
طابية "أشتوم جمصة".. من ينقذ آخر قلاع "عرابي؟!

الدقهلية - مي الكناني
أكثر من 160 عامًا مرت على بناء طابية أشتوم جمصة، آخر القلاع التي استخدمها عرابي في مواجهة الاحتلال الإنجليزي، هذا الأثر الفريد والكنز السياحي الذي يعاني الإهمال، رغم المناشدات والمقترحات التي تقدم بها مسؤولي الآثار بمحافظة الدقهلية، لتطوير المكان.
يرجع تاريخ الطابية لعصر عباس باشا الأول، وتقع "قبة عرابي"، كما يطلق عليها جنوب مدينة جمصة، وتبعد عن ساحل البحر حوالي 3 كم، وعن مدينة المنصورة بـ 60 كم.
"أشتوم"، تعني ميناء صغير على البحر يؤدي إلى النهر، حسبما يقول الباحث الآثاري سامح الزهار، وترجع أهمية الطابية لأنها النموذج الوحيد الموجود بمحافظة الدقهلية حتى الآن، وتم بناؤها فوق تل رملي طبيعي، وبنيت أسوارها ومبانيها من الطوب الأحمر والحجر والمونة الثلاثية.
يضيف الزهار، إن الطابية تعتبر من أهم أشكال العمارة الدفاعية، ويتميز السور الشمالي لها بوجود مسند حجري كبير لاستخدام المدافع، أما الجنوبي فمعظمه مطمور أسفل الرمال، ويتميز سورها الغربي بوجود مجموعة من الحجرات بها مداخل، وبالجدران مزاغل، أما في وسط الطابية فيوجد بقايا بناء أسطواني، يعتقد أنه البرج الذي استخدم للمراقبة، وتم بناؤه من الحجر والطوب وله مدخل باتساع متر ونصف وارتفاع مترين.
وفي عام 2011، أصدر وزير الآثار قرارًا بتسجيل الطابية ضمن عداد الآثار الإسلامية والقبطية، وفق قرار اللجنة الدائمة الصادر في 1 يونيو من نفس العام، وصدقه قرار مجلس الوزراء رقم 884 لسنة 2012.
وعلى الرغم من الأهمية التاريخية الكبيرة للمكان، إلا أن المعلومات المتوفرة حوله محدودة، وذلك لعدم اهتمام وزارة الآثار بإجراء أي كشف حفري داخله، بدعوى عدم وجود تمويل، ما تسبب في إهماله وتركه أرض فضاء مهجورة.
وتحتاج الطابية لمشروع حفائر علمية لإظهار أسوارها، واستخراج ما بها من مكتشفات، وتم تقديم عدة مقترحات لتطويرها وتحويلها لمزار سياحي، لكنها لم تلق الموافقة حتى الآن، وذلك حسب الدكتور محمد طمان، مدير عام آثار الدقهلية.
وأوضح طمان أن الطابية حاليًا عبارة عن قطعة أرض فضاء بها بعض بقايا الأسوار، وعليها حراسة تابعة للوزارة لحمايتها، وتم تقديم مقترح لتطويرها منذ عام 2015، تضمن إقامة سور بارتفاع متر ونصف، وآخر كريتال بارتفاع مترين، حتى لا تحجب الرؤية والمنظر العام للطابية.
وتضمن الاقتراح أيضا إقامة سور لحمايتها من جميع الجهات عدى الجهة المطلة على بحر أشتوم، والتي يمكن استغلالها كممشى أو كورنيش للترفيه، مع إقامة مبنى للموظفين والأمن، وعمل مرسى للسفن واليخوت والمراكب الصغيرة، وتنظيم رحلات بحرية.
كما اقترحت اللجنة التي عاينت الطابية، ضرورة إجراء حفائر علمية شاملة، للكشف عن مكوناتها وتفاصيلها من أسوار وحجرات وأبراج، وترميم الأجزاء الموجودة حاليًا، وتقوية مصاطب المدافع التي كانت تستخدم لحمايتها، وعمل مشروع للصوت والضوء يحكي آثار المنطقة وإنشاء مسرح مكشوف لتقديم الفولكلور الشعبي والأعمال المسرحية الخاصة بالأحداث والمعارك التي شهدتها الطابية، وذلك لوضعها على الخريطة السياحية بالمحافظة.
اقتراحات التطوير جاءت بناءً على قرار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار رقم 4227 بتاريخ 20 يونيو 2015، وحتى الآن يظل ما تبقى من "طابية عرابي"، آيلًا للسقوط يبحث عمن ينقذه.