اعتماد رحلة العائلة المقدسة مزارًا.. نقلة في تنويع السياحة المصرية
كتبت - هبة عوض
تعد زيارة يسوع المسيح والعائلة المقدسة إلى أرض مصر، حدثًا ساطعًا في التاريخ المصري، إلا أنه لم يتم استغلال هذا الحدث، للترويج للسياحة الدينية في مصر، سوى قبل عام من الآن، عقب إعلان قداسة بابا الفاتيكان اعتماد رحلة الأفواج السياحية لمسار العائلة المقدسة، عقب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي له في الفاتيكان، وزيارة قداسته لمصر في يوليو الماضي، ودعوته لمسيحيي العالم للقيام بهذه الرحلة، تسعى الدولة لاستكمال وإعداد مسار العائلة المقدسة لاستقبال أفواج من السائحين من كل أنحاء العالم، ومنذ ذلك اللحظة تسعى الكنائس المصرية إلى إبراز مسار رحلة العائلة المقدسة في جميع أنحاء العالم.
وقال على عقدة، الخبير السياحي، إن مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة، يعد مشروعا قوميا، لا سيما وأنه يدعم قطاع السياحة بقوة، وكذا القطاعات المتعددة القائمة على السياحة، ويغير من ثقافة الاعتماد على نوع أو اثنين من السياحة، فيما تمتلك مصر مقومات هائلة، لتنوع سياحي، يحدث نقلة جادة للاقتصاد المصري.
ولفت عقدة، إلى أن حجم التدفق والإنفاق، المتعلق بهذه الرحلة، يمكنه أن يدر أضعاف ما تدره السياحة الشاطئية، فضلًا عن استمراريتها، لكونها شعيرة دينية بالأساس، مشيرا إلى إضافة مؤسسة الحج الفاتيكاني، إلى كتالوج رحلات الحج التي تنظمها، موضحا أن البرنامج الأول يشتمل على جميع المناطق الأثرية من القاهرة إلى أسوان، فيما يشتمل الثاني، زيارة الأماكن الأثرية الدينية، التي سارت وعاشت فيها العائلة المقدسة، خلال مرورها ومكوثها في مصر.
.jpg)
مسار رحلة العائلة المقدسة
جدير بالذكر أن رحلة العائلة المقدسة، بدأت بعد أن رحلت العائلة المقدسة عن بيت لحم متجهة إلى مصر بعد ما جاء ملك من السماء إلى يوسف النجار لينذره، بدأت العائلة المقدسة رحلتها عبر جنوب سيناء وصولاً إلى الفرما، وكل مكان حلوا به في طريقهم أصبح اليوم كنيسة أو ديرًا.
كانت الوجهة التالية لهم في رحلتهم تل بسطا، وصلت العائلة المقدسة بعد ذلك إلى مسطرد، وتوجهت العائلة المقدسة بعد ذلك إلى بلبيس حيث استظلوا بشجرة جميز، سميت بعد ذلك، "شجرة مريم العذراء"، ثم اجتازوا نهر النيل إلى مدينة. سمنود، ويممت العائلة المقدسة بعدها وجهها غربًا إلى وادي النطرون. فكان ذلك الوادي المهد الأول للرهبانية في العالم، وصلت العائلة المقدسة في نهاية المطاف إلى حي المطرية وعين شمس بمدينة القاهرة فأنبع المسيح فيها عين ماء وباركها.
توجهت العائلة المقدسة بعد ذلك إلى مصر القديمة حيث سكنت في مغارة، وفي ذلك الموقع بعد تلك الأحداث بسنوات بُنيت كنيسة أبي سرجة، على أطلال حصن بابليون، وقد أصبحت المنطقة بأسرها قبلة للمريدين من المصريين والمسيحيين من كافة أرجاء العالم، ثم انتقلت العائلة إلى حي المعادي، حيث بُنيت كنيسة السيدة العذراء مريم على شاطئ النيل، ومن هذا المكان رحلت العائلة المقدسة على متن قارب نحو الجنوب، توجهت العائلة المقدسة إلى المنيا ليعبروا نهر النيل من هناك إلى ضفته الشرقية، ويقع هناك دير العذراء مريم أعلى جبل الكف، ومن هذا المكان اجتازت العائلة المقدسة نهر النيل عائدة إلى ضفته الغربية، إلى جبل قسقام بمحافظة أسيوط. ومكثت العائلة هناك لأكثر من ستة أشهر، وفي هذه المنطقة تم بناء دير المحرق، ولاحقًا أتي ملاك إلى يوسف النجار في الحلم ليخبره بالعودة إلى فلسطين بعد موت الملك هيرودس، في رحلة عودتها إلى فلسطين سلكت العائلة المقدسة نفس المسار تقريبًا، بعد أن قضت في مصر ثلاث سنوات تقريبًا.



