريضة قبل تلقى العلاج الكيميائي لتقييم عام لحالة الجسم عن طريق التاريخ المرضى والفحص الطبى بالإضاءة لمجموعة من التحاليل الطبية والاشعات وبعض الأدوية يحتاج لتقييم خاص لعضو معين مثل تقييم كفاءة القلب قبل إعطاء العقارات من مجموعة الانثراسيكلين.

-  وللعلاج الكيميائي فى أورام الثدى فائدة مثبتة علمياً فى الحالات الثلاث السابق ذكرها وهذه الفائدة تفوق بعض الأعراض الجانبية للعلاج وفى حالة حدوث أو توقع حدوث هذه الأعراض بصورة تفوق الفائدة يجب تقليل الجرعة أو حتى عدم إعطاءها هذا يحتاج لخبرة الطبيب المختص وهذه الاعراض الجانبية لا تحدث جميعها فى كل المرضى وجدير بالذكر أن هناك أدوية حديثة تعطى بشكل وقائى أو علاجى لمنع حدوث أو تقليل هذه الأعراض بحيث أصبحت أقل بكثير مما كان فى الماضى فمثلا الأدوية المضادة للقيئ ساعدت بشكل شديد فى الوقاية من هذا العرض المؤرق لمرضانا.

  و أهم هذة الأعراض الجانبية:

أ-  الشعور بالميل للقىء أو حدوث قيئ . 

ب- الإرهاق

(ج- ضعف بكرات الدم البيضاء المسئولة عن المناعة وبالصفائح الدموية أو الهيموجلوبين (أنيميا

د- تساقط الشعر بدرجات مختلفة

ه- إلتهابات بسيطة بالأغشية المخاطية للفم ، البلعوم أو المعدة

و- إسهال أو مغص بسيط

ز- بعض التأثيرات على عضلة القلب أو وظائف بعض الأعضاء كالكبد أوالكلى

 ح- تغير لون الاظافر 

ونؤكد مرة اخرى على قدرة الطبيب المختص على منع أو تقليل هذه الأعراض بصور جيدة جداً كما أنها عند حدوثها يمكن علاجها بكفاءة شديدة.

ويتم إعطاء العلاج الكيميائي فى أغلب الأحوال كل اسبوعين أو ثلاث لعدد جرعات يترواح من أربعة إلى ثمان جرعات حسب الحالة فى حالات العلاج التدعيمي أما فى حالات العلاج التلطيفى أو العلاج قبل الجراحي فيتم إعطاء جرعتين أو ثلاث يتم تقييم الإستجابة بعدها وفى ضوء هذا التقييم يتم استكمال الجرعات الى ست أو ثمان جرعات فى حالة الاستجابة أو تغيير العلاج فى حالة عدم الاستجابة.

د- العلاج الهرموني

أورام الثدى هى أحد الأورام الحساسة للهرمونات (Hormone sensitive tuners) حيث يحتوى الكثير منها على مستقبلات خاصة تجعل الخلية السرطانية حساسة لهرمونات الانوثة حيث يزداد تكاثرها فى وجود هذه الهرمونات ومن ثم عند غلق هذه المستقبلات أو تقليل مستوى هرمونات الأنوثة يمكننا مقاومة نمو هذه الخلايا.

 وتتميز هذه العقارات بسمية أقل خطورة من العلاج الكيميائى و أشهر العقاقير الهرمونية هو عقار التاموكسيفين الذى يقوم بغلق هذه المستقبلات حيث أثبت فاعلية عالية جداً خلال عشرات السنوات الماضية سواء كعلاج تدعيمى بعد الجراحة لمدة خمس سنوات لتقليل فرصة الإرتجاع وكذا تقليل فرصة إصابة الثدى الآخر أو كعلاج تلطيفى فى حالات الإنتشار خاصة تلك بالعظم، الغدد الليمفاوية، الجلد أو الغشاء البلوري.

أما إيقاف الدورة لتقليل مستوى هرمونات الأنوثة فيتم جراحياً بإستئصال المبيضين أو بواسطة العلاج الإشعاعي أو من خلال بعض العقاقير التي تحقن شهرياً فى أغلب الأحوال.

وفى السيدات اللاتي انقطعت لديهن الدورة الشهرية فيمكنهن الإستفادة من العقاقير التي تمنع تصنيع الهرمونات الانثوية من خلال تنشيط أو تدمير انزيمات تدخل فى عملية التصنيع مثل عقارات: الليترازول، الأناسترازول أو الإيكزاميستين وهذه العقارات تعطي كعلاج تدعيمي أو كعلاج تلطيفى.

ويقوم الطبيب المختص بإختيار وسيلة العلاج الهرموني المناسبة لكل سيدة حسب حالتها سواء مع إستعمال العلاج الكيميائي أو بدونه.

 العلاج الموجه

ظهرت العقاقير الموجهة فى الآونة الأخيرة فى علاج سرطان الثدى فى نفس المواضع الثلاث السابق ذكرها فى العلاج الكيميائي وأثبت الكثير منها فاعلية جيدة حتى فى العلاج التدعيمي مثل عقار (هيرسبتن) وهو عبارة عن أجسام مضاده توجه إلى جزيئات موجودة بكثرة على سطح الخلايا السرطانية. وهذه الجزيئات يمكن قياسها بواسطة معامل الأنسجة المختصة مثل ما يحدث فى مستقبلات الهرمونات لتحديد ما إذا كانت مريضتنا العزيزة ستجنى فائدة من إستعمال مثل هذه العقارات أم لا خاصة وأنها غالية الثمن.

وهناك الكثير والكثير من عقارات العلاج الموجه أثبتت فاعلية فى علاج أورام الثدى تم إنتاجها وتوجيها بناء على فهم أكثر وأكثر لبيولوجيا الخلايا السرطانية ويجب الرجوع للطبيب المختص لإختيار العلاج المناسب لكل مريضة ولكل مرحلة من هذا المرض اللعين.

 

تم نسخ الرابط