فريدي ميركوري ورامي مالك.. الأصل والصورة

كتب - عبد الحليم حفينة

لم تكن المصادفة وحدها التي قادت كل من رامي مالك وفاروق بولسارا للوصول إلى مصاف النجوم، لكن هناك مفارقة قدرية جمعتهما، فكلاهما هاجر من أفريقيا نحو الجانب الآخر من العالم؛ حيث الفنون والآداب الوجه الحضاري لهذه البلاد، ليتوهج فيها الإثنين، أحدهما في الغناء والآخر في التمثيل، في هذا التقرير نجري مقاربة بين حياة كل منهما.

الأصل.. فاروق بولسار

هاجر فاروق بولسار أو فريدي ميركوري -كما عرفه الجمهور- مع أسرته من جزر زنجبار في شرق أفريقيا إلى مقاطعة ميدلسيكس شرق لندن، وقبل الهجرة عاشت عائلة ميركوري في ي إنجليزية تمامًا، لأنها وبرغم أن الجماعة العرقية البارسية التي تنتمي لها العائلة هاجرت من إيران واستوطنت الهند.

 ميركوري الذي قام بتجسيد دوره مؤخرًا في فيلم " بوهيميان رابسودي" الممثل الأمريكي من أصل مصري رامي مالك، أصبح أحد أهم مغنيين موسيقى الروك في العالم، رغم أنه أيضًا بدأ خطواته الأولى من زنجبار في الهند، حيث قضى بها سنين الطفولة الأولى وبدايات المراهقة قبل أن ينتقل إلى شرق أفريقيا ومنها إلى بريطانيا.

بوهيميان رابسودي.. أداة الوصل

كانت " بوهيميان رابسودي" الأغنية الأشهر لـ "ميركوري" والتي صدرت في منتصف السبعينيات، قدم ميركوري فيها كل شئ فيما يزيد عن ست دقائق؛ كتبها ولحنها وأخرج فكرة تصويرها، مثلت هذه الأغنية رمزية قوية لمسيرة الرجل في عالم الموسيقى، فحمل الفيلم الذي رصد مسار حياته وتأسيس فرقة" Queen" الإنجليزية ، ليقوم بتجسيد دوره الأمريكي من أصل مصر رامي مالك.

الصورة.. رامي مالك

رامي مالك لديه حكاية إبداع هو الآخر تشبه حكاية فريدي ميركوري، فهو أيضًا ابن لعائلة من مدينة سملوط بمحافظة المنيا، انتقلت إلى الولايات المتحدة عام 1978، وولد مالك في لوس أنجلوس بكاليفورنيا عام 1981، وهو في مرحلة الثانوية شجعه والده على دراسة القانون ليصبح محاميًا، لكنه اتجه إلى التمثيل أثناء دراسته الجامعية، ولم يشفع له عند والده أن يتجه للتمثيل سوى أداؤه المميز في مسرحية Zooman and The Sign "".

التحق بعد ذلك بدراسة المسرح في جامعة "إيفانسفيل" في ولاية إنديانا، وحصل على بكالوريوس الفنون الجميلة عام 2003، وبدأ مسيرة فنية أثراها بنحو 16 عمل سينمائي، إضافة إلى نحو 10 أعمال درامية، إلى جانب المشاركة بصوته أو شخصيته في ثلاث ألعاب فيديو.

رغم عمره الصغير ُرشح مالك لثلاث جوائز عام 2016 لأفضل ممثل تلفزيوني، جائزة جولدن جلوب، جائزة ستالايت، وجائزة نقابة ممثلي الشاشة، وفاز بجائزتي جوائز اختيار النقاد للتلفزيون، وجائزة الأيمي برايمتايم، ويفوز مؤخرًا بجائزة جولدن جلوب لعام 2019 لأفضل ممثل عن أدائه لشخصية فريدي ميركوري في فيلم بوهيميان رابسودي، وهي المرة الأولى التي تُمنح فيها الجائزة لأمريكي من أصول مصرية.