المؤتمرات والعلاج.. تنوع سياحي جديد في مصر
كتبت - هبة عوض
تغير جذري طرأ على التفكير والتخطيط، للمنتج السياحي المصري، عبر خلق وتفعيل أنواع مختلفة من السياحة، تغير من الفكر السابق بكون السياحة هي شواطئ فقط، وتحول السياحة من منتج اقتصادي ريعي، إلى منتج اقتصادي إنتاجي، ليدفع من عجلة التنمية المستدامة للاقتصاد المصري.
* السياحة العلاجية
تجلى هذا التغيير خلال الفترة القليلة الماضية بعد الاهتمام بدعم استغلال ما تمتلكه مصر من مقومات هائلة، تندر أن تتواجد جميعها في دولة واحدة، كما هي في مصر، من مياه كبريتية، ورمال معالجة بالدفن، وذلك مع المناخ الجيد المعتدل طوال العام، ما يرشح مصر لتكون من أهم الوجهات عالميا للسياحة العلاجية، حيث تتوافر عناصرها بمختلف محافظات مصر، ما يضيف بعدا سياحيا وقيمة مضافة لمصر تشكل منتج جديد يؤكد فكرة التنوع.
وفي هذا السياق، قال عمرو صدقي، رئيس لجنة السياحة، بمجلس النواب المصري، إنه تم تقديم مشروع قانون لتنظيم السياحة الصحية في مصر، يقوم بالتنظيم والتنسيق بين كلا من وزارت الصحة والسياحة والصحة والبيئة، لإنشاء منظومة سياحة صحية شاملة في مصر، يستغل فيها إمكانات مصر الجبارة في هذا الشأن.
وأضاف صدقي، إن مصر تمتلك قرابة 1400 موقع يصلح للسياحة الصحية، مؤكدا أن القانون يسهم في رفع العبء عن قانون التأمين الصحي، كونه معنيا بالأساس على الوقاية من المرض، فضلا على زيادة موارد الدولة من الضرائب وتشغيل الأيدي العاملة، وجذب الاستثمار الخارجي بهذا المجال الخصب.
ومن الجدير بالذكر، أن مصر تمتلك المئات من العيون والآبار الطبيعية ذات المياه المعدنية والكبريتية، والتي تختلف في العمق والسعة ودرجة الحرارة بين 30- 73 درجة مئوية، وتحتوي معظمها على أعلى نسبة من عنصر الكبريت، عالميا، وكذا عدة أملاح معدنية وبعض المعادن ذات القيمة العلاجية من أمثال كربونات الصوديوم ونسب متفاوتة من بعض العناصر الفلزية مثل الماغنسيوم والحديد.
وتمتلك رمال مصرو الكثبان الرملية بالصحارى المصرية على نسب مأمونة وعظيمة الفائدة من العناصر المشعة، وقد أدى العلاج بالدفن في هذه الرمال لفترات مدروسة، إلى نتائج غير مسبوقة في عدة أمراض روماتيزمية مثل مرض الروماتويد والآلام الناجمة عن أمراض العمود الفقري وغير ذلك من أسباب الألم الحاد والمزمن، ما يساعد ويكمل العلاج بأدوات الطب الحديث.
* سياحة المؤتمرات
طفرة كبيرة في عدد وطبيعة المؤتمرات، التي تستضيفها مصر خلال السنوات القليلة القادمة، والتي تصل إلى عشرات المؤتمرات الدولية سنويًا، في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والطبية والمهنية، وذلك في عدد من المدن المصرية، أبرزها القاهرة والإسكندرية وشرم الشيخ والغردقة.
وخلال الشهرين الماضيين، استضافت مدينة شرم الشيخ وحدها، ثلاثة مؤتمرات دولية هامة، مؤتمر الشباب، والتنوع البيولوجي، وإفريقيا 2018، تلاهم مؤتمر مصر تستطيع بمدينة الغردقة، وذلك على اختلاف أهداف كل مؤتمر وموضوعاته والوفود المشاركة بكل منهم على حدة.
وفي هذا السياق، أكد هشام علي، رئيس جمعية مستثمري شرم الشيخ، أن إقامة المؤتمرات، لا سيما في مدينة السلام، شرم الشيخ، يسهم بقوة في رفع نسب الإشغال بفنادق المدينة، التي كانت تعتمد بالأساس على سياحة الشواطئ دون غيرها.
وأضاف أن المشاركين بتلك المؤتمرات يتحولون بدورهم إلى سفراء تنشيط سياحة مصر، لا سيما ما يلمسونه من أمن وخدمة على أعلى مستوى، كما تسهم في ترديد اسم مصر بوسائل الإعلام الدولية، لافتا إلى أن عملية التطوير بالمدينة، سينتج عنها أن تكون مدينة شرم الشيخ، مدينة المؤتمرات الدولية الأولى بالعالم.



